عاد الهدوء الى الشارع أمس بعد توترات اليومين السابقين، وعادت الحركة السياسية تعمل على خط تفعيل الحوار، وعلى خط ايجاد حلّ لمشكلة النفايات بعدما تحدثت معلومات عن احتمال تعليق جلسات مجلس الوزراء اذا لم تقر خطة المطامر يوم الخميس المقبل.
والبارز كان أمس لقاء مسائي بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري في عين التينة، تخلله عشاء وغابت عنه التصريحات.
وقد صدر عن الاجتماع البيان الآتي: برزت خلال الايام الاخيرة ممارسات لا تمت الى الاسلام بصلة في اطار حملة منظمة لاثارة المشاعر والهاب النفوس وتحريض المواطنين بعضهم على بعض.
وبرزت بما لا يدع مجالا للشك نوايا مبطنة لدس الكلام المريب والمشبوه والمقصود الذي تطاول على مقام الدين الحنيف وتفسير آياته البينات واحاديثه الشريفة، وبما يحدث وقعا عند صغار النفوس والجهلة خصوصا لجهة التعرض الى صحابة الرسول والخلفاء الراشدين رض وهم من عملوا على نشر الاسلام واعلاء كلمته.
وقد حاولت هذه الحملة والمشاركون فيها ان يوقعوا بين المسلمين وان يثيروا الفتنة بين المذاهب التي تشكل تيارات رافدة لنهر الاسلام العظيم.
ان هؤلاء انما يكذبون بالدين ويوهمون العالم بأنهم الاشد حرصا على الاسلام، بينما يعملون على تشويهه لغاية في نفس اصحاب مشاريع السيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية، وهم في الواقع ادوات تتحرك في اطار استراتيجية نشر الفوضى التي تتجاهل عدونا اسرائيل، وتعمل على تقسيم الدول وخلق اسرائيليات جديدة وجعل العالم العربي يفقد ذاكرته تجاه فلسطين، وصولا الى ايقاظ الفتنة، ووضعنا على محاور التقاتل الداخلي واعادتنا عقودا الى الوراء.
ان قادة الرأي في لبنان والقيادات الدينية والسياسية ومختلف مؤسساته الاعلامية والثقافية مطالبة بالتصدي لهذه الحملات المشبوهة ومواجهة كل محاولة لاشعال نار الفتنة حرصا على لبنان واللبنانيين.
وذكرت مصادر عين التينة مساء أمس عبر قناة NBN ان بري نجح في ضبط الوضع المتأزم فور عودته من بروكسل بعدما عمل على خط التهدئة لوأد أي أزمة أو مشروع فتنة. وقالت المصادر ان ايجابيات مهمة ستترجم في جلسة مجلس الوزراء الخميس.
حديث الحريري
وكان الرئيس الحريري تطرق الى ما حصل في اليومين الماضيين من اقفال طرق وتحركات أثناء استقباله وفداً من مخاتير بيروت.
وقال الحريري: ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية من محاولات زرع الفتنة في بيروت، نحن نرفضها ولا يمكننا الموافقة عليها أو السكوت عنها. فإذا كان من أمر أو أي شيء آخر لا يعجب أحد الأطراف، فهناك طرق عديدة للتعبير عن غضبه أو استيائه منها. أما حرق الإطارات وقطع الشوارع، فهذه الممارسات تضر وتعطي صورة غير حضارية عن بيروت ولبنان كله. فهل الذين يقومون بهذه التصرفات يريدون إعطاء هذه الصورة المسيئة للرأي العام وهل هذه هي الطريقة الصحيحة للتعبير؟.
أضاف: نحن خطابنا السياسي واضح، وبسلوكيات معروفة، ولن نرضى أن يستدرجنا أحد إلى الفتنة بأي وسيلة من الوسائل، نحن أمناء على أمن بيروت وسلامة أهلها، فمن يريد تأجيج الفتنة، لن يجد له مكانا في صفوفنا، ولا في صفوف كل أهل وعائلات بيروت. صحيح أن أهالي بيروت مسالمون ولكنهم على قناعة تامة بعدم الانجرار للفتنة. فأي ضرر يصيب بيروت يقع على كل لبنان في النهاية. لذلك، هذه العراضات والممارسات المسيئة هي وصمة عار لمرتكبيها. وبيروت في النهاية ستحافظ على صورتها الحضارية والوطنية الجامعة وعلى عروبتها، كما كانت على الدوام، قلب العروبة النابض.
الجلسة الحكومية
على صعيد آخر، تتجه الانظار الى جلسة مجلس الوزراء الخميس التي ستخيم عليها ظلال توترات نهاية الاسبوع من جهة، والروائح المتصاعدة من ملف النفايات من جهة أخرى، ناهيك عن بند احالة الوزير السابق ميشال سماحة الى المجلس العدلي. واذ يرتقب ان تنعقد اللجنة الوزارية المكلفة متابعة أزمة النفايات قبيل الخميس، ينتظر أن يكون لرئيس الحكومة موقف اذا أخفقت في احراز تقدم واذا لمس ان الدوران في حلقة مفرغة مستمرّ. ولمّحت اوساط وزارية الى امكانية ان يكشف سلام المعرقلين اذا استمر وضع العصي في دواليب الحل، مذكّرة أنه كان ربط في جلسة مجلس الوزراء الاخير، بقاء الحكومة، بقدرتها على رفع النفايات من الطرق، وهو ربما يلجأ الى تعليق جلسات الحكومة في حال عدم اقرار الحل. –