انهت قوات الامن الاسترالية ازمة احتجاز رهائن داخل مقهى في سيدني استمرت ١٦ ساعة، بأن اقتحمت المكان مما ادى الى سقوط قتيلين احدهما محتجز الرهائن، الذي تبين انه ايراني، اعلن نفسه شيخا وبايع زعيم داعش.
ودوى صوت اطلاق نار كثيف وانفجارات عالية من قنابل صوتية ملأت الجو. وبدأت العملية بعد لحظات من تحديد مصدر بالشرطة اسم المسلح على انه هارون مؤنس وهو لاجئ ايراني كان يواجه عدة اتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية وانه ساعد في ارتكاب جريمة قتل.
وأثناء الحصار أجبر المسلح الرهائن على رفع علم اسلامي مما أثار مخاوف من ان يكون الهجوم بواسطة جهادي. وأظهرت لقطات اخبارية رهائن يحملون علما باللونين الاسود والابيض كتبت عليه عبارة الشهادة.
وتم تحرير خمسة رهائن على الاقل أو هربوا امس فيما ركض عمال المقهى والزبائن المذعورون نحو قوات الامن.
وقال كريس ريزون مراسل القناة السابعة الذي يقع مكتبه أمام المقهى ان 15 رهينة آخرين أو نحو هذا العدد يفهم انهم يتحصنون داخل المقهى.
وأدى هذا الحادث الى اخلاء المباني القريبة وأحدث صدمة في انحاء البلاد حيث تحول اهتمام كثير من الاشخاص الى عطلة عيد الميلاد بعد حوادث ذعر أمني سابقة.
تطويق المكان
وكان رجال الشرطة المدججون بالسلاح طوّقوا مقهى لينت وعددا من المباني في مارتن بليس حيث يوجد بنك الاحتياطي الاسترالي وبنوك تجارية بالقرب من مبنى برلمان ولاية نيو ساوث ويلز في الوقت الذي حاول فيه المفاوضون نزع فتيل واحدة من أكبر المخاطر الامنية التي تواجهها استراليا منذ عقود. وشوهد قناصة وأفراد من القوات الاسترالية الخاصة يتخذون مواقع لهم حول المقهى وحلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوق الموقع.
وقال بنك الاحتياطي الاسترالي الموجود بالقرب من المقهى، إنه أغلق أبوابه وأن الموظفين موجودون داخل المبنى وكلهم بخير. وأخليت القنصلية الأميركية المجاورة أيضا حسبما ذكرت متحدثة باسمها. وأغلقت البنوك الكبيرة في المنطقة التجارية وطلب من الناس تجنب هذه المنطقة.
وقالت الشرطة الاسترالية إن مفاوضين اتصلوا بالمسلح الذي يحتجز الرهائن لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة. ورفضت كاثرين بيرن نائبة مفوض شرطة نيو ساوث ويلز تحديد عدد المحتجزين داخل المقهى لكنها قالت إن عددهم لا يصل إلى 30 شخصا. وأضافت بيرن للصحافيين انه لا يوجد أي مؤشر عن تعرض أي من المحتجزين الباقين لأذى.
وأصدر مجلس الائمة الوطني الاسترالي بيانا قال فيه إنه يدين هذا العمل الإجرامي بشكل صريح. وقال بيان مشترك مع مفتي استراليا إن مثل هذه الأعمال مدانة جزئيا وكليا في الإسلام مشيرا إلى انتظار المزيد من المعلومات عن هوية ودوافع مرتكبي هذا العمل.
وأكد المفتي أن الأستراليين والمجتمع المسلم يتطلعون إلى نتائج التحقيق في هوية الفاعل وملابسات الفعل، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مناسبة إزاء هذا الجرم.
وأعرب المفتي ومجلس الأئمة الفيدرالي الأسترالي وعموم المجتمع المسلم عن تضامنهم مع كافة المحتجزين، وتمنوا لهم السلامة ولأهليهم ولمحبيهم الاطمئنان عليهم عاجلا.