IMLebanon

جعجع يؤكد: الحريري لن يتراجع عن استقالته قبل تبدل مواقف حزب الله

اعلن الدكتور سمير جعجع مساء امس انه لم يتفاجأ باستقالة الرئيس سعد الحريري وانما تفاجأ بتوقيتها، وقال ان الحريري قام بانتفاضة على الواقع غير السوي في الحكومة. وقال ان الحريري لن يتراجع عن الاستقالة قبل ان يصدر حزب الله بيانا بتبدل مواقفه.
وجاء ذلك في حديث للدكتور جعجع على شاشة ال MTV مع الاعلامي وليد عبود ضمن برنامج بموضوعية. وبدأ رئيس القوات الحديث بالقول: لا شك اننا في أزمة، لكنها لا تختلف عن سائر الأزمات التي مررنا بها. وكما تمكنا من ان ننتصر على تلك الازمات سنستطيع ان نخرج من هذه الازمة أيضاً، مشيرا إلى أنّه دائما هناك خطوات تجنبنا الهاوية التي كنا بالأساس نتجه إليها.
وذكر أن القصة بدأت منذ زمن، منذ لحظة تشكيل الحكومة. البعض ينظر إلى استقالة الحريري على انها حصلت نظرا لظروف حصلت مؤخرا، لكن ذلك خطأ فهي حصلت نتيجة تراكمات، موضحاً أن الاتفاق كان ينص على ان تكون الحكومة حكومة ربط نزاع ووضع المواضيع الخلافية على الحياد، في تشرين الثاني 2016 قام حزب الله بعرض عسكري في القصير أخذ أبعادا كبيرة وتشكلت الحكومة وكان الحزب في أول شهرين جيدا، ووصلنا إلى نيسان 2016 حين قام حزب الله بجولة اعلامية على الحدود وعندها اضطر الحريري إلى اقامة جولة على الحدود مع قائد الجيش ليقول انه هناك حكومة في البلد ولملم الوضع. وفي حزيران 2017 قام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بتصريح أعلن من خلاله انه في المواجهة المقبلة ستفتح الحدود أمام الجهاديين العرب، متسائلا كيف ستفتح الطريق أمام مئات الآلاف من المجاهدين؟.

وتابع وصلنا إلى شهر آب عندما طرح تبادل الزيارات بين الوزراء مع سوريا، كما طرح موضوع التطبيع مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد في جلسة الحكومة حينها وأتذكر ان الحريري أشار الى أنه اتفقنا اننا لا نريد طرح مواضيع خلافية وتوقف البحث به وإذا بعد يومين يزور وزير لبناني سوريا. أنا أقول ضعوا نفسكم مكان الحريري.
وتابع جعجع أنه في آب أيضا حصلت معركة فجر الجرود وهي من أجمل المعارك التي قام بها الجيش اللبناني. وفجأة قام حزب الله بالتفاوض مع داعش، وقام بالتفاوض ضد كل المصالح اللبنانية وهذا الامر كان يفترض ان يقوم به الجيش، مشيراً الى أن الحريري فضل ان يقول انه على علم بالموضوع على ان يقول انه لا علم له به، ووصلنا إلى تشرين الاول حين صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني انه لا يمكن اتخاذ أي قرار في لبنان إلا وتكون إيران وراءه ولهذا السبب استقال الحريري لأن هذا الأمر اقترب لأن يكون صحيحا وهذا الامر لا يريده اللبنانيون. وأتينا بعدها إلى أوراق اعتماد السفير السوري عندها طفح الكيل، وخلال فترة ولاية الحريري نصرالله هاجم السعودية عدة مرات.
واعتبر جعجع أن السعودية قالت انها قبلت بالتسوية لتهدئة وضع لبنان وليس لوضع لبنان بيد إيران، مشدداً على أنه لا يمكن ان نقبل بأن يكون لبنان في المحور الإيراني ولا في أي محور آخر. وأعلن أن أن التسوية الرئاسية لم تسقط، وسنقوم بكل ما يمكننا القيام به كي لا تسقط، إنما التسوية الحكومية فقد سقطت.
واشار الى أن المسؤولين السعوديين ممتعضون من كل ما يحصل في لبنان، وهم ليسوا بانتظاري لاصف لهم الواقع، مؤكداً أنه لم أتفاجأ باستقالة الحريري لكنني تفاجأت بالتوقيت، كنت أشعر ان ذلك سيحصل لكني كنت اتساءل عن التوقيت.
وشدد على ان الحريري في لبنان لديه منزل لكن في السعودية لديه ١٥ منزلا وافضل ان نذهب الى جوهر المشكلة لا ان نهتم بطريقة الاستقالة.
كما اكد جعجع ان الصراع في المنطقة محتدم الى اقصى حد، متسائلا في هذه الوضعية المتفجرة هل يجوز ان نرمي لبنان في ازمات المنطقة؟ معتبرا ان المعادلة بسيطة، حزب الله يقاتل مع احد المحاور وكل الذين يريدون قتال حزب الله يريدون قتاله عبر لبنان.
وتطرق الى زيارة البطريرك الراعي الى السعودية بالقول انها تعود الى بكركي واذا كان هناك دعوة رسمية وموعد محدد للزيارة سابقا، فلا ارى مانعا من القيام بها.
وقال ان الحريري مستقيل. فلقد استقال، واستقالته شبعت استقالة. والقصة ليست قصة شكليات، موضحا ان الازمة اكبر من الاهانة وراء طريقة الاستقالة، فالاهم من ذلك الاسباب التي وضعها لاستقالته والتي هي جوهر البحث.
واكد ان الحريري يمكن ان يعود اليوم اذا قرر حزب الله الخروج من ازمات المنطقة وان يخضع لاملاء اتفاق الطائف. فالدولة هي المقاومة ولا يمكن ان يكون في الدولة احد يقاوم، وأحد لا يقاوم. حزب الله اليوم يقاتل في سوريا ويتكلم عن الوحدة الوطنية عندما يريد، نحن نريد الوحدة الوطنية كل الوقت.
ولفت جعجع الى انه كان هناك مسار سيؤدي حكما الى الخراب. والقصة هي قصة مصلحة وطنية عليا ويخطئ من يعتقد ان باستطاعته ان يفرض سيطرته على اللبنانيين لأن لديه بارودتين اكثر منهم، موجها التحية الى الحريري على صبره وتحمله حتى الآن واحييه على التسوية التي تمت ابان تشكيل الحكومة لانها كانت في مكانها.
ورأى ان حكومة التكنوقراط لا تكفي بمفردها، وعليها ان تأخذ بعين الاعتبار اسباب استقالة الحريري. اما ان يصبح لدينا دولة في لبنان واما الامور لن تسير كما يجب. والحديث عن تحالف سعودي – اميركي هو رد فعل عما يحصل في المنطقة.
ولفت الى اننا انتخبنا الرئيس عون وهو رئيس قوي ومعبي مطرحو، وكذلك الحريري، فلماذا لم يتحسن الوضع المعيشي والاقتصادي؟ بكل بساطة لأن المسار خاطئ، وهناك مشكلتان اساسيتان، اولا اقحام لبنان بأزمات المنطقة من خلال سلاح فريق معين، والفساد المستشري في الدولة، مؤكدا انه لا يمكن لاحد ان يوقف التفتيش عن الحريري، هل احد يضمن له حياته حتى يعود؟ الحريري لا يريد ان يغير في سقفه السياسي فكيف يمكن ان يعود وهو مهدد؟ القصة ليست مزحة. لنفترض ان الحريري لم يستقل واستمرت الحكومة اين كنا وصلنا؟