مصادر «الوطني الحر»: الجنرال ينتظر من الحريري العودة إلى الاتفاق لقاء التمديد (هيثم الموسوي)
لا يزال التمديد للمجلس النيابي يفتقر إلى «الميثاقية»، وسط تمسّك الكتائب والتيار الوطني الحر برفض المشروع وضبابية موقف القوات. وبينما يمارس الرئيس فؤاد السنيورة ضغوطه على القوات، أطلق رئيسها سمير جعجع مبادرة لوقف التمديد
يومان قبل الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، للتصويت على اقتراح قانون التمديد للمجلس النيابي، ولا تزال المعلومات تشير إلى أن معضلة «ميثاقية» مشروع التمديد لم تحسم بعد، ولا سيّما لجهة الحصول على غطاء من إحدى الكتل «المسيحية» الرئيسية، وسط رفض قاطع من البطريرك بشارة الراعي. فكتلة التغيير والإصلاح لم تغيّر مواقفها العلنية بعد برفض التمديد وحضور الجلسة، ومثلها كتلة حزب الكتائب، بينما يتأرجح موقف كتلة حزب القوات اللبنانية بين حضور الجلسة والتصويت لصالح التمديد، إلى الاكتفاء بحضور الجلسة والامتناع عن التصويت.
وليس خافياً أن برّي لا يميل أو يرفض بالأحرى السير بالتمديد، ما لم يضمن تصويت إحدى كتل الأحزاب المسيحية الثلاثة إلى جانب المشروع، وأشارت مصادره لـ«الأخبار» إلى أن «كل الاحتمالات مفتوحة، والقانون يمكن أن لا يمُر في الهيئة العامة».
وكشفت المصادر أن «الرئيس بري يتوقع أن يتلقى اليوم من النائب جورج عدوان قراراً من القوات اللبنانية بالموافقة على التصويت مع التمديد». وعلمت «الأخبار» أن «الرئيس فؤاد السنيورة هو من يتولى مهمّة الضغط على القوات، بعدما اشترط برّي أن تصوت إحدى الكتل المسيحية الثلاث مع التمديد لإمراره في الجلسة».
وفيما قالت مصادر نيابية في 14 آذار لـ«الأخبار» إن «هناك مشاورات مكثفة تجرى بين مكونات 14 آذار، بهدف توحيد موقفها من جلسة التمديد لجهة التصويت على القانون من جانبي القوات اللبنانية والكتائب»، لفتت مصادر برّي إلى أن «رئيس المجلس يراهن على القوات، لأن رفضها التمديد لم يكن مطلقاً. ولأن من المستحيل أن يغيّر التيار الوطني الحر موقفه، فهو لا يزال يدرس إمكانية حضور الجلسة، كما أن الكتائب حسمت موقفها، فلم يبق سوى القوات».
بري يتوقع أن يبلغه عدوان اليوم قراراً من القوات بالتصويت إلى جانب التمديد
وبحسب المصادر «لا تزال المشاورات مع القوات جارية»، مشيرةً إلى أن «التمديد هو آخر بند على جدول الأعمال، وبالتالي يمكن أن تحضر جميع الكتل النيابية لإمرار البنود الأخرى، وينسحب البعض منها فور البدء بمناقشة قانون التمديد». وقالت مصادر القوات لـ«الأخبار» إن «رئيس الحزب سمير جعجع يقوم بمبادرة أخيرة مع القوى السياسية لتفادي التمديد، وسيكون له مبادرة واضحة اليوم أو غداً وسيحدّد موقف الكتلة بعدها».
