ظل الهاجس الامني مسيطرا على الساحة الداخلية امس، وضبط جهاز امن الدولة خلية ارهابية تابعة ل داعش في منطقة عاليه بعد ٢٤ ساعة على تفكيك الجيش خلية مماثلة في عكار.
وقد أكدت قيادات الجيش والأجهزة الامنية امس التصميم على الاستمرار في المعركة ضد الارهاب حتى النهاية.
وفي خلال احتفال في نادي الضباط في اليرزة باطلاق مشروع تنفيذ الهبة الاوروبية للجيش والامن العام، قال العماد جان قهوجي قائد الجيش: إن معركتنا مع الإرهاب ماضية إلى الأمام ولا هوادة فيها، ولن تتوقف إلا بالقضاء على تجمعاته وشبكاته التخريبية، وأي نشاط يقوم به على الحدود وفي الداخل. ونحن نعتبر هذه المعركة أولوية مطلقة لدى الجيش، كما نعتبرها جزءا من جهد لبنان في إطار جهود منظومة المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يتربص شرا بالإنسانية جمعاء.
حماية لبنان
وتابع: لقد كان قرارنا الحاسم منذ الأساس، أن نحمي لبنان من هذه الأخطار، بكل الإمكانات المتوافرة ومهما بلغت التضحيات، فكانت عين الجيش ساهرة على الحدود التي تمثل السياج الأول للوطن، حيث واجهنا التنظيمات الإرهابية بكل قوة وحزم، واستطعنا في جميع المعارك إلحاق الهزيمة بها، وصولا إلى محاصرتها في مناطق محددة على السلسلة الشرقية، وشل قدراتها ومبادراتها القتالية إلى أكبر قدر ممكن، وذلك من خلال قصفها اليومي بالأسلحة الثقيلة، واستهدافها بعمليات نوعية استباقية في العمق، الأمر الذي أدى إلى إحباط جميع مخططاتها الهادفة إلى التوسع باتجاه الداخل اللبناني، واستهدافه بالسيارات المفخخة والمتفجرات والعمليات الانتحارية.
ابراهيم
وقال اللواء عباس ابراهيم المدير العام للامن العام في الاحتفال: يعيش لبنان أدق مراحل تاريخه الحديث وأخطرها من خلال مواجهته الإرهاب الذي يتهدده دولة ورسالة حضارية، في مواجهة عقل إلغائي لا يعترف بالتنوع والتفاعل الحضاري بين الثقافات.
في معركته الشرسة هذه ينوب لبنان عن العالم عموما وأوروبا خصوصا، لا سيما في منع الهجرات غير الشرعية. وطننا آخر شطآن المتوسط التي يمكن لأوروبا ان تأمن منها، وهذا ما يحتم على الجميع مد يد العون اليه لحماية القيم الإنسانية والفكرية المهددة بالزوال اذا لم نحسن التصرف، ووضع المشاريع المشتركة التي تحصن بلدنا.
بصبوص
اما المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء بصبوص فقال في احتفال تخريج دورة رتباء متمرنين: إن معركتنا مع الإرهاب طويلة ومضنية، هذا يستشف من المعطيات العسكرية الميدانية، والمواقف السياسية الدولية المتعارضة، وتباين المواقف المحلية مما يدور حولنا من نزاعات وصراعات، وانعكاساتها السلبية التي وزعت الدول والشعوب وفق اصطفافات عرقية أو طائفية أو مذهبية، بعيدا كل البعد عن المعايير الإنسانية والأخلاقية. كل تلك المعطيات والتحولات على الرغم من تسارعها تشير إلى أن الحلول ليست بقريبة، إنما تسير وفق مجريات خطيرة، تنذر بتفتيت دول المنطقة وتهجير قاطنيها، وتدمير بناها التحتية وطمس تراثها وثقافتها المتوارثة. وهذا يملي على جميع الجهات المعنية دولية وإقليمية ووطنية وعي خطورة المرحلة، والسعي إلى تجنيب المنطقة ولبنان المخاطر المحدقة، والتعامل بحكمة وترو مع المتغيرات والمستجدات السياسية والأمنية القادمة.