“كشف عن مفاجأة لإحباط أي تهريبة لانتخاب الرئيس”
يرجِّح النائب ألان عون، حصول الجلسة الانتخابية في التاسع من الشهر المقبل، لكنه لا يؤكد لـ “الديار”، أن انتخاب الرئيس فيها سيكون محسوماً، لأنه حتى هذه اللحظة لم تتوافر الأكثرية النيابية الكافية لانتخاب الرئيس، وقد بات من الواضح ولم يعد سراً، أن هناك أطرافاً تسعى إلى تركيب أكثرية وتأمين دعم لأسماء معينة، وحتى اللحظة لم يتحقّق ذلك، وبرأيي، فإن المنطق الذي يسعى إلى تركيب أكثرية من فريق واحد هو منطق خاطئ، لأنه لا يأخذ في الاعتبار أنه بعد كل الأحداث التي حصلت، لم تعد المسألة تقتصر فقط على انتخاب أي رئيس ورميه في دوامة من التجاذبات والأزمات، وهذا إذا افترضنا أن المحاولات نجحت لتركيب أكثرية من فريق واحد”.
في المقابل، يشدّد على أن المنطق الصحيح هو منطق التقاطع بين الأخصام، أكثر مما هو أن يحاول كل خصم أن يجمع الأصوات لإيجاد الرئيس الذي يريده، وخصوصاً أن هذا المنطق يحول دون أي القيام بأي جهود مع الفريق الآخر، لأن الجهود ستتركز فقط على جمع الأصوات لا أكثر، ذلك أن هذا المنطق يصحّ في الأيام العادية، أو بالأحرى قد يكون مشروعاً في الأيام العادية، ولكنه ليس مستحسناً في ظل الظروف التي يمرّ بها البلد، حيث ان التوافق بين الأضداد هو ضمانة الاستقرار وضمانة أن يكون العهد المقبل منتجاً، وبعيداً عن الأزمات، وذلك بعيداً عن اسم الرئيس، لأنه ليس المطلوب رئيس سوبرمان، بل اتفاق يحمي الرئيس والعهد الرئاسي، وهو اتفاق الكتل”.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد أنه على الرئيس المقبل أن يكسر العزلة الخارجية وأن يكون موضع ثقة في الداخل والخارج، وبالتالي، إذا استمرّ منطق إنتاج رئيس من طرف واحد، والسعي لانتخابه بأي ثمن وبأي صوت، فنكون ما زلنا في منطق السلطة، لأن من يفكّر بهذا المنطق يريد رئيساً يتحكّم به ولا يريد الرئيس الأفضل للبلد”.
وحول مرشح “اللقاء النيابي التشاوري المستقل” يقول “إننا طرحنا مرشحاً أو اثنين في إطار الحلول التوافقية، ليس من أجل زيادة الانقسام في البلد، إذ إنهم يملكون المواصفات والأهلية للوصول إلى هذا الموقع الرئاسي، كما حتى إنهم يستطيعون أن يكونوا جزءاً من التقاطع بين الأضداد، وبالتالي، لا يعنينا أن يكونوا جزءاً من معركة أي طرف، وفي الوقت نفسه نحن منفتحون على أي حل، لأننا لسنا في منطق أنا أو لا أحد، لأنه لو كنا في هذا المنطق، لكان لدينا مرشح واحد فقط، حيث أن مقاربتنا للاتفاق لا تقوم على مرشح من دون أي صفات أو رؤية أو تاريخ أو موقف، لأننا نريد رئيساً قادراً على إيجاد القواسم المشتركة مع كل الأفرقاء، حتى مع الذين يختلف معهم، لأن الرئيس الذي يرضي الجميع ليس الشخص المناسب”.
وعلى صعيد الرئيس التوافقي، يشير إلى أنه “في حال حصول توافق حول قائد الجيش، فمن الممكن أن نسير بترشيحه، وذلك كجزء من التوافق، كما أننا طرحنا مرشحَين من اللقاء التشاوري، شرط توافر التوافق والحل لأي منهما ليكونا جزءاً من الحل، فنحن مع التفاهم وندعم أي حل يقوم على التقاطع بين المعارضة والثنائي الشيعي، بمعنى أننا ندعم الحل بينهما، كما ندعم المرشح الذي يستطيع أن يرسي تسوية بين الفريقين، وبالتالي، فإن الرئيس الذي نفتش عنه هو الرئيس القادر على أن ينطلق من أرضية مشتركة بين الطرفين المذكورين، كونه سيعمل في عهده على الجمع بين المعارضة والثنائي، وليس أن يعمل على تكريس الانقسام والتجاذبات التي تزداد حدّتها على خلفية الأحداث الإقليمية”.
وماذا عن مصير جلسة التاسع من كانون المقبل، يتحدّث عون عن “إرادة داخلية تتعزّز اليوم من أجل الوقوف في وجه أي تهريبة رئاسية، يقوم بها تكتلات انطلاقاً من مصالحها وتضم متناقضين، وقد تحصل مفاجأة في الجلسة مثل أن يحصل اصطفاف في مواجهة هذا الأمر ويمنع حصول تهريبة لانتخاب الرئيس، حيث إن كل الوسائل تصبح متاحة من أجل نسف وإجهاض هذه التهريبة”.