بالرقص والغناء ودع اللبنانيون امس، الفنانة الكبيرة صباح وفقا لوصيتها. وكما جمعت في حياتها كل المواطنين حول صوتها وفنها وحبها للحياة، كذلك جمعت في رحيلها كل لبنان برسمييه وسياسييه وشعبه.
من مقر اقامتها في الحازمية الى كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، الى بدادون مرورا بالقرى، اختلطت الدبكة بالاغاني، بالبسمة والدمعة في عرس الموت الذي ترأس الصلاة فيه البطريرك الماروني مار بشارة الراعي.
وقد غصت الكاتدرائية بالمواطنين من رسميين وفنانين وشعبيين. وحمل أصدقاء صباح نعشها الملفوف بعلم لبنان على الأكف لدى وصوله إلى وسط بيروت وتراقصوا بالنعش على وقع عزف فرقة للجيش اللبناني أغنية تسلم يا عسكر لبنان.
وتعالت أغنيات صباح من المكان وخصوصا تلك التي تتحدث فيها عن الوداع ومنها مسافرة ع جناح الطير تذكروني بغيابي، كما رقص المشيعون مع النعش على وقع أغنية رقص أم عيون السود وخلي الشحرورة الصبوحة تغني ويهب البارود.
وامتلأت باحة الكاتدرائية بصور صباح وبالأكاليل والزهور التي وردت من العديد من الشخصيات السياسية والفنية وكان أبرزها من فيروز التي كتبت على الأكليل شمسك لن تغيب.
وسار خلف نعش صباح ابنها الدكتور صباح المقيم في الولايات المتحدة في غياب ابنتها هويدا الموجودة أيضا في أميركا والتي يقول أقاربها إنها مصابة بصدمة من جراء خبر الوفاة.
ومن وسط بيروت عادت صباح الى بلدتها مودعة خزائن فن ذهبية ووصية لمحبيها بان يرقصوا ويدبكوا في يوم رحيلها ولا يحزنوا لأنها عاشت حياتها بفرح.
على وقع أغنيات راجعة على ضيعتنا ع الارض للي ربتنا وع الضيعة يما ع الضيعة، وصل جثمان الشحرورة الى بدادون. ومر موكب التشييع بالجبال التي غنتها صباح، وأرغم المواطنون الموكب على التوقف في كل قرية للترحيب بجثمان صباح فيما كانت أصوات أجراس الكنائس تقرع وأغنيات صباح تتعالى عبر مكبرات الصوت.
واستقبلت صباح بالألعاب النارية وبزفة في ساحة شحرورة الوادي التي سميت على اسمها في السبعينيات.