IMLebanon

الحريري للحشود الشعبية: سندافع سويا عن لبنان وحريته وعروبته واستقراره

قرار التريث بالاستقالة الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري، أحدث صدى ايجابيا بدأت مفاعيله تترجم سياسيا وشعبيا واقتصاديا. وقد عبرت المواقف الصادرة عن ممثلي الكتل النيابية عن ترحيبها بالتطورات الايجابية، كما عبرت حشود المواطنين في بيروت والمناطق عن ترحيبها بعودة الرئيس الحريري بمسيرات كان ابرزها امس الاول في محيط بيت الوسط.
وفي اطار تحركات المرحلة الجديدة ترأس الرئيس الحريري امس اجتماعا مشتركا لكتلة المستقبل والمكتب التنفيذي لتيار المستقبل، كما التقى النائب وليد جنبلاط وسفيري فرنسا والولايات المتحدة.
مفهوم النأي بالنفس
وجاء في بيان صدر بعد الاجتماع المشترك في بيت الوسط ان الاجتماع توقف عند تجاوب الرئيس الحريري مع تمني رئيس الجمهورية التريث في تقديم الاستقالة، واعتبرها خطوة حكيمة لأجل المزيد من التشاور، حول الأسباب والخلفيات، وإعادة الاعتبار الى مفهوم اعادة النأي بالنفس عن الحروب والصراعات المحيطة، والامتناع عن كل ما يسيء الى علاقات لبنان باشقائه العرب، ورفض تدخل اي جهة لبنانية او إقليمية في الشؤون الداخلية للبلدان العربية.
واضاف البيان ان الاجتماع توجه بأنبل مشاعر الامتنان والتقدير للحشود الشعبية التي تقاطرت من كل لبنان الى بيت الوسط، حاملة رايات الوفاء للرئيس سعد الحريري، لتجدد الثقة بقيادته وخياراته وسلامة التوجهات التي يقوم بها، في سبيل استقرار لبنان وحماية عروبته، وتأكيد التزام اتفاق الطائف.
أما النائب جنبلاط فقال بعد لقائه الحريري مساء أمس: مر علينا وعلى البلاد وعلى الشيخ سعد ظرف استثنائي إذا صح التعبير، لكنه طبعا عولج بالحكمة وبالسياسة، بحكمة الشيخ سعد وجميع الفرقاء في لبنان، وإن لم نقل جميعهم فغالبيتهم. وهنا ننطلق انطلاقة جديدة.
واضاف: لا شك أن ما طرحه الشيخ سعد في ما يتعلق بالتأكيد على الاستقرار هو شيء مهم جدا، وعلينا أن نتمسك بهذا الاستقرار وبمضامين التسوية التي أقرها الشيخ سعد منذ أكثر من عام، ونتمنى عليه أن تطول لحظة التريث هذه وأن تعود المياه إلى مجاريها.
قرار التريث
وكان الرئيس الحريري شارك امس الاول في حضور العرض العسكري بمناسبة الاستقلال الى جانب الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، قبل أن يشارك ايضا في استقبال المهنئين في قصر بعبدا بعد اجتماع ثلاثي مع رئيسي الجمهورية والمجلس في قصر بعبدا.
وقبيل استقبال المهنئين أعلن الحريري من بهو القصر التريث في تقديم استقالته والتشاور في اسبابها وخلفياتها السياسية، بناءً على تمنّي رئيس الجمهورية، آملاً في ان يُشكّل ذلك مدخلا جدّيا لحوار مسؤول يجدّد التمسّك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني ويعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الاشقاء العرب، مشدداً على ان وطننا الحبيب يحتاج في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية الى جهود استثنائية من الجميع لتحصينه في مواجهة المخاطر والتحديات. وفي مقدمة هذه الجهود، وجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب وعن الصراعات الخارجية والنزاعات الاقليمية وعن كل ما يُسيء الى الاستقرار الداخلي والعلاقات الاخوية مع الاشقاء العرب.
تظاهرات الدعم
وبعد انتهاء حفل الاستقبال الرسمي في القصر الجمهوري توجّه الحريري الى بيت الوسط حيث احتشد مناصروه منذ الصباح لتهنئته بالعودة الى الوطن ولتأكيد دعمهم وتأييدهم لنهجه وسياسته الوطنية. وخاطب الرئيس الحريري الحشود في بيت الوسط مؤكداً ان ليس لدينا اغلى من بلدنا وليس لدينا إلا بلدنا، ومبدأنا لا يتغير وشعارنا سيبقى لبنان اولا، لبنان اولا، لبنان اولا وسندافع سويا عن بلدنا وحريته وعروبته واستقراره، وقال هذه لحظة الصدق معكم انتم الذين تعلّمون العالم الصدق. هذه لحظة للتاريخ وللجغرافيا، ولمن له عيون ترى فلير، ومن له اذنان تسمع فليسمع.
وفي المقلب الآخر من انعكاسات تريّث الحريري في إعلان استقالته، تبدّلت في الساعات الأخيرة بوصلة الأسواق المالية، لتشهد ارتياحاً لافتاً تُرجم في استعادة سوق القطع حركتها الطبيعية، إلى جانب تحسّن سندات الخزينة يوروبوند، وارتفاع سعر سهم سوليدير بنسبة ٥.٢ في المئة للفئة أ ٧.٢ في المئة للفئة ب.
من ناحية اخرى، نقل التلفزيون الرسمي عن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أن الحرس الثوري سيلعب دورا نشطا في تحقيق وقف إطلاق نار دائم في سوريا وأضاف أن نزع سلاح جماعة حزب الله اللبنانية غير قابل للتفاوض.
كما رفض جعفري أي محادثات بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية كما تطالب فرنسا وقوى غربية أخرى.
وقال إن مطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ببحث النشاط الصاروخي الدفاعي للبلاد ترجع إلى أنه شاب يفتقر للخبرة.