IMLebanon

أزمة النفايات تتفاعل … وسلام يُتابعها تحضيراً لجلسة الثلاثاء

أزمة النفايات تتفاعل … وسلام يُتابعها تحضيراً لجلسة الثلاثاء

رئيس الحكومة : كلّ الاحتمالات مفتوحة ــ باسيل : لن نتراجع تحت أيّ تهويل

حزب الله قطع الطريق على المستقبل : لن نقبل تجاوز حدود «الستاتيكو»

شهد نهاية الاسبوع، مزيدا من التشنج في المواقف التصعيدية بين رئيس الحكومة تمام سلام والتيار الوطني الحرّ، محورها الظاهري ازمة النفايات «المفتعلة» التي تراوح مكانها مع تحركات ميدانية شهدتها بعض المناطق على خلفية هذه الازمة القديمة – الجديدة.

وبما ان الرئيس سلام ما زال يلوّح بالاستقالة وقد نقل زوّاره عنه قوله ان كل الاحتمالات مفتوحة، واجهه التيار الوطني الحرّ على لسان الوزير الخارجية جبران باسيل ان «التيار لن يتراجع عن حق تحت اي تهويل»، فهذا التصعيد الكلامي بين سلام و«الوطني الحرّ» ينذر بأن الامور متجهة نحو التأزم اكثر فاكثر، خصوصاً ان كل المعلومات تشير الى ان لا بوادر حل وان الامور متجهة الى مزيد من التعقيد.

جلسة الحكومة ستعقد الثلاثاء، والجميع بانتظار المشهد الوزاري داخل السراي، هل ستنفجر؟ هل يقدم سلام استقالته؟ هل سيتم البحث في آلية عمل الحكومة؟

النفايات ستتربع على طاولة مجلس الوزراء مع روائح الصفقات والمحاصصة، هل سيتخذ قرار بيئي واضح لقضية «الزبالة» المنتشرة على طرقات لبنان من اقصى جنوبه الى اقصى شماله؟ والأهم اين ستطمر؟

زوار سلام

نقل زوار رئيس الحكومة تمام سلام عنه، أنه تم التوافق على اعتماد مطمر جديد للنفايات في سبلين ومواقع أخرى في كسروان والمتن، وأماكن حددها وزير البيئة.

الرئيس سلام ترك الاحتمالات مفتوحة بشأن استقالته أو عدمها، لكنه أكد العمل لمصلحة الناس.

وقال الزوار نقلا عن سلام: «كل الاحتمالات مفتوحة لما فيه خدمة البلاد وانا في ظل تحملي لمسؤوليتي لم أكن يوما من الايام بعيدا عن مطالب المواطنين وأي اجراء سأتخذه يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مصلحة الناس خصوصا في ظل الفراغ الرئاسي».

قالت مصادر سلام انه لم يعرف بتهوره او تسرعه وبالتالي فإن تمسك اللبنانيين بعدم استقالته هو لأنهم يشعرون بالمخاطر التي تواجه البلد.

وقال سلام، بحسب زواره: «انا ما أزال أفسح في المجال لتوفير مستلزمات عمل مجلس الوزراء الى هذه اللحظة ولم ألمس أي انفراج حتى الآن».

ورفض سلام الرد على هجوم أمين عام حزب الله حسن نصرالله عليه، مكتفيا بالقول: «حرصت دائما أن لا أخوض في سجال سياسي مع اي قيادي، فأنا اقوم بعملي كما يجب».

وعن أزمة النفايات، لفتت مصادر سلام الى انه تم التوافق على اعتماد مطمر جديد في سبلين ومواقع اخرى في كسروان والمتن وأماكن حددها وزير البيئة.

باسيل: ازمة النفايات هي ازمة نفاياتهم السياسية والدستورية والقانونية

ورد وزير الخارجية جبران باسيل في بلدة مركبتا في قضاء المنية-الضنية على الرئيس تمام سلام دون تسميته فقال: «لن نتراجع عن حق تحت اي تهويل …. عندما نتحدث عن «الشراكة» فلاننا الشريك الصالح الذي يعرف معنى «الشراكة» الوطنية والحفاظ على رسالة لبنان اما الذي يبتعد عن «الشراكة» فهو الذي يسبب مشكلات الوطن السياسية والامنية والاقتصادية. وتابع باسيل: «كل واحد يفتعل مشكلة اليوم في الوطن لانه ابتعد عن «الشراكة» نحن نمد له يدنا ونقول له تعال لعندنا الى «الشراكة» الوطنية…. وعندما يبتعد يفتعل مشكلة سياسية وفراغاً في رئاسة الجمهورية وتعطيلاً للمؤسسات الدستورية … ومن يبتعد عن «الشراكة» هو من يفتعل المشكلات الامنية ويأتي بالارهاب الى هذا البلد لو من غير ارادته المباشرة».

وحول ازمة النفايات، اعتبر وزير الخارجية ان : «من ابتعد عن «الشراكة» هو من قام بسياسات اقتصادية اعتقد انه يستطيع عبرها ان يحكم البلد وحده وانه يفهم بالاقتصاد والمال والنفايات والكهرباء والنفط والاتصالات والنقل حتى اوصل البلد الى المكان الذي ترونه. مشكلة «الزبالة» هي زبالتهم السياسية، هي نفاياتهم الدستورية والقانونية وعدم استماعهم إلينا منذ 7 سنوات، عندما رفعنا لهم عن سوكلين منذ مجيئنا لاول مرة الى الحكومة كتباً كتبناها فيها بحل موضوع النفايات ومعالجة الهدر الذي يحصل في الدولة ووصلنا مرة الى التصويت في مجلس الوزراء وخسرنا في التصويت لانهم لا يريدون ان يسمعوا…. ثم يأتون اليوم ليشكوا!

درباس: من غير المنصف تحميل سلام كل ما يحصل

بدوره، قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في دارته في المصيطبة ان «الحكومة ليست رئيسا فقط بل وزراء ومكونات من غير المنصف ان يتحمل الرئيس منفردا كل ما تفعله المكونات او بعضها». واعتبر ان: «ما نراه في الشارع هو نتيجة حتمية للشلل الحكومي، هناك شلل منهجي يتسرب الى اوصال الدولة بدءا من الشغور في موقع الرئاسة الاولى وتعطيل مجلس النواب و الان جاء دور مجلس الوزراء». واضاف درباس: «سيعلن رئيس الحكومة قراره في الوقت المناسب لكنه لا يتخلى عن المسؤولية….والان هو يشعر ان النفايات التي تمتلئ بها كل بيروت هي عبء على ضمير كل مسؤول و لكن حذار هذه ليست مسؤولية تقنية فنية بل هي جزء لا يتجزأ من اثار الشلل الحكومي». وتابع: «كل الخيارات امام دولة الرئيس مفتوحة، لا احد يستطيع ان يأخذ شيئأ من صلاحياته، الاستقالة من صلاحياته وكذلك دعوة مجلس الوزراء و اعطاء مجلس الورزاء اجازة وجدول اعمال وترتيبه».

8 آذار: حزب الله قطع الطريق على المستقبل

وفي هذا المجال، تؤكد مصادر في 8 آذار ان الامين العام لحزب الله قطع الطريق على تيار المستقبل الذي حاول الاستفادة من «دخان» حريق النفايات للتسديد في مرمى الحزب وتحميله تبعات الازمة السياسية في البلاد، واكدت المصادر ان حزب الله يدرك ان ازمة النفايات مفتعلة، جزء منها «فساد وسرقة»، والجزء الآخر «خبث» سياسي اراد «التيار الازرق» منع وترويض التيار الوطني الحرّ واجهاض تحركه السياسي والشعبي وتمييع مطالبه من خلال افتعال ازمة.

واشارت المصادر الى ان افتعال المشكلة كان يهدف من جهة الى تجاوز مطالب عون الحكومية، ومن جهة اخرى، ثمة محاولة لاستدراج مناصري الفريق الآخر الى الشارع في ازمة مفتوحة كان مقدراً لها ان تربك جهمور المقاومة، لكن هذا الفريق كان «اعقل» من الوقوع في الفخ ونجح في ضبط شارعه بطريقة مثالية، واكدت المصادر انه لو اراد الرئيس سعد الحريري حلّ الازمة لفعل ذلك بالحوار الجاد مع الجنرال ميشال عون، لكنه افتعل عن سابق تصوّر وتصميم مشكلة من العدم.

وتوضح المصادر ان العقدة الحالية تكمن في تراجع المستقبل عن تعهداته لاسباب لم يعلن عنها بعد، في حين ان كل المؤشرات تشير الى ان الموضوع يعود الى قرار سعودي يقضي بعدم الاستعجال بالتفاهم مع الوطني الحرّ، على اعتبار انها غير مستعجلة على انهاء الازمة اللبنانية، كما تعمل السعودية على استغلال حلفائها لابقاء التوتر قائما لعدم اراحة حزب الله، وتؤكد المصادر مثلاً عن مصادر مقربة من حزب الله انه اذا كان حزب الله يساير في هذه المرحلة ويتعايش مع حدود «هذه اللعبة» المضبوطة الا انه لن يقبل تجاوز الفريق الآخر حدود «الستاتيكو» ورمي البلاد في المجهول.

وتشدد المصادر على ان تيار المستقبل وبدفع سعودي يصرّ على خلق شقاق بين قائد الجيش العماد جان قهوجي والقيادة العسكرية مع حزب الله، وتشير الى ان العلاقة المتينة بين الطرفين على مدار السنوات الماضية كانت السبب الرئيسي في انزعاج «التيار الازرق»، ويأتي تراجع الحريري عن اتفاقه مع عون على ملف التعيينات الامنية في سياق التصويب على هذه العلاقة وليس في اطار التصويب فقط على الجنرال عون.

وتعتبر المصادر انه من خلال ادراك تيار المستقبل ان حزب الله لن يتخلى عن دعم حليفه، يريد توريطه في «معركة» مع قائد الجيش من خلال الايحاء بان الحزب يرفض التمديد له ويدعم عون في معركته لايصال العميد شامل روكز.

حزب الله يرى في هذه «اللعبة الصبيانية» استخفافاً بعقول الناس وانعداماً في المسؤولية و«قصر النظر» في فهم طبيعة العلاقة بين المقاومة والجيش التي تجاوزت كل هذا «النفاق».