قضيتان استأثرتا بالاهتمام بعد جلسة الحوار الوطني امس: تأكيد النائب سليمان فرنجيه استمراره في الترشح للرئاسة وقوله انه لا يفهم كيف ينسحب من معه ٧٠ صوتا لمن معه ٤٠. ثم اعلان عدد من اركان الحوار حل قضية التعيينات العسكرية في الجلسة الحكومية اليوم، مع استمرار البعض في التشكيك.
وقد غاب الموضوع الرئاسي كليا عن جلسة الحوار امس، في حين تناول البحث الوضع الحكومي وجلسة اليوم، وقضية النأي بالنفس وما خلفته مواقف وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب ومنظمة التعاون الاسلامي من ردود فعل مستنكرة.
ولكن موضوع الرئاسة طرح بقوة بعد الجلسة لدى مغادرة النائب فرنجيه حيث أكد استمراره في الترشح، وقال: سبق وقلنا إذا كان هناك خطة ب يكون العماد عون الخطة أ، وإذا لم يوافق على الخطة ب فلا نعترف بالخطة أ، مضيفاً ما نتحدث به نلتزم به.
وسأل فرنجيه لا افهم كيف ينسحب صاحب ال 70 صوتاً لمن يملك 40 صوتاً؟
اما موقفه من لقاء معراب، فاختصره بالقول إقرأ تفرح… واكملوا المثل الذي تعرفونه.
تفعيل الحكومة
وفي موضوع تفعيل الحكومة، كان على طاولة الحوار شبه اجماع على التعيينات العسكرية، وبقي اعتراض من الكتائب المتمسكة بالكفاءة والاقدمية حسب النائب سامي الجميل الذي خرج من الجلسة قبل نهايتها. فلحق به الرئيس نبيه بري لينهي معه مسألة التعيينات. وعاد رئيس المجلس ليبلغ المتحاورين ان الامور ايجابية من دون أن يتحدث عن الحسم.
وقال وزير المال علي حسن خليل ان اهم ما انتج في الجلسة هو الاعلان عن التوافق حول تعيينات المجلس العسكري، وبالتالي جلسة مجلس الوزراء اليوم ستسير، والاتجاه الى أن تكون جلسات مجلس الوزراء ليس فقط جلسة يتيمة، انما يعمل على تفعيل الحكومة بصورة دائمة.
وفي هذه الجلسة الحوارية التي غاب عنها العماد عون والنائب وليد جنبلاط، اعترض الرئيس السنيورة على مواقف الوزير باسيل في الاجتماعات العربية. وقد أبدى السنيورة تفهما للموقف المتعلق ب حزب الله لكنه لم يتفهم الموقف المتعلق بالاجماع العربي والذي اثار انزعاج دول الخليج، حتى ان موقف رئيس الحكومة في دافوس لم يبدده. وقد رد باسيل بأنه ملتزم سياسة الحكومة النأي بالنفس.
باسيل والكلمة الاولى
هذا وأكد الوزير جبران باسيل مساء أمس ان حظوظ العماد عون في الرئاسة لا يمكن تخطيها بعد الذي حصل بين القوات والتيار اللذين يمثلان الاكثرية الساحقة من المسيحيين. وقال في حديث الى قناة MTV اننا لم ندخل في مسألة الحسابات والأرقام مع النائب فرنجيه ولن ندخل، معتبرا ان الكلمة الاولى في موقع الرئاسة هي للمسيحيين، وهذه فكرة ثابتة لا تراجع عنها.
واعتبر ان هناك عودة للتواصل مع المستقبل اي ان هناك شريانا تضخ فيه الدماء من جديد، مؤكدا ان الاهم من فكرة اللقاء مع الحريري، هو ما يمكن ان يؤدي اليه ولا سيما بعد تبدل الظروف في الداخل والخارج.
ورأى ان هناك مصلحة ل حزب الله من التقارب الذي حصل لأنه لا يستطيع تحمل مسؤولية لبنان والدولة منفردا، هناك توازنات لا يستطيع ان يتخطاها.
عريجي: لا تراجع
بدوره قال الوزير عريجي في حديث الى قناة المستقبل ان الوزير فرنجيه اتخذ موقفه النهائي من الترشح لرئاسة الجمهورية، ولن يتراجع عنه. ولماذا نقوم بالتضحية لصالح غيرنا، طالما نحن نملك كل المقومات؟ ولفت الى ان الخارج تلقف مبادرة ترشح فرنجيه بايجابية، ونحن نتابع عملنا في الداخل والخارج.
وأضاف: طرح الدكتور جعجع ترشيح عون يهدف الى مصالحة مسيحية – مسيحية ونحن نحبذها، ونحبذ كل المصالحات، ونحن فعلناها سابقا ولم نكن بحاجة لننتظر مبادرات رئاسية أو سواها. ولكن لديّ ملاحظات، وكنت أفضل لو كان لقاء معراب تم باحتفالية أقل، بعد تاريخ حافل بالضحايا من الجهتين، احتراما لهم ولمن لا يزالون متأثرين بما حصل سابقا.
الجميل
بدوره تحدث الرئيس امين الجميل مساء امس الى قناة الجزيرة وقال ان لقاء الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون كان ردة فعل على ترشيح الرئيس الحريري لرئيس تيار المردة سليمان فرنجيه الذي هو جار لجعجع في بشري. وآمل أن لا يكون الأمر مجرد ردة فعل.
واضاف انني أتوقف عند عنصر غائب، وهو ان ما حفظ لبنان في الفترة الماضية هو التوازن السياسي، و١٤ آذار شكلت ضمانة لسيادة لبنان. واعرب عن خشيته أن تكون مبادرة جعجع نسفت ١٤ آذار، اي المؤسسة التي كانت تشكل عنصر توازن هام.
ورأى الجميل ان الساحة اللبنانية تتسع لكل القيادات، وكلما حاولت احدى القيادات اختزال سائر الفرقاء، كنا ندفع البلد لأحداث مدمرة. ولا يجوز لأحد ان يدّعي الاختزال.
وشدد الجميل على انه لا احراج لدينا ومنفتحون على الحل، ونريد الانتخاب، وأعلنا اننا سنحضر اي جلسة، وسنحضر جلسة الثامن من شباط. واذا تأمن النصاب سننتخب الأفضل، او نضع ورقة بيضاء اذا لم نقتنع. لافتا الى ان هناك مرشحا غير فرنجيه وعون هو هنري حلو، وعون يقول انه لن ينزل الى الجلسة اذا لم يكن هناك اجماع حوله. ولا يمكن ان نختزل الترشيحات بأسماء معينة طالما لا شيء مضمونا حتى الآن.