IMLebanon

واخيرا اعترفت الحكومة: لا يوجد على الاطلاق حل لكارثة النفايات

واجه الوضع الداخلي المزيد من الارباك امس، مع تعثر خطط المطامر وتبيان الكلفة الباهظة لخيار التصدير. ووسط هذا التخبط دعا الرئيس نبيه بري الى جلسة تشريعية يومي الخميس والجمعة من الاسبوع المقبل، ولكن التساؤل يتركز على مدى الاستجابة للدعوة.

وقد عبّر عدد من الوزراء امس عن مواقف غير متفائلة من مجمل الاوضاع. وقال الوزير رشيد درباس بعد لقائه الرئيس سلام: ما طرح بالامس في هيئة الحوار هو من اجل طي الملف المطروح.. النفايات الجاثمة اليوم على صدور الشعب اللبناني غير صالحة للتصدير لأنها قد اصيبت بأضرار جسيمة جراء الامطار، وتخمرت، وهي مرفوضة جملة وتفصيلا. والآن يؤسفني القول للشعب اللبناني لا يوجد في الافق حل على الاطلاق.

واضاف درباس: الرئيس سلام قال ان الكلفة باهظة. وهناك احد قال مهما كانت الكلفة، كل فرنك نصرفه، نصدر به سندات خزينة.

ونقل درباس عن سلام انزعاجه التام من حالة الرفض التي واجهت خطة الوزير شهيب تحت شعار البيئة. وقال درباس هناك ظاهرة غريبة، من يعبر بيئيا عن الشعب اللبناني، اصبحوا جميعا حريصين اشد الحرص على باطن الارض ولا يعيرون ما هو على سطح الارض اي اهتمام. ربما هم يهيئون لنا قبورا ملائمة لمن سيموتون من جراء هذه الكارثة.

الحائط المسدود

وقال الوزير رمزي جريج ان الجهة المعطلة لخطة النفايات هي القوى السياسية التي لا تساعد في إيجاد المطامر وفي تنفيذ خطة الوزير اكرم شهيب، وقد وصلنا الى حائط مسدود، والرئيس سلام يسعى الى ايجاد حلول بديلة كترحيل النفايات الى خارج لبنان. الامر يحتاج الى بعض الوقت ولكن ما الحل؟ هل هناك حل آخر؟

وأكد الوزير ميشال فرعون ان ٤٠ الف طن من النفايات على مشارف بيروت وهي منطقة ملاصقة للمرفأ ونهر بيروت، مشيرا الى ان جبل النفايات لم يعد قادرا على استيعاب المزيد.

وأوضح ان نصف السكان يأتون الى بيروت ويتركون القمامة فيها، مشددا على ان بيروت للجميع لكن الوضع لم يعد يطاق.

ولفت الى ان ما نراه من قمامة في منطقة الكرنتينا يشكل كارثة بيئية وصلت الى ٤٠ الف طن من البالات المفتوحة، مذكرا اننا قلنا في شهر تموز ان مكب الكرنتينا موجود لمدة ١٠ ايام وها هو يستمر لأكثر من ٣ أشهر ولا امكانية لاضافة المزيد من النفايات اليه.

وأشار فرعون الى ان النفايات تتكدس ولا نستطيع توزيعها بسبب عدم توفر مطامر صحية، ونفايات بيروت يجب ان تتوزع على ٥ مكبات ويبدو ان لا حل الا بترحيلها.

بدوره اوضح الوزير اكرم شهيب ان لجنتنا المكلفة بايجاد حل للنفايات غير مكلفة البحث في خيار التصدير. مؤكدا انه لا زال مستمرا في المشاورات التي بحثها مع الرئيس سلام ليل الاربعاء.

وشدد شهيب على ان المرحلة المستدامة من خطتي لا رجوع عنها، والآن سيستكمل البحث لايجاد اماكن لاستحداث مطامر صحية للنفايات.

الجلسة التشريعية

وازاء الوضع الحكومي المشلول، حاول الرئيس بري امس الدفع باتجاه تحرك العمل التشريعي، ودعا الى جلسة يومي الخميس والجمعة المقبلين، متجاهلا الاصوات التي تتحدث عن ميثاقية يجب تأمينها.

وقد أكد بري امام النواب في لقاء الاربعاء بعد دعوته الى عقد الجلسة التشريعية، ان استئناف العمل التشريعي بات اكثر من ضرورة للبلد، ولا يمكن ان يستمر هذا الوضع على ما هو عليه في ظل المحاذير المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تتفاقم يوماً بعد يوم. وقال، كما نقل عنه النواب آن الاوان لان نلتفت جميعاً الى مصلحة البلد ونتحمل مسؤولياتنا، موضحاً ان الميثاقية تعني بالدرجة الاولى الحفاظ على الوطن والمواطن وليس زيادة التعطيل والانهيار.

وتطرق الى مشكلة النفايات قائلاً اصبحت مهزلة بكل معني الكلمة، ولا يجوز ان تستمر أسيرة المناكفات والتجاذبات المناطقية والمذهبية بأي شكل من الاشكال.

وقالت مصادر ان الرئيس بري راهن لعقد الجلسة على مشاركة التيار الحر، اضافة الى النواب المستقلين او المنتمين الى كتل متفرقة. ولكن مصادر التيار والقوات تؤكد ان لا قطب مخفية بين بري والتيار. والتيار لن يذهب الى التشريع من دون القوات.

وبانتظار اتصالات يقودها النائبان جورج عدوان وابراهيم كنعان يتريث الطرفان في حسم الموقف.

وقال مسؤول الاعلام في القوات اللبنانية ملحم الرياشي ان القوات والتيار يعملان على صيغة موحدة، والخطوات يُعلن عنها في حينه، لكنه استبعد أن يعقد الرئيس بري جلسة مخالفة للميثاقية.

بدورها كتلة المستقبل، ابلغت القوات ورئيس المجلس رفضها عقد الجلسة في غياب المكونات المسيحية. ومصادر المستقبل اكدت ان نوابها قد ينسحبون في جلسة فاقدة للميثاقية المسيحية، ولذلك قد ترجأ الجلسة.

والى جانب البلبلة السياسية، شهد يوم امس تحركا شعبيا لحملة جنسيتي حق لي التي نفذت اعتصاما في ساحة رياض الصلح للمطالبة بالجنسية لأبناء اللبنانية المتزوجة من اجنبي. كما نفذ اصحاب الشاحنات في منطقة ذوق مصبح احتجاجا على منعهم من العمل في كسروان وطالبوا بانقاذهم من المافيات.