IMLebanon

تسوية بدون منتصرين: اقرار المشاريع المالية وقانون الجنسية اليوم   

من ذروة الاحتقان الى قمة الارتياح… هكذا انقلبت الاوضاع السياسية عشية الجلسة النيابية التي تبدأ اليوم وتستمر غدا، ويحضرها الجميع باستثناء الكتائب التي اتخذت موقفا مبدئيا من الاساس. والتسوية التي تمت، جاءت نتيجة لقاءات واتصالات مكثفة في بيروت والرياض واعتبرها الجميع انتصارا وطنيا.

وتنص التسوية على ان يحضر نواب التيار الحر والقوات الجلسة اليوم، على ان يطلب احدهم الكلام ويعتبر ان قانون الانتخابات اولوية قصوى وكذلك العودة عن محضر جلسة نص على ان لا قانون انتخابات في ظل غياب رئيس. وعلى اساس هذا الطلب يتم تشكيل لجنة نيابية مصغرة تعطى مهلة شهرين لانجاز القانون الانتخابي، واذا لم يحصل اي اتفاق عليه بين الكتل، يصوت في اللجان النيابية المشتركة على القوانين الانتخابية المطروحة لترفع النتيجة الى الهيئة العامة. اما اذا انجز القانون في مهلة شهرين فتنعقد الهيئة العامة وتقره فورا.

من ضمن التسوية ايضا اتفق على اقرار قانون استعادة الجنسية للبنانيين المتحدرين من اصل لبناني، دون التعديلات التي سبق وطرحها النائب سمير الجسر.

اما في ملف البلديات، فاتفق على تمرير القانون الذي يحرر اموالها من عائدات الخليوي منذ عام ١٩٩٤ وحتى اليوم من دون حسومات.

مسار الاتصالات

وكانت الساعات القليلة الفاصلة عن جلسة التشريع، شهدت حركة اتصالات لافتة، خرج جزء منها الى العلن فيما دار معظمها بعيدا من الاضواء. وأفادت أوساط نيابية في 14 آذار، ان مشاورات دارت في الساعات الماضية بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، في اطار الجهود للتوصل الى صيغة تؤمن حضور القوات، كاشفة ان بيان الحريري تم الاتفاق على مضمونه ليلا بين الرياض والرابية ومعراب، واستلزم زيارة في منتصف الليل للنائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب القوات ملحم رياشي الى معراب.

في الموازاة، شهدت الرياض التي كان رئيس الحكومة تمام سلام انتقل اليها أمس الاول للمشاركة في قمة الدول العربية ودول اميركا اللاتينية، اتصالات لا تقلّ أهمية عن تلك التي تدور في بيروت. وسُجل ليلا اجتماع ضم سلام ووزراء الخارجية جبران باسيل، والدفاع سمير مقبل، والمالية علي حسن خليل والصحة وائل ابو فاعور، تم خلاله البحث في الازمة السياسية المستجدة على خلفية تشريع الضرورة، وتخللته اتصالات ببري والحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. واستكمل البحث امس في مأدبة الغداء التي أقامها الحريري على شرف سلام والوفد المرافق.

وأشارت المعلومات الى ان الاجتماع الليلي توصل الى صيغة توفيقية لقانون استعادة الجنسية، فيما استمر العمل لايجاد حل لمسألة ادراج قانون الانتخاب على جدول الاعمال.

بيان الحريري

وكان البيان الصادر عن الرئيس الحريري اطلق اشارة الضوء الاخضر للتسوية، معلنا في نقاطه الاربع مشاركة تيار المستقبل في الجلسة التشريعية اليوم لإقرار المشاريع المالية. والتزام المستقبل بعدم حضور أي جلسة تشريعية لاحقة لا تكون مخصصة لمناقشة قانون جديد للانتخابات بهدف التوصل إلى صيغة لإقراره. والتصويت لإقرار قانون تحديد شروط استعادة الجنسية اللبنانية ودعوة النواب من الكتل كافة لحضور الجلسة غداً على الأسس المبينة أعلاه تكريساً للشراكة والعيش المشترك وتأكيداً منا جميعاً على ضرورة التكاتف والتضامن في هذه المرحلة للعبور بالوطن الحبيب لبنان إلى بر الأمان.

