بيروت وباريس تعلنان كشف شبكتي الاعتداءات الارهابية
القبض على ٥ من خلية الانتحاريين في برج البراجنة
الهاجس الامني لا يزال مسيطرا على لبنان منذ تفجيري برج البراجنة تماما كما هو الامر في فرنسا بعد الاعتداءات الارهابية التي تعرضت لها. والهاجس ذاته طاول مختلف دول العالم وجرى التعبير عنه باجراءات امنية سريعة. ولكن البارز في الامر ان لبنان وفرنسا تمكنا معا من كشف الشبكة التي استهدفت كلا منهما، والمسار الذي قطعه الانتحاريون. وكان لافتا ان الاوامر الى الانتحاريين في بيروت وفرنسا، كانت تصدر من الرقة، معقل داعش في سوريا.
فقد كشفت التحقيقات التي تجريها الدوائر المختصة في بيروت ان الشبكة المتورطة بتفجيري برج البراجنة تضم عشرة اشخاص بينهم ٥ انتحاريين، وبدأت عملها في الرقة باوامر من ابو الوليد السوري الذي عرّف الانتحاري ابراهيم الجمل السوري ايضا باربعة انتحاريين آخرين لتنفيذ عمليات في لبنان.
كما اظهرت التحقيقات ان الانتحاري الجمل انتقل من الرقة الى طرابلس عبر البقاع بمساعدة اللبناني عدنان سرور، حيث استأجر شقة في منطقة القبة، واقام معه فيها احد انتحاريي برج البراجنة. وبعد اتصال من ابو الوليد، توجه الجمل الى زغرتا وتسلم حقيبة الحزام الناسف من اللبناني ابراهيم الرايد، ابن عرسال.
توقيف الانتحاري
ولكن الحظ لعب دوره، وتم القبض على الجمل فجر يوم الخميس الماضي من قبل دورية تابعة لفرع المعلومات في طرابلس، وبالتحقيق معه اعترف الجمل انه كان سيفجر نفسه في الليلة عينها عند الساعة السادسة مساء بمقهى في جبل محسن. لكنه انكر معرفته بخلية الانتحاريين وانه ايضا لم يكن على علم بتفجير برج البراجنة.
وعند السادسة مساء الخميس دوى انفجارا برج البراجنة، الا ان احد الانتحاريين لم ينفجر حزامه الناسف. وقد تبين للتحقيق ان هذا الحزام من نوعية الحزام الذي ضبط في طرابلس مع الانتحاري الجمل. وعندما واجه المحققون الموقوف الجمل بالامر، اعترف بأن الانتحاري صاحب الحزام كان معه في الشقة بالقبة، كما اعترف بوجود شبكة خططت لتنفيذ تفجيري الضاحية.
الرأس المدبر
وبنتيجة التحقيقات تبين ان عبد الكريم الشيخ هو الرأس المدبر لعملية الضاحية، وقد اعد لها مع الانتحاريين: الجمل الذي كان يسكن معه في شقة طرابلس، وسوري آخر يدعى عماد، وذلك في شقة بالاشرفية في شارع لبنان.
وقد استأجر عبد الكريم هذه الشقة في الاشرفية قبل شهرين استعدادا لنقل الانتحاريين اليها، وكان في الوقت ذاته يتردد الى منزل صديقه عواد الدرويش في مخيم برج البراجنة ليكون قريبا من المنطقة المستهدفة، وليتمكن من تحديد الموقع الاكثر اكتظاظا.
وكانت المهمة الاساسية للعملية ان يقوم خمسة انتحاريين بتفجير انفسهم في الوقت ذاته في مستشفى الرسول الاعظم. ولكن بسبب فشل ٣ انتحاريين من الوصول الى لبنان، وبسبب الاجراءات الامنية بمحيط المستشفى، اوقفت العملية واستبدلت بعملية برج البراجنة.
تعديل الخطة
وكشفت التحقيقات ان ابراهيم الرايد قام مرة جديدة بايصال ٤ احزمة ناسفة الى منطقة الدورة، واستلمها منه عبد الكريم الشيخ برفقة الانتحاري وليد الذي اشترى دراجة نارية في اليوم عينه من طريق المطار وعمد الى تفخيخها بحزامين ناسفين. وقد وصل وليد الى نقطة الازدحام وفجر الدراجة النارية عن بعد. وبعد تجمع الناس في المكان فجر نفسه. وكان مقررا ان يتوجه الانتحاري الثاني، وهو عماد، الى مستشفى الرسول الاعظم ليفجر نفسه مع وصول الجرحى. الا ان فشل وليد في تفجير نفسه، جعل عماد يقوم بالمهمة ولا يتوجه الى مستشفى الرسول الاعظم.
بالخلاصة الشبكة التي فككها فرع المعلومات اصبحت على الشكل التالي: ٥ سوريين بينهم اثنان فجرا نفسيهما في برج البراجنة و٣ موقوفين هم: عبد الكريم الشيخ رأس خلية بيروت، عواد الدرويش صاحب شقة مخيم برج البراجنة، م.د وهو الذي ساعد الانتحاريين بالتنقل، اضافة الى سوري آخر هو ص. س وهو غير موقوف وعلاقته مباشرة مع ابراهيم الرايد كونه موجود في عرسال.
اما اللبنانيون في هذه الشبكة فهم اربعة: اثنان منهم موقوفان هما ابراهيم الجمل وابراهيم الرايد، في حين ان الآخرين فارين وهما ب.ب. الذي استأجر شقة للجمل في طرابلس وخ. ز.
توقيف سوريين
وفي هذا الاطار ايضا، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: دهمت قوة من الجيش ليل أمس الأول، عددا من الأشخاص المشبوهين، الموجودين داخل أحد المباني في محلة وطى المصيطبة – بيروت، حيث أوقفت السوريين: عمر حمد الحسين، حسين سراي الحسين، عبود حمد المحمد العبد، حمود حمد المحمد العبد، وعثرت القوة داخل أحد طوابق المبنى المذكور، على قاذف آر بي جي وبندقية حربية نوع كلاشنكوف، وكمية من القذائف الصاروخية والذخائر المختلفة، بالإضافة إلى عدد من المناظير وأجهزة الاتصال، وأعتدة عسكرية متنوعة. سلم الموقوفون مع المضبوطات الى المرجع المختص وبوشر التحقيق. –