IMLebanon

اذا هالغزلة غزلتك…

مع انحسار تداعيات الانقلاب العسكري التركي الفاشل وعودة اللبنانيين سواحاً أو تجاراً، وسط دخان الانقلاب الأردوغاني المضاد، عاد اللبنانيون الى دوامة المراوحة المحلية، حيث سيشهد هذا الأسبوع جلستين لمجلس الوزراء، الأولى اليوم الاثنين مخصصة للملفات المالية المطروحة في غرفة المقاصة السياسية منذ أسبوع، والثانية يوم الخميس المقبل، حيث جدول الأعمال المخصص لملفات تحصيل الحاصل.

وما بين الجلستين الوزاريتين جلسة للحوار التنفيسي العقيم بين تيار المستقبل وحزب الله، وعلى جدول أعمالها التحضير لمجالس الحوار الجرداء المرتقبة في الثاني والثالث والرابع من آب، المعوّل عليها كآخر سهم توافقي في جعبة الرئيس نبيه بري، وفق الاتصالات والمساعي والتلميحات المعززة بالسلة المتكاملة والتي يرى فيها فريق ١٤ آذار مؤتمراً تأسيسياً بتعبير مختلف، بينما ينفي الرئيس بري عن سلته العامرة بالملفات، مثل هذه الشبهة، ويجدد فعل ايمانه باتفاق الطائف، ليجاريه العماد ميشال عون، على هذا المضمار، عبر التذكير برسالته الى اللجنة العربية الثلاثية التي واكبت اتفاق الطائف في ذلك الوقت…

واللافت ان حديث السلة حجب ما عداه، وبالأخص الاستحقاق الرئاسي الذي هو على موعد روتيني في الثامن من آب حيث لن تكون الجلسة الثالثة والأربعين أقل عقماً من سابقاتها، ولا يبدو ان الجلسة الرابعة والأربعين التي تلي بأفضل، وهي التي تذكر اللبنانيين بالحشرة السامة المعروفة بأم أربعة وأربعين نسبة لعديد أرجلها المتتالية.

ويكاد يكون من المسلّم به ان لبننة الاستحقاق الرئاسي ذهبت مع ريح وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت الذي حاول ان يحدث كوّة في جدار الاستحقاق المقفل فجاء من يستبق وصوله، بانكار جدوى لبننة الاستحقاق، خصوصاً اذا ما أقبلت على أجنحة المبادرات الأجنبية.

والراهن ان الاستحقاق الذي هو أساس متطلبات اخراج لبنان من دوامة الفراغ والتلاشي، ما زال أسير المصالح الاقليمية، التي نجحت في اغراقه بمستنقع طموحاتها الآسن، ولم تبق منه فوق سطح الماء غير الرأس، كي يستطيع متابعة التنفس، حتى يتأمّن الشاري الدولي القدير على دفع الثمن الأفضل.

ويلاحظ مصدر نيابي انه بعد خروج تعطيل انتخاب الرئيس من كل مألوف برلماني أو سياسي، رغم قنابل دخان التعمية والتضليل، جاءت فكرة السلة المتكاملة التي أضافت الى عقدة رئاسة الجمهورية عقدة رئاسة مجلس الوزراء والبيان الوزاري للحكومة، وما يجب أن يتضمنه وما لا يجب، ثم جيء بقانون الانتخابات المستحيل، كاضافة تعقيدية على مضاف، وكأن المقصود فوق حمله ثقّال.

فمن تعذر عليه الاتفاق سلفاً على اسم رئيس الجمهورية، أضافت اليه السلة المتكاملة شرط الاتفاق على الحكومة وبيانها الوزاري، ومعهما قانون الانتخابات أيضاً.

واذا هالغزلة غزلتك فحرير بدّك تلبسي…