من جهتها، تقول مصادر التيار الوطني الحر إن «أجواء الجنرال (النائب ميشال عون) بعد اللقاء مع الرئيس بري توحي بأن نواب التيار سيحضرون الجلسة». ويعوّل عون، بحسب المصادر، على رئيس المجلس لـ«مقايضة تغطية المسيحيين للتمديد بشكل غير مباشر، بتحقيقهم مكسباً ما سواء على صعيد قانون الانتخابات أو غيره». إلا أن بعض النواب العونيين ضغطوا في اليومين الماضيين على عون لرفض التمديد بالمطلق، وعدم منح بري هذه الورقة، متهمين إياه بعرقلة ملفاتهم في المجلس. وحاول هؤلاء إقناع الجنرال بأن «المقابل الحقيقي للتمديد للمجلس، وبالتالي لرئيسه، يكون بإطلاق أيدي العونيين في اللجان بعدما حوّل بري سلسلة الرتب والرواتب من لجنة المال والموازنة إلى اللجان المشتركة».
وبحسب مصادر نيابية أخرى في تكتّل التغيير والإصلاح، فإن «اجتماع التكتل بعد ظهر الثلاثاء سيبلور موقفنا الحقيقي، وربّما ترك الجنرال القرار إلى الثلاثاء إفساحاً في المجال أمام المشاورات». وقالت المصادر إن «الجنرال ينتظر من الرئيس سعد الحريري موقفاً واضحاً لقاء التمديد، وهو العودة إلى تكملة الاتفاق الذي تمّ بينهما قبل فترة، ولا سيّما الاتفاق على أربع نقاط، هي: الحكومة ورئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب الجديد بـ 15 دائرة على أساس النسبية، ومن ثمّ حكومة برئاسة الحريري». وأضافت المصادر: «الجنرال التزم بالحكومة وساهم في إخراج البيان الوزاري، فلماذا توقف العمل عند النقطة الثانية؟ التمديد له شروطه بالنسبة لنا، والجنرال قال بعد لقائه الرئيس بري إنه لا يمكن إجراء انتخابات الآن، وهذا معناه أن التمديد له شروطه».
بدورها، قالت مصادر نيابية في فريق 8 آذار إن «التيار الوطني الحرّ له كامل الحرية في اتخاذ موقفه من التمديد، ونحن لا نمارس الضغوط عليه، وهو حليفنا مهما كان الموقف، لكن التمديد عملياً هو مطلب للحريري المربك من إجراء الانتخابات، أفلا يستأهل الأمر من الحريري موقفاً واضحاً تجاه عون؟».
نصر الله ردّ على الحديث عن «علامات الظهور»
من جهة ثانية، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال إحياء الليلة الثامنة من عاشوراء «إننا نقاتل في سوريا منعاً للهيمنة الأميركية والصهيونية والتكفيرية». ورد على من يربط علامات ظهور الإمام المهدي المنتظر (الإمام الثاني عشر عند الشيعة) بالأحداث الجارية، قائلاًً: «نحن لا نحتاج إلى مسوغ ديني للقتال في سوريا، ولا نقاتل تطبيقاً للعلامات التي يشاع أنها تمهيد للظهور، إنما نقاتل دفاعاً عن لبنان والمنطقة، وكي لا يتكرر عندنا ما فعله أبو بكر البغدادي بقبيلة بونمر العراقية».
مطالب «النصرة»
في سياق آخر، نشر تنظيم «جبهة النصرة » بياناً حول عملية التفاوض بشأن الجنود المختطفين في جرود عرسال المحتلة، أكد فيه أن الموفد القطري أحمد الخطيب نقل موافقة مبدئية على «إطلاق سراح أسرى من سجون النظام اللبناني وأخوات من سجون النظام السوري، وتمّ تسليمه لائحة بأسماء بعضهم»، بعدما تمّ عرض ثلاثة مقترحات على الموفد القطري، الذي «ذهب إلى عرسال ومعه مساعدات للاجئين السوريين كخطوة أولى في تقدم المفاوضات» بحسب بيان «النصرة».
تفكيك عبوة في صيدا
أمنياً، فكك الجيش اللبناني عبوة معدة للتفجير عن بعد في منطقة حارة صيدا بالقرب من مجمع سيد الشهداء. وبحسب بيان لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني، فإن «العبوة تحتوي على 500 غرام من مادة الـ TNT وموصولة إلى رمانة يدوية وصاعق كهربائي، وقد حضر الخبير العسكري إلى المكان وعمل على تفكيكها».