وقال الرئيس سلام لدى عودته من الرياض ليل امس: امامنا الجلسة التشريعية التي علينا ان نحقق في مضمونها رزمة من مشاريع القوانين تساعد على صيانة الوضع الداخلي في لبنان، وكان في هذا المجال ايضا لي مواكبة حثيثة مع مسؤول كبير في لبنان يتحمل امانة الحفاظ على الوطن جنبا الى جنب مع ما اتحمله انا، بل ربما اكثر وهو دولة الرئيس نبيه بري، فتحية له منا جميعا، وتحية طبعا رغم كل ما سمعناه الى كل القوى السياسية والى كل اطيافها وقادتها، لأنه عندما يحزمون امرهم يحلون المشاكل ونحن نريد منهم ان يحزموا هذا الامر وان نمضي معا سويا لتفعيل عمل السلطة التشريعية والحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية.

مواقف مرحبة

وقد قوبلت التسوية بالارتياح، وقال العماد ميشال عون هو يومٌ سعيد بالنسبة للتطورات التي حصلت، فكل الإشكالات في جدول أعمال جلسة مجلس النواب زالت وحصل إتفاق شامل حول قوانين الجنسية، والبلديات، والانتخاب وما تبقى من أمور تفصيلية. سنحضر الجلسة التشريعية غداً اليوم لإقرار القوانين المطروحة، خصوصاً القوانين المتعلّقة بالإتفاقات الدوليّة، والقروض، وباقي جدول الأعمال. نبارك للبنانيين على هذا الإنجاز، ونتمنى أن يستمرّ هذا التعاون دائماً من دون الحاجة إلى أيّ مصالحة جديدة.

وقال الدكتور سمير جعجع: أهنئ الشعب اللبناني بما حصل في هذين اليومين ونأمل أن نقول هنئيا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وانوه بالتعاون بين القوات والتيار، وأهنئ الشعب اللبناني بما حصل اليوم فالعمل الديمقراطي الفعلي هكذا يكون.

أضاف: الرئيس سعد الحريري انقذ الموقف من خلال تفاهم بيننا وبين المستقبل بعد التفاهم بيننا وبين التيار، وكان هناك تواصل مع التيار وبقية الكتل حتى نتفاهم على ادراج موضوعي استعادة الجنسية وقانون الانتخاب على جدول الاعمال.

وعقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعا استثنائيا مساء امس في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة فور عودته من برلين، وقد تركز البحث خلال الاجتماع على الجلسة التشريعية والموقف منها وسبل التعاطي مع المواضيع المطروحة.

كما عقد في بيت الوسط أيضا اجتماع لقيادات قوى ١٤ آذار تركز البحث فيه على موضوع الجلسة التشريعية وقد تم التأكيد على ان تحالف قوى 14 آذار هو بمثابة اطار وطني جامع من اجل قيام دولة قادرة تؤمن الحقوق للمواطن الفرد والضمانات للجماعات.

وقال النائب وليد جنبلاط: لقد عاش لبنان في الأيام الأخيرة أزمة سياسية كبرى كادت أن تهدد الإستقرار وأسس الكيان في ظل الخلافات والتناقضات الحادة التي مررنا بها. وقد أدت الإتصالات والمشاورات في نهاية المطاف للتوصل إلى إتفاق يقضي بمشاركة معظم الكتل النيابية في الجلسة التشريعية.

اضاف النائب جنبلاط: وهذا أمر إيجابي جدا نتوقف عنده بإهتمام ونعلق عليه آمالا كبيرة لفتح صفحة جديدة بين القوى السياسية اللبنانية لمعالجة كل مشاكلنا من خلال الحوار الجدي والصريح، ولا يسعنا هنا إلا أن نشكر ونحيي كل الذين عملوا على الوصول إلى هذه التسوية وحكموا العقل والمنطق وغلبوا المصلحة الوطنية اللبنانية على أي إعتبار آخر آملين إستمرار هذا النهج في تعاطينا مع كل قضايانا.