Site icon IMLebanon

آلان عون لـ «الديار»: لقاء عون ــ جعجع على النار

خطف رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون «الأضواء» في مؤتمره الصحافي الذي اعاد إلى الأذهان صورة «الجنرال بالبدلة»، والذي هدد فيه باستعادة خطاب «يستطيع العالم أن يسحقني ولكنه لن يأخذ توقيعي»، تعليقا على استمرار المشهد المأزوم في ما يتعلق برئاسة الجمهورية، والواقع السياسي اللبناني.

الجنرال تناول في مؤتمره الصحافي جملة من المواضيع المفصلية، وفجر في طرحه انتخابات مباشرة للرئيس من قبل الشعب، جملة من المواقف والتعليقات.

«لن يؤثر السقف العالي الذي استعمله الجنرال في العلاقة مع القوات اللبنانية» يقول عضو كتلة التيار الوطني الحر النائب آلان عون للديار، ويضيف، كلانا نحن والقوات اللبنانية، نعاني الاستبعاد في مؤسسات الدولة، وقضم الحضور المسيحي، وصولا إلى انتزاع الصلاحيات، وبالتالي، فكلانا لم يعد يقبل ذلك.

النظام السياسي اللبناني يعيش لحظات الموت السريري، يقول عون، لم نصل بعد إلى مرحلة المطالبة بالفيدرالية كما يتم الكلام في هذه الأيام بكثرة، ، ولكن لم يعد جائزا الاستمرار في هذا المنطق، وترك البلد يذهب إلى المجهول.

وعن اللقاء المرتقب بين الجنرال والحكيم، قال عون إن الموضوع «عم ينشغل عليه»، مشيرا إلى أن العلاقة بين القوات والتيار ليست متوقفة على لقاء الزعيمين، بل إنها قائمة، والتنسيق مستمر.

وكانت مصادر مقربة من كلا العونيين والقوات قالت في وقت سابق إن الخلاف العوني – القواتي الذي كان واستمر منذ الحرب اللبنانية انتهى إلى غير رجعة، وإن لا حرب بعد الآن، لا ساخنة ولا باردة، ولم يعد زمور تاراراتاتا جنرال يشكل استفزازا لمشاعر القوات، ولم لا، قد يصبح هناك مركز لحزب القوات اللبنانية في الرابية، وتفتتح «منسقية» للتيار الوطني الحر في معراب. والدليل أن صدى المصالحة المسيحية – المسيحية أصبح واقعا في جميع المدن والقرى المختلطة.بعد أن أدرك الجميع أن المشاكل والحزازات و«التزريكات» لن تثمر شيئا، وان الخلاف في جنس الملائكة لا يفيد لأن الكل يترنح، ولا يستطيع مشروع أن يزعم أنه أقوى أو أنجح أو أهم، في ظل الضبابية التي تلف المشهد السياسي الإقليمي والدولي. والتحديات الوجودية التي تصيب المسيحيين. من «داعش» إلى غيرها من الأمور وصولا إلى «اضمحلال ساقية الحضور المسيحي في رمال صحراء تنازع الامتيازات». الاختلاف لن يكون سببا للخلاف، ليأخذ كل خياراته السياسية، ولكن لا بديل عن الوحدة.

وقالت المصادر إنه لا تعطيل، لا مماطلة، لا هروب إلى الأمام من كلا الجانبين، لا الرئاسة الأولى ولا التعيينات ولا أي ملف وطني خلافي سيكون سببا لانقطاع الحوار بين التيار والقوات. سيدير الاختلاف إعلان النيات المشتركة الذي ينص صراحة على «وجوب تصحيح الخلل التمثيلي على مستوى الرئاسة الأولى المستمر منذ اتفاق الطائف عبر انتخاب رئيس يحظى بتمثيل قوي في بيئته، ويكون مقبولاً على المستوى الوطني». بمعنى آخر، لا يسير موضوع «طي صفحة الخلاف مع الماضي» على إيقاع «إما انتخاب الجنرال رئيسا أو لا حوار.

لا تشريع بدوننا، تضيف المصادر، النتيجة، مقاطعة جلسات التشريع، وفرض «لاميثاقيتها» ما لم تشمل مشاريع تلتقي ومبدأ تشريع الضرورة، إلى جانب ادراج «قانون استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني» وقانون الانتخاب. إذن، الملف لم يعد يتعلق بجلسات بروتوكولية بين ممثلي الحزبين، بل بتطبيع شامل، لوحظ على مستوى القيادات الوسيطة، والشارع المرتاح جدا جدا، باعتبار أن لا حوار وطنيا بدون الحوار الداخلي داخل كل طائفة. كلا الفريقين يحضر في الاحتفالات والمناسبات الرسمية، آخرها، وإن ليس الأخير، دعوة التيار لجعجع للمشاركة في المؤتمر في فندق «الرويال» حول اضطهاد المسيحيين والاقليات في الشرق الذي حمل عنوان «الابادة الارمنية والسريانية والمجاعة في لبنان»، والذي تحدث فيه العماد عون، وحضره الوزير السابق جو سركيس ممثلا رئيس القوات الدكتور سمير جعجع.

«اللقاء القمة» أصبح قريبا جدا، تشير المصادر المتابعة، مع ترجيح ألا يعلن عنه، للدواعي الأمنية، إلا أن «ورقة الإعلان» أصبحت في حكم الموقعة، بانتظار التوقيع الرسمي عليها بعد الانتهاء من «الرتوش»، مع تخطي «شياطين التفاصيل».

لم يعد لدينا خيار سوى الوحدة، تقول المصادر، الحلف الناشىء بين عون وجعجع سيساهم إلى حد كبير في لجم «جنوح» البعض للسيطرة في ممارسة الحكم وإضعاف المسيحيين وتعطيل دورهم وفق المبدأ الذي يقول «ما هو لي هو لي، وما هو لك هو لي ولك»، هذا الموضوع الذي «يفقد المرجعيات المسيحية دورها بالنسبة لمن تمثل، ويخلق شعورا بالحرمان لديهم يحيي فيهم شعورا دفينا بالقلق ويتسبب مجددا بحزم حقائب الرحيل الى سماء جديدة يعيشون تحتها بحرية وعدالة وطمأنينة».

وتختم بالقول لا بد أن يتصدى الشرفاء من كل لبنان لهذه المشكلة ، لأن الهيكل متى تهدم، فسيسقط على رؤوس الجميع دون استثناء، واستطردت»… لدينا ما يكفي من العزم والتصميم والإرادة لإكمال المسيرة. ووعدنا لكم بأن قوى التكفير والإرهاب، ومريديها، لن تقوى علينا».