مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية، شهدت اندفاعة جديدة امس، مع اتصال هاتفي اجراه الرئيس الفرنسي هولاند مع النائب سليمان فرنجية، ومع حركة لقاءات بارزة شهدها صرح بكركي. وظل التباين قائما بين متفائلين يتوقعون انتخابات رئاسية قبل عيد الميلاد، وبين متحفظين يرون ان الامر يحتاج لمزيد من المشاورات لازالة الشروط والتحفظات، وتأمين التوافق.
وقد قال عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري امس واضح أن كرة ثلج ايجابية أطلقها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وتكبر يوما بعد يوم ولكن كرة الثلج تحتاج الى مزيد من الحوارات لانهاء الشغور الرئاسي. وهناك جهود لبنانية لازالة العراقيل وايجاد أكبر مساحة ممكنة لاغلاق هذا الملف.
وقد استمر الاتصال الهاتفي بين هولاند وفرنجية عشر دقائق واجراه الرئيس الفرنسي من على متن حاملة الطائرات شارل ديغول التي زارها امس في شرق المتوسط. الا ان شح المعلومات حول مضمون المكالمة، لا يلغي ان مجرد اتصال من رئيس دولة بمرشح رئاسي يتضمن كل الدعم والدفع لايصاله.
لقاءات بكركي
داخليا، كانت بكركي امس محور لقاءات حول المبادرة، ولكن مصادر مراقبة قالت ان الصرح كان امس الاول غير ما كان امس. فخلال زيارة النائب فرنجية للراعي مساء امس الاول كان الجو ايجابيا، اما امس فقد زارها رئيسا الكتائب والتيار الحر، وقال النائب سامي الجميل ان لا احد يستطيع ان يطلب من الكتائب التصويت لمرشح يناقض بمواقفه خطها السياسي والتاريخي.
اما الوزير جبران باسيل فقد كان مقلا في الكلام ومتجاوزا التفاصيل، وقال اننا متمسكون بحرية انتخاب رئيس وبقانون انتخاب عادل.
رئيس الكتائب
وقال الجميل لدى مغادرته الاجتماع الثلاثي: نحن بانتظار ان يعلن اي مرشح يطلب دعمنا، برنامجه السياسي والثوابت والمبادئ التي يلتزم فيها والتي ستكون ملزمة لجميع اللبنانيين.
ونحن نريد أن نكون واضحين أن لا شيء يُلزمُ أحدا أن يصوت لأحد، ولا أحد يمكنه أن يجبر حزب الكتائب أو يؤثر على حزب الكتائب، أن يصوت ضد قناعاته وثوابته التاريخية.
لهذا السبب، المرشح الذي يريد أن يحصل على تأييد الكتائب عليه أن يلاقينا في منتصف الطريق، وأن يكون برنامجه متوافقا مع مبادئنا.
وقال نحن نتواصل مع فريق الوزير فرنجية تقريبا مرة كل يومين، لنرى إذا ما كان مستعدا أن يلاقينا إلى نصف الطريق أو لا. كنا واضحين مع الوزير فرنجية ومع أنفسنا ومع الرأي العام، لن ننتخب أي مرشح خطابه هو خطاب فريق من اللبنانيين. وإذا كان الوزير فرنجية مستعدا ان يضع جانبا صداقاته والخط السياسي الموجود فيه اليوم، ويلاقينا إلى نصف الطريق، ليس لدينا فيتو على شخصه، بل نؤمن أن الإنفتاح على بعضنا البعض هو القاعدة ونؤمن أنه من واجباتنا أن نلتقي في نصف الطريق، ولكن لا أحد يقدر أن يطلب من الكتائب أن تسير بمرشح خطابه السياسي مناقض لها. ولهذا السبب كما أننا نضع جانبا صداقات الوزير فرنجية في هذا الموضوع، وكما نضع جانبا الخطاب السابق للوزير فرنجية في هذا الموضوع، عليه هو أيضا أن يضع جانبا صداقاته والخطاب السياسي الذي كان سائرا فيه لغاية اليوم، ويلاقينا في نصف الطريق، كي نستطيع التعاون وإياه، ولكن لا أحد يمكنه أن يطلب من الكتائب أن تتبنى مرشحا يبقى خطابه السياسي كمرشح مناقض لموقف الكتائب التاريخي.
حراك بكركي
وافادت اوساط اطلعت على حراك بكركي منذ عودة البطريرك مساء امس الاول ان كل الاتصالات واللقاءات صبت في خانة جدية التسوية وقطعت فرضيات المناورة، مؤكدة ان الراعي يؤكد ان استمرار الفراغ الرئاسي من الممنوعات وما دام ثمة فرصة لوضع حد له لا يجوز تفويتها ويدعو الى توفير الحصانة المسيحية للرئيس العتيد.
في الموازاة، رأى المطارنة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري في بكركي، أن بعد مرور ثمانية عشر شهرا على شغور منصب رئاسة الجمهورية، تبرز فرصة جدية لملء الشغور، ما يقتضي التشاور والتعاون بين جميع الفرقاء اللبنانيين لإخراج البلاد من أزمة الفراغ الرئاسي وتعطيل المؤسسات الدستورية.
وكان وفد من الكتائب زار مقر حزب الطاشناق في برج حمود، والتقى أمينه العام النائب اغوب بقرادونيان الذي أكد ان مبادرة الرئيس سعد الحريري لترشيح النائب سليمان فرنجية، أخذت حيزا كبيرا من المناقشة، والمهم أن يصل رئيس جمهورية يمثل كل المسيحيين واللبنانيين، وان يطمئن كل اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين.