توترت الاجواء على الحدود الجنوبية مساء أمس بفعل اطلاق صواريخ على فلسطين المحتلة، ورد اسرائيل بقصف على منطقة صور، وذلك بعد ساعات من استشهاد عميد الاسرى سمير القنطار بغارة اسرائيلية على مبنى في ريف دمشق كان يقيم فيه.
وقد لقيت الجريمة الاسرائيلية الجديدة موجة استنكار، ومن المقرر أن يطل السيد حسن نصر الله الامين العام ل حزب الله مساء للحديث عنها. وسيشيع الشهيد اليوم بمأتم حاشد في الضاحية الجنوبية.
وقد نقلت الوكالة الوطنية للاعلام عن أهالي المنطقة الواقعة شرق مدينة صور، ان 4 صواريخ أطلقت باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة من منطقة سهل القليلة، وعن سماع صفارات الإنذار تدوي من داخل فلسطين المحتلة، في الأراضي اللبنانية المتاخمة للحدود.
وعلى الاثر افاد الجيش الاسرائيلي ان ثلاثة صواريخ اطلقت من لبنان سقطت في مناطق خالية في شمال اسرائيل دون ان توقع اصابات.
ثم شهدت المنطقة الحدودية تحركات عسكرية، وشن الطيران الاسرائيلي غارات وهمية في اجواء النبطية واقليم التفاح.
وذكرت الوكالة الوطنية ان 7 قذائف مدفعية سقطت في منطقة وادي النفخة في القطاع الغربي، جنوب مدينة صور، مصدرها مستوطنة زرعيت داخل فلسطين المحتلة، وقذيفتين في وادي زبقين، مصدرهما الأراضي المحتلة أيضا.
تهديدات للبنان
وقال الجيش الاسرائيلي إنه أطلق قذائف مدفعية على جنوب لبنان ردا على الصواريخ. وتابع الجيش في بيان انه يحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن الهجمات التي تنطلق من أراضيها وانه سيواصل التصدي لأي محاولة للاضرار بسيادة إسرائيل وأمن مواطنيها.
وقد اجتمعت الحكومة الاسرائيلية المصغرة، وقال متحدث عسكري ان الجيش الاسرائيلي يعتبر ان الجيش اللبناني هو المسؤول الوحيد عن كل ما يجري داخل اراضيه وسيواصل التحرك ضد اي محاولة للمس بسيادة اسرائيل وسلامة سكانها.
وأفادت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان الصواريخ اطلقت من المنطقة نفسها التي عثر فيها من قبل على صواريخ قديمة العهد، التي تحتفظ بها الفصائل الفلسطينية والجماعات الجهادية، ولكن ليس حزب الله.
وافاد موقع النشرة الالكتروني عن تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي فوق منطقة صور والساحل الجنوبي من الناقورة وامتدادا حتى سهلي القليلة والمنصوري مكان اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل.
واشير الى وجود دوريات للجيش اللبناني ولقوى الامن الداخلي دخلت الى منطقتي المنصوري والقليلة بحثا عن منصات لاطلاق الصواريخ وتقوم بالبحث بين البساتين الكثيفة الموجودة في المنطقة.
قيادة اليونيفيل
هذا وأصدرت قيادة اليونيفيل، بيانا حول التطورات الجنوبية مساء امس، جاء فيه: هذا المساء امس عند حوالي الساعة الخامسة والنصف، رصدت رادارات اليونيفيل ثلاثة صواريخ أطلقت من محيط منطقة الحنية في جنوب لبنان باتجاه إسرائيل. وقد أبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل أن صاروخين سقطا في شمال اسرائيل، وسقط صاروخ ثالث في البحر.
ورد الجيش الإسرائيلي بما يقرب من ثماني قذائف هاون من عيار 120 ملم سقطت قرب زبقين في جنوب لبنان. في هذا الوقت، لم يبلغ عن وقوع اصابات من الجانبين، ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن الهجوم الصاروخي.
هذا ويجري رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء لوتشيانو بورتولانو اتصالات وثيقة مع الأطراف، ودعا الى أقصى درجات ضبط النفس من أجل منع أي تصعيد للوضع. وقال اللواء بورتولانو: هذا حادث خطير يأتي في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ومن الواضح أنه يهدف إلى تقويض الاستقرار في المنطقة. من الضروري تحديد مرتكبي هذا الهجوم وإلقاء القبض عليهم. وقد تم نشر قوات اضافية على الأرض، كما تم تكثيف الدوريات في جميع أنحاء منطقة عملياتنا بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية لمنع أي حوادث أخرى.
وأضاف: وفي الوقت نفسه، هناك حاجة إلى ضبط النفس، وقد أكد لي الأطراف التزامهم المستمر من أجل الحفاظ على وقف الأعمال العدائية. الوضع الآن على طول الخط الأزرق هادئ.
وختم البيان بالاعلان ان اليونيفيل، بالتعاون مع الأطراف، فتحت تحقيقا لتحديد الوقائع وملابسات الحادث وكذلك لتحديد مواقع إطلاق الصواريخ.