IMLebanon

وطن النجوم والحلول

الحمد لله… ست وعشرون جلسة نيابية، ولا رئيس جديداً للبنان.

والجلسة المقررة يوم الأربعاء في ١٢ من الشهر المقبل، قد تكون جلسة انتخابية، لا مجرد جلسة لرفع العتب.

منذ أسبوع وفي أوج الأزمة. وفي عزّ التوتر السياسي، كان قادة الرأي في لبنان، يتوقعون تسوية للمأزق الرئاسي.

تسوية تحمل حلاً يتجاوز عقدة ٨ آذار، وشروط ١٤ آذار، ولا أحد منهم أوضح ماهية التسوية.

تسوية لمأزق غياب النصاب القانوني لأي جلسة.

… ولحلّ مقبول بين الانتخاب، والانتخابات النيابية قبله، وإصرار الذين ينزلون الى المجلس، على نزول المقاطعين الى ساحة النجمة، والمشاركة في الانتخابات.

هل كانوا يضمرون تسوية آتية من الاتفاق النووي؟

الآن، وبعد الفرحة التي عمّت شوارع طهران، وأماكن عديدة في العالم، أدرك الضائعون ان التسوية المضمرة تعيش في أذهان القوى الدولية.

صحيح ان الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتبر ما حدث أعظم انجاز حققه منذ ست سنوات، لكن أمامه الآن معركتان: معركة في واشنطن مع الجمهوريين وبعض الديمقراطيين.

ومعركة في تل أبيب مع نتنياهو. الذي جاهر بمعارضة اسرائيلية للاتفاق.

في الكونغرس الأميركي سلاحه ضدّ الجمهوريين هو الفيتو الأميركي لا الروسي لإحباط المعارضة الداخلية.

ومع اسرائيل في عمل دؤوب على طرد الليكود من نظام جائر في الكنيست، ضد الرئيس الأسمر الذي يحاول قبل عامين من انتهاء ولايته الثانية، أن يثبت انه فعل ما لم يفعله الآخرون في بلاده.

الآن، يعلق النواب، بعدما رفع الرئيس بري الجلسة، آمالهم على مبادرة تلقائية، سمّاها النائب جورج عدوان لا ايحائية.

ولا يضير أحد، أن يقال ان المبادرة الايحائية، هي لبنانية، وان النواب تراجعوا عن رهاناتهم على المبادرات الدولية.

لكن، لولا الاتفاق النووي في النمسا، لبقي أصحاب السعادة، يراهنون على مبادرة آتية، من النمسا لا من سويسرا، تمهّد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

والاتفاق التاريخي بين ايران والدول الكبرى خطوة لا يستهان بها والوزير لوران فابيوس سارع الى ابداء عزمه على زيارة طهران، من أجل تتويج المصالح الفرنسية، في ما أظهره زملاؤه من جهود قاربت سنوات، لكبح جماح الحروب الثنائية والخماسية على لعبة المصالح.

لبنان، يبدو الآن، على أبواب مرحلة جديدة، مرحّب بها من الجميع، ومقبولة منهم.

منذ سنوات والعالم يردد، بأن العالم، ليس متفرغاً لحل مشكلتنا، لكنه، لم يعدّ أمامه إلاّ مشكلة الرئاسة اللبنانية.

هل يبقى وطن النجوم في وهاد الأزمات، أم انه سيتجاوز ايليا أبو ماضي، ويرسو على شاطئ الانفراج السياسي، ويردّد مع محمود تيمور رائد القصة القصيرة في الصحافة العربية، بأن الأقصوصة المختصرة هي السبّاقة الى التعبير الصادق عن المكنونات ولو عبر الاقتصار.