IMLebanon

المشنوق تفقد الاضرار

انجلى غبار المواجهات الليلية التي شهدتها شوارع العاصمة بيروت أمس بين القوى الامنية من جهة، وعناصر مندسة استغلت تحرك تجمع «طلعت ريحتكم» لاثارة الفوضى ومحاولة فرض امر واقع جديد يعيد خلط الاوراق سياسيا، من جهة أخرى… فبان هول الخراب الذي لحق بالممتلكات العامة والخاصة بعدما عمد هؤلاء الى تحطيم واجهات المحال واشارات السير وحرق الاطارات وتكسير الارصفة لاستخدام حجارتها لرشق رجال مكافحة الشغب، في مشهد غوغائي فوضوي قلّ نظيره…

اعمال التنظيف

 وبدا وسط العاصمة امس أشبه بساحة حرب حقيقية… الا ان الهدوء التام ساد ساحة رياض الصلح مرورا بشارع اللعازارية حتى ساحة الشهداء. ما سمح بمباشرة أعمال ازالة الركام الذي خلّفته أعمال الشغب، فرفع حطام اللوحات الاعلانية والعوائق الحديدية التي تم تدميرها، كما جرى تنظيف المكان عبر رش المياه، وتم كنس زجاج الواجهات التي تكسرت والزجاجات الفارغة التي رُشقت القوى الامنية بها. واذ بدأ اصلاح اشارات المرور التي تم تكسيرها، عُمل على ازالة عبارات نابية كتبت على الجدران. وفي وقت تفقد رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير المكان، لم يعرف ما اذا كانت اي جهة رسمية ستدفع تعويضات لاصحاب المحال المتضررة الذين عبروا عن استيائهم و»قرفهم» مما حصل.. أما خيم اهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و»النصرة» والتي كانت موجودة في الساحة، فلا أثر لها بعدما تم تحطيمها امس.

مكعبات اسمنتية

في غضون ذلك، وتحسبا لاي تحركات مقبلة قد يحاول خلالها المشاغبون خرق طوق السراي، عملت القوى الامنية ووحدة حماية السراي امس على انزال مكعبات اسمنتية ضخمة في محيط المقر الرسمي من جهة رياض الصلح شكلت حائط سد يحصن السراي في وجه اي خطر أمني، خصوصا ان الشرائط الشائكة وحدها ما عادت تكفي اذ يعمد المعتصمون الى محاولة رفعها عند كل مواجهة. وأفيد ان وفدا أمنيا درس المنطقة ووضع خطة لكيفية توزيع المكعبات لتأمين أفضل حماية للسراي.

الجرحى من قوى الامن

 من جهتها، أعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي – شعبة العلاقات العامة ان «اعمال الشغب التي وقعت ليل امس (الاحد)  في وسط بيروت، أدت الى سقوط 99 جريحا من قوى الامن الداخلي واصابة عدد من المتظاهرين وتضرر عدد كبير من المحال والمطاعم والمباني والمنشآت الطرقية وآليات عسكرية، وتوقيف 32 شخصا من مثيري الشغب»، معربة عن أسفها «للاحداث التي رافقت التحرك في بيروت»، ومؤكدة ان «مهمتها حماية حق التظاهر السلمي للمواطنين الذين لا يلجأون الى استعمال العنف ولا يعتدون على الاملاك العامة والخاصة».

جولة وزير الداخلية

الى ذلك، حضر وزير الداخلية نهاد المشنوق يرافقه الضباط الامنيون الى ساحة رياض الصلح، وتفقد الاضرار الناجمة عن أعمال الشغب التي حصلت اول أمس، واستمع الى أصحاب المحال التجارية الذين اعربوا عن استنكارهم لما تعرضوا له من المندسين. وتوجه بعدها الى ضريح الرئيس رفيق الحريري وقرأ الفاتحة عن روحه وأرواح الشهداء.