IMLebanon

الوزّاني تُسابق القصف على قطف مواسمها

 

يتحدّى أبناء الوزّاني الحرب ويعملون على قطف محاصيل الفواكه من «درّاق» و»مشمش» و»خوخ». الموسم جيّد هذا العام وفق المختار أحمد المحمد الذي يرى أنّ أبناء الوزّاني «يواجهون الموت للحفاظ على أرزاقهم من مزروعات ومواشٍ».

يُعدّ إنتاج الوزّاني أحد أبرز موارد السوق المحلية حاليّاً، إذ ينتج يومياً من 4 إلى 5 أطنان من الفاكهة. على مساحة 5 آلاف دونمٍ تمتدّ كروم الخوخ والدراق والمشمش في الوزّاني التي تقع عند آخر نقطة حدودية مقابل بلدة الغجر والجولان، ومع كلّ الخطر المحدق بهم، يخرج أبناء الوزّاني إلى كرومهم لقطافها، مستغلّين هدوء القصف.

ما زال موسم الفاكهة في بدايته، يتسابق العمّال إلى القطاف. يعتبر إنتاج الوزّاني من أجود الأنواع والمحاصيل، نظراً إلى خصوبة التربة والمناخ، وهذا ما يجعل محاصيلها مرغوبة ومطلوبة في السّوق، غير أنّ ما يواجهه المزارع اليوم هو استغلال التجّار، بحسب المحمد، الذي يشير إلى أنّهم «يضعون أسعاراً متدنية ويفرضونها على المزارع الذي يضطر للبيع بسبب ظروف الحرب وحاجته الى السيولة».

الإستغلال ليس من التاجر فحسب، بل أيضاً ارتفعت كلفة النقل والأيدي العاملة، وذلك بسبب الحرب وخطورة العمل تحت القصف. ويقول إنّ «ساعة اليد العاملة ارتفعت من 100 ألف ليرة إلى 150، في حين ارتفعت كلفة النقل بشكل كبير، لأن من ينقل البضائع يُعرّض حياته للخطر ويضطر المزارع للقبول على مضضٍ».

طالما شكّلت الوزّاني منطقة سياحية زراعية، قد تكون من القرى القليلة التي لم ينزح أهلها، رغم ما تتعرّض له البلدة من قصف مدفعي بين الفينة والأخرى، يأبى السكان الرحيل، فالكلّ يسعى للبقاء في أرضه ورزقه. يعتمد السكان إلى جانب الزراعة على تربية المواشي، حيث يبلغ إنتاجهم حوالى 4 أطنانٍ من الحليب. هناك حوالى 4000 رأس غنم و400 بقرة و1500 رأس ماعز، تصدر حليبها يومياً إلى السوق المحلية، لا سيّما صور والجنوب، ويُعدّ من أجود أنواع الحليب.

يُعتبر إنتاج الوزّاني الزراعي والحيواني مهماً للأسواق المحليّة، قد تكون البلدة الوحيدة التي لم يضطرّ سكانها لبيع ماشيتهم، كما حصل مع باقي القرى حيث باع الرعاة مواشيهم بأبخس الأثمان، لأنه كما يقول الأحمد «نحاول الاستمرار باللحم الحي لنحافظ على ثروتنا الحيوانية والزراعية، نعمل بخسارة ولا نوقف العمل».

حالياً، ينتظر أبناء الوزّاني فترة هدوء الحرب لزراعة موسم الملوخية، إذ تنتج البلدة بحدود 40 طنّاً سنوياً، يباع الكيلو بـ12 دولاراً، ما يخشاه المحمد أن تخسر البلدة الموسم، كما خسر مزارعو التبغ مواسمهم. يمضي أهالي الوزّاني حياتهم تحت القصف، يتحدّون الرصاص الذي يتساقط على منازلهم ليلاً ونهاراً تحديداً من موقع المطلة، ومع ذلك يؤكدون صمودهم في أرضهم.