تترقب الاوساط السياسية الاطلالة التلفزيونية للرئيس سعد الحريري مساء الخميس المقبل، وما سيعلنه من مواقف حول القضايا الراهنة وبشكل خاص الحوار المطروح بين تيار المستقبل وحزب الله.
وقد بدأ الحريري جولة مشاورات مع قيادات ومسؤولي تيار المستقبل والحلفاء في الرياض قبل انتقاله الى باريس. وقد اجتمع خلال اليومين الماضيين على التوالي مع الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل اشرف ريفي، ومدير مكتبه نادر الحريري. وكانت مشاورات في المواقف والقرارات المرتقب اتخاذها على ان يجتمع قريبا مع النائب مروان حمادة.
وفي حين عاد السنيورة الى بيروت لمتابعة ما اتفق عليه عمليا، وتوجه وزير الداخلية الى ابو ظبي، توقعت مصادر ان يتركز الجزء الاكبر من الاطلالة على ملف الحوار مع حزب الله واطلاق اشارات ترتبط بالضمانات والالية. ولم تستبعد ان يعلن الحريري خريطة طريق حوارية تنطلق من رئاسة الجمهورية الى قانون انتخابي جديد وحكومة وحدة وطنية وانتخابات نيابية.
تحديد جدول الاعمال
واشارت المصادر الى ان تيار المستقبل يدرك تماما استحالة عودة حزب الله من سوريا والتفاوض حول سلاحه في المرحلة الراهنة، لكون الامرين مرتبطين بأبعد من قرار الحزب الداخلي. لكن الملف الرئاسي قابل حكما للنقاش.
وشددت المصادر على ان تيار المستقبل سيركز حواره على المسائل الداخلية من دون ربطها بأي من الملفات الاقليمية والدولية، ذلك ان مجرد انطلاقه سيشيع مناخ استرخاء في الداخل على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية ويعزز مناخ الوحدة ويخفض منسوب التشنج.
واوضحت مصادر المستقبل ان تحديد جدول الاعمال هو المدخل لاي حوار مع الحزب، واعتبرت ان الشغور الرئاسي والظروف الامنية والاقتصادية التي يمرّ بها البلد اضافة الى الوضع في المنطقة، مسائل توجب الحوار. موضحة اننا نريد حواراً منتجاً وليس مجرد حوار للحوار. فنحن نتحاور معهم في مجلس النواب وعلى طاولة مجلس الوزراء.
وكشفت عن ان اللقاء الذي جمع الرئيس السنيورة ونادر الحريري بالرئيس نبيه بري في عين التينة اتُفق فيه على تحديد جدول اعمال الحوار، لكنها لفتت في المقابل الى ان وضع جدول الاعمال يحتاج الى توافق بين طرفي الحوار، واعتبرت ان الرئيس بري يُحاول تسويق اجواء التفاؤل بالحوار، لكن المشكلة في مكان آخر، وذكّرت المصادر بالمبادرات العديدة التي اطلقها الرئيس الحريري لانهاء الشغور الرئاسي منها دعوته الى حوار وطني للاتفاق على مرشّح.
وقد قال النائب احمد فتفت حول الحوار مع حزب الله امس: نقطتان أساسيتان يجب إدراجهما في هذا الحوار: رئاسة الجمهورية وهي مهمة جدا، والصدام السني الشيعي الذي يجب تجنيب لبنان تأثيراته السلبية. ولكن هذا الحوار يتطلب جدول أعمال واضحا والإلتزام بما سينتج عنه، فالتجربة السابقة لم تكن مشجعة كثيرا.
ولفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم الى ان مبادرة الرئيس نبيه بري بشأن الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله بدأت تأخذ مسارها الصحيح.
واشار هاشم الى ان هناك جدول اعمال، ولكن بدون ان تكون هناك شروط للحوار بشكل استباقي، موضحا ان الحوار سيكون مفصولا عن مسار القضايا الكبرى على مستوى الاقليم والدول.
ملف الغذاء
على صعيد آخر، ترأس الرئيس تمام سلام مساء امس اجتماعا للجنة الأمن الغذائي في حضور وزراء: الزراعة أكرم شهيب، الطاقة والمياه أرتور نظريان، السياحة ميشال فرعون، الصحة العامة وائل أبو فاعور، البيئة محمد المشنوق والاقتصاد والتجارة الآن حكيم.
واطلعت اللجنة على الاجراءات والتدابير التي اتخذت بحق المخالفين، وتقرر تشكيل لجنة تنسيق بين رئاسة الحكومة والوزارات المعنية لمتابعة الموضوع. وستجتمع اللجنة مجددا عند التاسعة من صباح الخميس المقبل قبل جلسة مجلس الوزراء، لمتابعة موضوع سلامة الغذاء واتخاذ القرارات المناسبة.
وقد عقد الوزيران أبو فاعور وفرعون اجتماعا مع نقيب أصحاب المطاعم طوني الرامي، وعقدا في ختامه مؤتمرا صحافيا مشتركا لإطلاق كتيب يحدد المعايير والمبادىء التوجيهية الواجب أن تعتمدها المطاعم لتأمين سلامة الغذاء.
استهل وزير السياحة المؤتمر الصحافي بالتشديد على ضرورة الخروج من أزمة الثقة التي مرت في الآونة الاخيرة في المجال الغذائي، وضرورة التعاون بين وزارتي الصحة والسياحة. وقال: علينا الاستفادة من حملة وزارة الصحة، لتحويل هذا الامر الى روتين، كما مواكبة هذه العملية للوصول الى الاجراءات الروتينية. كذلك يجب محاسبة كل المقصرين واصلاح كافة القطاعات.
بدوره، أعلن أبو فاعور تبني وزارة الصحة للكتاب الجديد، واصفا إياه ب الخطوة الإصلاحية الأولى الواجب أن تتبعها خطوات أخرى، مؤكدا أهمية وصوله إلى كل المطاعم اللبنانية.