IMLebanon

بيروت تشهد اول عملية تبادل لمحاصرين من المعارضة السورية والنظام

جرت عمليات اجلاء لجرحى ومقاتلين واهال من الزبداني وبلدتين محاصرتين في ريف ادلب امس، وكان مطار بيروت الخط الآمن لمغادرة البعض من الذين تم اجلاؤهم، ولاستقبال البعض الآخر.

ووفقا لاتفاق تم التوصل اليه بواسطة الامم المتحدة في ايلول الماضي، دخل من الزبداني الى لبنان عبر نقطة المصنع ١٢٦ شخصا من المقاتلين والجرحى وعائلاتهم واتجهوا الى مطار بيروت، في وقت غادر فيه ٣٣٦ شخصا بلدتي كفريا والفوعة السوريتين في ريف ادلب الى مطار هاتاي في تركيا.

وفي وقت واحد اقلعت طائرة مساء من مطار بيروت ناقلة ال ١٢٦ الى تركيا، وطائرتان آخريان من تركيا الى لبنان.

وقد وصلت الطائرة التركية الاولى عند الساعة العاشرة و٣٥ دقيقة ليلا وتبعتها طائرة ثانية بعد خمس دقائق، وبلغ عدد الركاب على متن الطائرتيتن ٣٣٨ شخصا.

وفور وصول الطائرتين ونزول الركاب منهما وسط تدابير امنية مشددة للغاية من قبل القوى الامنية انتقلوا مباشرة الى الحافلات وسيارات الصليب الاحمر التي اقلتهم عن طريق البر الى سوريا.

وكان في استقبال الطائرتين في ارض المطار وزير الاشغال غازي زعيتر، والنواب: علي بزي، علي عمار، وبلال فرحات وقائد جهاز امن المطار العميد جورج ضومط. كما استقبل الواصلين على طريق المطار مواطنون يرفعون اعلام حزب الله.

وكان الواصلون من الزبداني الذين اقلتهم ٩ حافلات وسيارات للامن العام والصليب الاحمر، قد لقيوا استقبالا شعبيا عند نقطة المصنع وفي ثلاث محطات في عنجر ومفرق شتورا وبر الياس.

وقال مواطنون من مجدل عنجر والجوار، انهم جاءوا لاستقبال المجاهدين السوريين في وقفة عز وتضامن مع مقاتلين شرفاءيقاتلون ضد الظلم والديكتاتورية التي يمثلها النظام في دمشق.

وقد عبر احد مشايخ مجدل عنجر عن رفضه لتصنيف مقاتلي الزبداني بالارهابيين، واكد ان المفاهيم هنا قد انقلبت، فتحول من يدافع عن وطنه ويقاوم من أجل شعبه إلى ارهابي في حين يوصف من ذهب الى سوريا ليقاتل اهلها ويدافع عن نظامها الذي يقتل الشعب إلى مقاوم.

وقال يعقوب الحلو منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة المقيم في سوريا للصحافيين انه في المرحلة التالية سيسمح للشاحنات المحملة بسلع انسانية ومواد غذائية اساسية بالدخول الى الزبداني في الايام القليلة القادمة للوصول الى الاف المدنيين المحاصرين. واضاف بالنسبة للامم المتحدة والمجتمع الدولي، هذه الاتفاقات والهدنات، هي الاسس لبناء شيء اكبر قد يغطي سوريا كلها.

واضاف نحن نساند هذه الاتفاقات لأن لها اثرا ايجابيا على المدنيين وتساعد في جلب المساعدات واعادة الامور الى حالتها الطبيعية.

بيان الكتائب

هذا، وصدر عن حزب الكتائب اللبنانية البيان التالي: في ظل ما يشهده لبنان، من عبور لقوافل الجرحى والمسلحين، من سوريا عبر الأراضي اللبنانية، إلى تركيا وتحول مطار بيروت مهبطا لهذه القوافل، بموجب اتفاقات ثنائية خارجية، حيكت خارج اراضيه ودون علمه، يدعو حزب الكتائب اللبنانية الحكومة اللبنانية ورئيسها إلى وضع الرأي العام في حقيقة صورة ما يحصل على المستويين الامني والسياسي.

ويسأل هل ان الدولة اللبنانية كانت طرفا في هذا الاتفاق، أم أملي عليها؟

ولماذا لم تجتمع الحكومة اللبنانية وتأخذ القرار المناسب على ضوء المصلحة الوطنية العليا؟ وأين هي السيادة، فيما المسلحون من خارج الحدود يعبرون من سوريا الى مطار بيروت وبأي جوازات؟ وأين هي سياسة النأي بالنفس؟ ولماذا هذا التقاعس المدوي للحكومة عن القيام بأبسط واجباتها الامنية وتخليها عن مسؤولياتها ودورها الوطني لمصلحة قوى الامر الواقع.

ويسأل حزب الكتائب أيضا هل إن الحكومة اللبنانية كانت اساسا على علم بيوم العبور هذا؟ أم انها فوجئت مثلها مثل جميع اللبنانيين ليقتصر دورها على الناحية اللوجستية؟

وأسف حزب الكتائب لخضوع بعض المسؤولين اللبنانيين لارادة الأفرقاء المتنازعين في سوريا وتنفيذهم اتفاقات تحصل بين هؤلاء من دون الرجوع الى المؤسسات الدستورية صاحبة الحق والاختصاص في اتخاذ القرار.

ويعتبر حزب الكتائب أن امتناع الحكومة عن تحمل مسؤولياتها بعقد جلسة دورية واستثنائية كلما دعت الحاجة يفسح في المجال امام خطوات تكشف البلد امنيا وتتيح لبعض المسؤولين اتحاذ قرارات احادية لا تتمتع بالصفة الدستورية.

وامام هذا التردي المؤسساتي والتسيب الدستوري، نسأل اين هو شعار لبنان اولا؟ واين هي سياسة المؤسسات الدستورية التي تحمي البلاد؟.