فيما يواصل الجيش اجراءاته العسكرية في جرود عرسال ورأس بعلبك، تركّز الاهتمام السياسي بالمساعي التحضيرية للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وتحدثت أنباء عن انطلاقه في فترة قريبة.
وقالت مصادر عين التينة أمس ان الرئيس نبيه بري يضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال الحوار المرتقب، لافتة الى انه لم يفرض أي بند على هذا الجدول، وان ما سيتضمنه هو نتيجة الاتصالات التحضيرية التي جرت مع طرفي الحوار.
انطلاقة قريبة
ومع ان المصادر رفضت كشف المزيد من المعلومات حرصا على سلامة انطلاقة هذا الحوار، فان مصادر أخرى معنية به مباشرة قالت ان هناك مؤشرات قوية على ان الحوار سينطلق الأسبوع المقبل بين السيدين نادر الحريري وحسين خليل.
واشارت هذه المصادر الى ان لا شروط على الحوار باستثناء عدم النقاش في سلاح حزب الله وقتاله في سوريا، وان رئاسة الجمهورية هي من المواضيع التي سيجري النقاش بها. وقالت المصادر ان الحوار يجب ان يعطى فرصة لما له من انعكاسات ايجابية على الوضع العام.
وقد قالت محطة تلفزيون المنار التابعة ل حزب الله ان في الحوار المرتقب امالا اقلها نزع مزيد من فتائل الاحتقان، والاعداد لآليات تنتج توافقات سليمة لاستحقاقات لم تخط بعد الى خواتيمها، لا سيما مع تحديد رئيس المجلس النيابي العاشر من الجاري موعدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
وفي المقابل اعرب النائب احمد فتفت عن تشككه بالنتائج الممكنة. وقال: لست كثير التفاؤل، ولكن اقول ان المصلحة الوطنية تقتضي المحاولة، والمحاولة والمحاولة.
واعتبر ان من اهداف هذا الحوار، التخفيف من التشنجات على الارض، وقال: نحن نريد حلا والدكتور سمير جعجع طرح هذا الحل منذ شهر حزيران الماضي. وقوى ١٤ آذار طرحته في مبادرتها في اخر آب اول ايلول. الآن الطرف الآخر عليه ان يبادر. ماذا يريد؟ هل يريد ابقاء الفراغ كما هو؟
وختم: ان قال حزب الله اذهبوا وحاوروا العماد عون في موضوع الرئاسة، فهذا يعني انه لا يريد الحوار، ولا يريد حلا ويريد الابقاء على الشغور في موقع الرئاسة.
اجراءات الجيش
على الصعيد الامني، واصلت وحدات الجيش اجراءاتها العسكرية في جرود عرسال ورأس بعلبك امس، وتابعت عمليات التمشيط بحثا عن عبوات يمكن ان يكون زرعها المسلحون. ودهمت دورية من مخابرات الجيش شقة يقطنها سوريون في منطقة نيو رياق، وقامت باعتقال ثلاثة اشخاص بينهم ضابط منشق وهوأ.م وكل من ز.م، و م.م. كما اعتقلت مخابرات الجيش السوري عمر صالح عمر في مشاريع القاع، وهو مطلوب بمذكرات تتعلق بتهريب السلاح عبر الحدود والقتال ضد الجيش اللبناني.
وقد شيعت قيادة الجيش وبلدة كفررمان المعاون الشهيد في الجيش محمود علي نور الدين الذي استشهد في وادي عين عطا في عرسال خلال تفكيك عبوة زرعتها المجموعات الارهابية.
وحمل نعش الشهيد على اكتاف عناصر من الجيش، وأدت له ثلة من الجيش لحن الوداع، وصلى على الجثمان المفتي في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى السيد علي مكي، ليوارى بعده في الثرى.