الإلتزام بالقرار الحزبي مطلوب بإصرار من الرئيس ميشال عون
نائب عوني سابق يحرّض أعضاء “الخط التاريخي” للانتفاضة على رئيس “التيار”
يعلم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل جيداَ، بأنّ فصل زميله وقريب زوجته النائب ألان عون من “التيار”، لن يمر على خير بل سيجلب له المتاعب والعتب واللوم والاحتجاج من قبل العونيين، نظراً للمكانة الحزبية التي يتمتع بها النائب عون وقربه من المناصرين والمؤيدين للتيار العوني، وللقرابة العائلية التي تربطه بالرئيس السابق ميشال عون، إضافة الى المحبة التي يكنّها له المحازبون، لذا فكّر باسيل مراراً قبل الإقدام على هذه الخطوة، التي ستجلب له المتاعب في حال قام بها.
وتأتي هذه الخطوة بعد فصل نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب، التي لاقت رفضاً داخل “التيار”، وسبق ذلك فصل عدد من النواب في طليعتهم زياد أسود الذي يواصل هجومه على باسيل ويكشف المستور، ما ساهم ايضاً في نشر الغسيل البرتقالي وما تبع ذلك من حقائق، بقيت داخل كواليس وخبايا “التيار” لكنها خرجت الى العلن بالتزامن مع فصل النائبين السابقين ماريو عون ونبيل نقولا مع مسؤولين آخرين، الى جانب بعض مؤسسي “الوطني الحر” الذين ينتمون الى “الخط التاريخي” في “التيار”.
هذه الصورة التي أطلقت العنان للمخاوف والهواجس داخل جدران المركز الرئيسي في ميرنا الشالوحي، من حصول المزيد من عمليات الطرد، لاقت رفضاً حزبياً كبيراً، خصوصاً انّ النواب الخارجين من “التيار” يُعتبرون من الصقور المحبوبين الذين يطلقون المواقف بالصوت العالي، الامر الذي ترك تساؤلات داخلية حول سبب تخلي باسيل عن هؤلاء، سوى انه يريد إسكات كل من يتجرأ على إعلان رأي يناقض رأيه، وكأنه اراد وضع لافتة على ابواب المركز الرئيسي للتيار تحمل عنوان ” الامر لي” ليصبح حزباً ديكتاتورياً، ويمنع المناقشة داخل جدرانه ، وآخر بوادر هذا المشهد الديكتاتوري تلك الملاحظات التي وضعها مجلس الحكماء في ” الوطني الحر” حين اجتمع قبل فترة برئاسة الرئيس السابق ميشال عون، وطلب حضور النائب الان عون فتخلّف ولم يأت، وعليه قرّر مجلس الحكماء شطب عضويته، وارسل القرار الى النائب باسيل، الذي طلب اعطاء النائب عون فرصة ثانية لحضور جلسة مجلس الحكماء، فيما تشير مصادر اخرى داخل “التيار” وهي مقرّبة جداً من النائب باسيل، الى انّ قرار فصل عون يُدرس بهدوء، لكن الخوف من تداعياته يؤخر القرار، وفق تسريبات تتردّد منذ أيام قليلة، في كواليس المعارضين والمفصولين من “التيار” بأنّ انتفاضة تتحضّر ضد باسيل، في حال فصل النائب عون.
وافيد بأنّ نائباً سابقاً يحرّض بقوة المجموعة المعارضة المنتمية الى”الخط التاريخي”، والتي تضمّ قدامى القياديين في “التيار” للقيام بهذه المهمة، مع الإشارة الى انّ أحدهم بعث برسالة شفهية الى باسيل:”بأنّ ما ينتظره سيشكل مفاجأة له”.
الى ذلك نقل عن النائب عون قوله انّ “التيار” بات يفتقد الأداء الديموقراطي، ويعتبر انّ قرار فصله حمل التوقيع الرسمي، وقد قال ذلك لبعض المقرّبين في انتظار إعلان القرار في العلن قريباً، لكن هؤلاء أكدوا له انّ هذا الكلام بعيد عن ارض الواقع، لانه ابن شقيقة الرئيس عون، ويعتبر من ابرز النواب العونيين لانه قريب من اغلبية النواب والاحزاب والسياسيين، ويحمل صفات السياسي الوسطي، فيما ترى مجموعة اخرى أنّ النائب عون من ابرز المرشحين لرئاسة ” التيار”، والذي يشكل خصماً كبيراً لباسيل في حال اراد خوض المعركة، وهذا ما حصل خلال الانتخابات الاخيرة لرئاسة” التيار”، اذ كشف للرئيس عون انه يريد الترشح لهذا المركز، لكنه لم يلق التجاوب وفق المعلومات، وحينئذ انسحب بهدوء ونكر هذا الامر امام وسائل الاعلام، منعاً لحصول خلافات داخلية، وهكذا كان وفاز باسيل بالتزكية.
في السياق ينقل نواب عونيون سابقون، أنّ النائب عون يشكل خصماً لباسيل لانه في الاطار الحزبي يستطيع الفوز برئاسة “التيار” في حال ترشح، ولذا لم يلق التشجيع لخوض هذه التجرية، فيما في المستقبل لا شيء سيمنعه لانه يتمتع بعلاقات جيدة جداً مع الكوادر والمحازبين والناخبين العونيين في قضاء بعبدا، كما يقوم بدور الوسيط والتقارب مع مرجعيات سياسية، من ضمنهم العلاقة العونية التي اصبحت نوعاً ما ايجابية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
في سياق مختلف تشير مصادر النائب باسيل، الى انّ التوصية بطرد النائب عون أتت بعد تصريح ادلى به، تعليقاً على طرد بعض النواب من “التيار” قائلاً: “لو لو كنت رئيساً للتيار لما أقدمت على اتخاذ قرارات بالفصل”، الامر الذي أزعج النائب باسيل كثيراً، ومع ذلك أكد للوسطاء الذين تدخلوا لإزالة هذا الخلاف الداخلي المرفوض كلياً، بأنه مستعد لإعادة النظر في القرار والتفكير مطوّلاً قبل إصداره، لكن المطلوب ومن الجميع الالتزام بقرارات “التيار” وسياسته، ولفتت الى انّ كل ما ينشر في بعض وسائل الاعلام لا يمّت الى الحقيقة بصلة، لانّ رئيس” التيار” لا يفتري على أحد، وبالتالي لا يريد ان يصبح حزبه مجموعة تيارات، واشارت الى انّ الوساطة لم تثمر لغاية اليوم اي مصالحة، في انتظار الايام المقبلة التي قد تحمل إيجابيات.
وعن اللقاء الذي جمع النائب عون بخاله الرئيس عون، قالت المصادر المذكورة: “اللقاء كان عائلياً ولم يتوصل الى حل نهائي للخلاف، كما انّ الرئيس عون يصرّ على التزام النواب والمسؤولين بقرارات “التيار” وهذا معروف عنه لانه يرفض الفوضى”.
واستغربت ما يقال ويردّد منذ أيام من قبل المصطادين في المياه العكرة، معتبرة انّ البعض يروّج لسيناريوهات غير موجودة.