IMLebanon

الحكومة تلجأ الى طاولة الحوار لانقاذها من مأزق المطامر

 لم تسفر الاتصالات التي تقوم بها الحكومة لحل مشكلة النفايات عن اي حلول حتى الآن، رغم حديث بعض الوزراء عن تقدم. وينتظر ان تطرح الازمة مجددا على طاولة الحوار اليوم املا بالتوصل الى حل، والا فان حل الحكومة متوقعا هذا الاسبوع.

وقد توسعت الاتصالات في اليومين الماضيين بين السراي وكليمنصو وعين التينة وبيت الوسط لتذليل العقبات التي تعترض طريق الحل وأهمها عقدة مطمر الجية، بعد ان وضعت مطامر برج حمود والكوستا برافا والناعمة على السكة الصحيحة، وفق المعلومات.

وغداة الاجتماع الليلي الذي ضم في بيت الوسط الرئيس سعد الحريري ووزيرا التقدمي ووزير الداخلية نهاد المشنوق وخصص في معظمه لبحث ملف النفايات، سُجل امس لقاء ضم الحريري والوزير نبيل دو فريج، عضو اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الازمة، أفيد أنه يأتي في سياق استمرار المشاورات.

العرقلة سياسية

وقال الوزير الياس بو صعب امس ان العرقلة هي لاهداف سياسية، وان الرئيس سلام كان واضحا بقراره وهو انه في حال لم تحل الازمة فان سلام لن يدعو بعد الآن الى جلسة حكومة.

واضاف ان الحكومة عرضت اكثر من حل ولكن هناك من يقف بوجهها ويقول انه اقوى من الحكومة وان الموضوع بين يديه. وتابع هناك اتصالات تجري وستعرض قريبا حلول للنفايات حكي بها بالماضي.

وذكر النائب عاصم عراجي ان هناك ٣ اقتراحات على الطاولة اليوم لإقامة مطامر صحية في كوستابرافا والناعمة وبرج حمود. وتوقع أن يعاد فتح مطمر الناعمة موقتا.

واكد ان الامور ما زالت معقدة والمساعي جارية لتذليل العقبات. ورجح ان يقدم سلام على الاعتكاف وليس الاستقالة، اذا ما بقيت الامور على حالها.

في الوقت الضائع، تغوص لجنة المال والموازنة النيابية في دهاليز الشق المالي لملف النفايات وتتحضر لفتح أوراق سوكلين بعد ان أفرج مجلس الانماء والاعمار امس عن العقود التي أبرمت معها على مر السنوات الماضية.

واوضح ان رئيس مجلس الاعمار لفت الى انه طلب تعديل العقود اكثر من مرة، الا ان رؤساء الحكومات السابقة طلبوا ابقاءها كما هي. واعلن عن وضع كل التفاصيل التي توصلت اليها اللجنة في تصرف النائب العام المالي.

كتلة المستقبل

وقد تطرقت كتلة المستقبل في اجتماعها امس الى موضوع النفايات، وطالبت الحكومة باتخاذ القرار التشاركي المناسب لرفع النفايات المتراكمة وحل هذه المشكلة الخطيرة والمستعصية التي تهدد بطمر لبنان وطموح شعبه بالتقدم والتطور والنمو، اذ أنه بإمكان الحكومة حسم الامر بشكل نهائي واعتماد حلول مرحلية متوسطة وبعيدة المدى ومن ثم مستدامة تراعي الجوانب الاقتصادية والبيئية والصحية المناسبة.

تكتل عون

بدوره تناول تكتل التغيير والاصلاح الموضوع، وسأل: هل من سبب سياسي أو مالي وراء عرقلة ملف النفايات؟ وبالتالي ضرب الاستقرار النسبي والمعرض للاهتزاز في الدولة؟ الشعب ينتظر إجابات ومواقف من رئيس الحكومة المشرف على مجلس الإنماء والإعمار والوزارء المختصين. المطلوب من رئيس السلطة التنفيذية والحكومة تحمل المسؤوليات كاملة في إيجاد حل ناجع ونهائي وشفاف لهذا الملف الخطير، والذي نعاني منه جميعا صحيا وبيئيا، وفي تشويه صورة لبنان في الخارج. إذا، المسؤولية تقضي برفع التحدي وليس بسياسة النعامة أو الاعتكاف، أو نفض الأيدي، أي الاستقالة. إن مجرد التهديد بالاستقالة يوحي بعجز مقيم، وهذا ما نرفضه من هيئة ناط بها الدستور، السلطة التنفيذية اصالة، وصلاحيات رئيس الجمهورية وكالة حال خلو سدة الرئاسة.

معاناة المواطنين

في هذا الوقت استمرت معاناة المواطنين مع النفايات ومخاطرها، وقد اقفل عدد من اهالي الفنار الطريق عند المدرسة الارمنية باكياس النفايات احتجاجا على تراكمها في الشوارع المحيطة وللمطالبة بازالتها.

وفي السياق ذاته اعلنت وزارة الصحة ان مراقبيها كشفوا امس على مكب النفايات في الكرنتينا وقالوا انه بات يشكل خطرا كبيرا على المحيط، لا سيما وأنه المحيط الغذائي والصحي ويضم عددا من المطاحن الاساسية تغطي ٤٠% من حاجة السوق المحلية كمطحنة باقاليان، إضافة الى سوقي اللحوم والسمك ومستشفى الكرنتينا الحكومي والمستودع المركزي للادوية.

وتبين لمراقبي الوزارة أن المكب يشكل خطرا صحيا أيضا على مرفأ بيروت حيث يتم تفريغ البواخر لحمولتها من المواد الغذائية والحبوب، في حين أدى انهيار قسم من المكب الى إنبعاث روائح كريهة جدا في المحيط وإنتشار القوارض والحشرات، وحذر المراقبون من أن المكب لم يعد يستوعب رمي المزيد من النفايات ويجب إقفاله.

وكشف المراقبون أيضا على المكب الثاني في برج حمود والذي يشكل بدوره خطرا على الصحة والسلامة العامة. –