الازمات السياسية التي يتخبط فيها لبنان ويعاني منها المواطنون يبدو انها باتت عصية على الحل بفعل عجز الحكومة وترددها. وفيما الأزمة مع السعودية ودول الخليج، تتهدد بمزيد من التصعيد، الا ان المعالجات غائبة، باستثناء تحركات يقوم بها تيار المستقبل للتأكيد على التضامن مع المملكة ومع الاجماع العربي.
كما ان أزمة النفايات لا تزال تراوح مكانها، بعدما فشل اجتماع اللجنة الوزارية امس الاول في تحقيق اي خرق. ولا يتوقع ان يتوصل اجتماعها منتصف هذا الاسبوع الى مخرج لاعادة اعتماد المطامر الصحية.
اما أزمة الشغور الرئاسي فهي ايضا على حالها، ولكن تكون الجلسة الانتخابية بعد غد الاربعاء مختلفة عن سابقاتها من حيث عدم اكتمال النصاب.
وسط هذه المراوحة القاتلة طرأ تطور امني هدد بمضاعفات لولا التحرك السريع للجيش واتخاذه اجراءات للحماية وللمحافظة على الاستقرار. فقد اندلعت احتجاجات في الضاحية وبعض المناطق ليل امس الاول على اثر بث شريط في قناة تلفزيونية عربية اعتبر مسيئا الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
اقفال طرق
وقد اقفل مناصرو الحزب بعض طرق الضاحية الجنوبية في المشرفية والغبيري وطريق المطار بالاطارات المشتعلة. كما اقفلوا بولفار سن الفيل، الصالومي، وطريق سبيرز – برج المر في العاصمة، وطريق تعلبايا- شتورا والشويفات كفرشيما.
وقد صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه، ليل أمس الأول بيان جاء فيه: وعلى أثر تجمع عدد من المواطنين في بعض مناطق بيروت احتجاجا على ما بثته إحدى وسائل الإعلام المرئية العربية تجاه أحد المرجعيات السياسية، انتشرت وحدات الجيش في المناطق المذكورة، واتخذت الاجراءات الأمنية المناسبة للحفاظ على سلامة المواطنين ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة. أعيد الوضع إلى طبيعته من دون تسجيل أي حادث يذكر، وتستمر قوى الجيش في تسيير دوريات واقامة حواجز للحفاظ على الأمن والاستقرار.
وأمس تجددت التحركات، وقطعت صباحا طريق الشويفات- كفرشيما، وتعلبايا- شتورا، ومساء طريق مار مخايل في الضاحية، وطريق حارة صيدا، وطريق شتورا.
اجراءات الجيش
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام ، ان فوج التدخل الرابع في الجيش، قام مساء امس باجراءات أمنية احترازية تتضمن تسيير دوريات مؤللة، وإقامة حواجز تفتيش وتدقيق بالهويات، في منطقة السفارة الكويتية وأوتوستراد المدينة الرياضة.
وقالت قناة الجديد ان قيادة الجيش أجرت اتصالات بكل المراجع الحزبية المعنية بالتحركات الاحتجاجية، وأبلغتهم انها سوف تعمل على ضبط الشارع مع ما يحمله هذا الأمر من توقيفات اذا اقتضت الضرورة. وقد استجابت القيادات المعنية الى هذا التوجه وأكدت لمؤسسة الجيش انها ترفع الغطاء عن اي محتج يقدم على اضرام النار واقفال الطرقات.
أما قناة NBN فقالت ان التوترات الاقليمية تنعكس في الداخل، فيرتفع منسوب القلق، لكن الأوضاع مضبوطة لسببين: لا قرار بانفلات الساحة لا سياسيا ولا أمنيا، والمواطنون يتمسكون بالاستقرار، مما يعني ان الحوار وحده سبيل لايجاد المخارج اللبنانية وعدم السماح للتخبط الاقليمي بالتسلل الى المساحة الداخلية.
واضافت التحركات التي سجلت في الشارع في الساعات الماضية، هي خطوات فردية تصنف في خانة ردة الفعل لا أكثر.