Site icon IMLebanon

استقبال الابطال للعسكريين المحررين واستعداد للتفاوض حول بقية المحتجزين

الاول من كانون الاول 2015، يوم تاريخي على الصعيد الوطني. انه الحد الفاصل بين رحلة وجع وحرقة ومرارة تقاسمها العسكريون المخطوفون واهاليهم وبين حياة جديدة كتبت للجنود الابطال العائدين الى ديارهم.

وبين فرحة المفرج عنهم ال ١٦ وغصة من لا يزالون في الاسر وعائلاتهم، كان تأكيد من جميع المعنيين بأن العمل سيستمر لتكتمل الفرحة باطلاق المحتجزين لدى داعش.

وكان حال اهالي العسكريين امس كحال جميع اللبنانيين الذين تابعوا منذ صباح امس تطورات عملية التبادل. ولم يتوان كثيرون عن التوجه الى ساحة رياض الصلح حاملين الورود والحلوى تضامنا مع اخوتهم في الفرحة، تماما كما تضامنوا في الغصة، فيما عمد آخرون الى استقبال موكب العائدين الابطال في محطات على الطريق الدولي من عرسال الى بيروت.

رحلة العودة

اما رحلة العودة الى احضان الوطن، فتابعها اللواء عباس ابراهيم بدقائقها، وانتقل قرابة العاشرة والنصف صباحا، الى نقطة وادي حميد في جرود عرسال، للاشراف على التحضيرات. وأعلن ان صفقة التبادل تمت بشروط تحفظ السيادة واقل من ذلك لم يكن ممكنا. واكد الاستعداد للتفاوض مع داعش لتحرير العسكريين لديه اذا وجدنا من نتفاوض معه، مشيرا الى ان الفرحة لن تكتمل قبل عودة المحتجزين لدى تنظيم الدولة.

ثم انطلقت العملية ميدانيا بعدما نضجت فجرا طبخة المفاوضات في مراحلها الاخيرة بين الجانب اللبناني وجبهة النصرة، بتسلم جثة الجندي الشهيد محمد معروف حمية، ثم بدأ موكب العسكريين بالوصول تباعا في سيارات الجبهة قبل ان ينتقلوا الى سيارات الصليب الاحمر اللبناني بالتزامن مع وصول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية الى المنطقة.

اللقاء في السراي

وبعد وصول الموكب الى مركز اللواء الثامن في الجيش اللبناني في اللبوة، وسط احتفالات الاهالي واطلاق المفرقعات، حلق المحررون ذقونهم وارتدوا بزاتهم العسكرية في المركز، ثم انطلقوا نحو بيروت.

وفي السراي الكبير كان لقاء مؤثر بين العائدين وذويهم، وبينهم وبين رئيس الحكومة ووزراء لجنة الازمة. وقال الرئيس سلام يعلم الجميع ان أمامنا انجازا كبيرا ما زال يشكل تحديا لنا جميعا وهو ما بقي لكم من اخوان عسكريين في الأسر علينا ان نسعى ايضا الى تحريرهم والى الفوز بالنتائج الطيبة من اجل لبنان واللبنانيين ومن اجل وحدة وطننا ووحدة موقفنا وقرارنا. ثقوا بدولتكم ثقوا بحكومتكم، ليس لنا ولكم الا هذا اللبنان فلنشتد جميعا من حوله ولتتضافر جهودنا جميعا لان لبنان بحاجة الى كل ابنائه من عسكريين ومن كافة الفئات.

بنود الاتفاق

وتضمنت بنود الاتفاق بين جبهة النصرة والجانب اللبناني فتح ممر إنساني آمن بين مخيم اللاجئين وعرسال بشكل دائم، تأمين إغاثة في شكل شهري من خلال الهيئات الإنسانية، اجلاء الجرحى المدنيين وتسهيل دخولهم الى مشافي عرسال، تسوية اقامات السوريين داخل الاراضي اللبنانية، كما تم التعهد بتسوية اوضاع من يريد من السجناء المفرج عنهم البقاء في لبنان او السفر، تأمين مواد طبية وتجهيز مشفى عرسال، جعل وادي حميد منطقة آمنة للاجئين، متابعة الاوضاع الانسانية والقانونية للاجئين وترتيب أوراقهم.

وكانت سيارة تابعة للصليب الأحمر، أقلت النسوة اللواتي كنّ في السجون اللبنانية الى وادي حميد، فتأكد عناصر النصرة الذين كلفوا متابعة عملية التبادل، من هوياتهن وسألوهن عن المكان الذي يرغبن في الانتقال اليه. فأعلنت سجى الدليمي، طليقة ابو بكر البغدادي، انها تريد العودة الى بيروت لتسوية اوراقها، ومن ثم الانتقال الى تركيا. وأفيد ان معظم الخارجين من السجون اللبنانية وعددهم الاجمالي 13، ومن بينهم 5 نسوة، قرروا البقاء داخل عرسال.