رأت مصادر سياسية مراقبة امس ان التشنج الذي أصاب الحركة السياسية في الايام الأخيرة بلغ ذروته، وعادت الامور تسلك اتجاه التهدئة ووقف الحملات أملا بالتحرك نحو تفعيل المؤسسات عبر التواصل والحوار.
وقد تكرر امس سيناريو تعطيل جلسة انتخاب الرئيس، مع ارجاء الجلسة ال ٣٤ الى ٨ شباط المقبل بسبب عدم اكتمال النصاب. وكالعادة، كان اللقاء في البرلمان مناسبة لاطلاق مواقف كان ابرزها للرئيس فؤاد السنيورة الذي قال ان موضوع الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله لا يزال موضوع تشاور داخل تيار المستقبل، ولكننا كنا وما زلنا دائما دعاة حوار وسنستمر.
لقاء بري والمشنوق
كما كان موضوع الحوار مدار بحث بين الرئيس نبيه بري والوزير نهاد المشنوق، وقال وزير الداخلية انه تشاور مع رئيس المجلس في ثلاثة مواضيع هي: الانتخابات البلدية، الحوار وتفعيل العمل الحكومي.
اضاف: بطبيعة الحال من موقع مسؤوليته الوطنية، فقد اكد الرئيس بري أهمية تفعيل العمل الحكومي وضرورة الحوار، رغم كل العواصف الكلامية التي نمر بها. واكد ان الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي يجب دائما ان نرجع اليها رغم كل الظروف المحيطة بنا سواء داخل لبنان او خارجه.
وان شاء الله من الان الى يوم الاثنين المقبل يكون الجو ايجابيا ويسمح باتمام الحوار، لان رغبة الرئيس الحريري ايضا هي رغبة تهدئة وليس رغبة تصعيد في مسألة الحوار.
وتابع: اما بالنسبة للانتخابات البلدية، فقد بدأت مشاوراتي مع دولته وسأستكملها مع القيادات السياسية الرئيسية الاخرى في موضوع هذه الانتخابات التي يصادف موعدها في شهر ايار المقبل. وان الاتجاه الحقيقي والطبيعي والاساسي ان تجري الانتخابات في موعدها ان شاء الله.
اما النائب جورج عدوان فقال في مجلس النواب امس ان ترشيح فرنجية خلق دينامية علينا ان نواكبها بتحركات اخرى حتى لا تتوقف ويوضع الاستحقاق في الثلاجة، مشدداً على ان مصلحة لبنان تتطلب منا هدوءاً وحكمة اكثر، وان نمحو الكلام الهجومي في حق بعضنا والا سنتجه الى خراب البلاد.
زيارة عون لجعجع
في هذه الاثناء، أكدت مصادر واسعة الاطلاع ان زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون لمعراب للاجتماع بشريكه في إعلان النيات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع،باتت مسألة ايام تنتظر انجاز بعض الترتيبات الامنية المتصلة بتحركات الجنرال، على أن تشكل الرئاسة محور النقاش الأساسي، رافضة الغوص في ما تردد عن ان جعجع يتجه إلى تبني ترشيح الزعيم العوني، في مواجهة التسوية التي رشّحت رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
وقد اعلن الوزير الياس بو صعب امس انه ضد كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حيال عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، قائلا: اننا لا نقبل ان يمارس على الحريري ما مورس علينا في السابق من منع من العودة الى لبنان.
واضاف: بما اننا لا نقبل الموضوع على انفسنا، فلن نقبله لا للشيخ سعد الحريري ولا لأي شخص آخر.
على صعيد آخر، ازيلت الحواجز الحديدية والاسمنتية بالاضافة الى الاسلاك الشائكة من محيط السراي، وفتحت الطريق في المنطقة امس