IMLebanon

الحريري بعد بلبلة الانتخابات البلدية: سأجري مراجعة نقدية

اعلن الرئيس سعد الحريري مساء امس ان الانتخابات البلدية تشكل فرصة لمراجعة نقدية داخلية وتقديم كشف حساب سياسي ووطني وتنظيمي، وسأتحمل النتائج مهما كانت قاسية. واكد ان السعتودية وقفت وتقف وستبقى تقف في كل المراحل مع لبنان. واضاف اقول لكل من يعتقد ان بامكانه الاصطياد في ماء يريده عكرا، ان ما من شيء يمكنه ان يعكر العلاقة بيننا وبين المملكة.

وكان الحريري يتحدث في افطار أقامه غروب يوم امس في بيت الوسط على شرف الهيئات الدينية، وقال: إنني خلال هذا الشهر المبارك سأفتح العديد من الدفاتر وأتحدث بما يمليه علي ضميري وبما أتحمل من مسؤوليات تجاه جمهور تيار المستقبل وتجاه اللبنانيين وتجاه الحلفاء والخصوم. لكنني في هذه الأمسية المباركة سأكتفي بالتذكير بثلاث حقائق أعتبرها مركزية على أن تكون الإفطارات المقبلة مناسبة لتناول كل الجوانب الأخرى التي ذكرتها.

تحمل المسؤولية

أولا- حاولت السياسة في لبنان أن تقدم لي دروسا في الكذب والمناورة والتجييش والتلاعب على غرائز الناس. لكن تربيتي علمتني الصدق والصراحة والوفاء حتى لو كان الأمر على حسابي. وأمامكم أقول: إنني لن ألقي المسؤولية في أي اتجاه ولن أعفي نفسي ومن معي من المسؤولية لألقيها على غيري. فأنا المسؤول عن استخلاص نتائج الإنتخابات وأنا في رأس الهرم السياسي لتيار المستقبل سأتحمل النتائج مهما كانت قاسية.

ثانيا- نحن من مدرسة رفيق الحريري، مدرسة الإعتدال والعيش المشترك والوحدة الوطنية، مدرسة الإنفتاح وقبول الآخر، مدرسة تضع لبنان فوق مصلحة أي شخص أو أي حزب.مدرسة المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان. وسنبقى كذلك، ولن تغير نتائج بلدية من هنا أو حملة إعلامية من هناك في قناعاتنا هذه.

وقال: في بيروت مثلا، تنافسنا مع لائحة سبق وقلت عنها إنها تشبه أحلامنا وطموحاتنا. معركتنا الحقيقية لم تكن مع هذه اللائحة، التي اوجه التحية لها وللذين صوتوا لها، معركتنا الحقيقية كانت المناصفة في المجلس البلدي.

واضاف: سأبوح لكم بسر، كان قراري لو انه لا سمح الله انكسرت المناصفة في بيروت، ان أطلب من المجلس البلدي ان يستقيل، ولكن الحمد لله، جاءت النتيجة كما نعلم، وبقيت المناصفة وهي القاعدة الذهبية في عاصمتنا لتبقى قاعدة ذهبية في كل لبنان بإذن الله.هذه هي الحريرية السياسية قولا وفعلا.

تمسك بالطائف

وتابع الحريري: أما الحقيقة الثالثة التي أردت أن أعلنها أمامكم اليوم، فهي أننا في تيار المستقبل سنبقى متمسكين باتفاق الطائف، بما هو مشروع بناء الدولة، السيدة على كل أراضيها، الممتلكة وحدها حصرية السلاح، والحامية بالقانون والتساوي لكل المواطنين. ومتمسكون أيضا باتفاق الطائف، بما هو تحديد نهائي لهوية لبنان العربية. واتفاق الطائف، كما يعلم الجميع، واحد من عدة مفاصل استراتيجية، وقفت فيها المملكة العربية السعودية مع لبنان، لا لأجل مشروع لها ولا لأجل مصلحة لها، ولا لأجل فئة من اللبنانيين دون أخرى.

شكر السعودية

وقال: المملكة العربية السعودية وقفت وتقف وستبقى تقف في كل المراحل مع لبنان، لأجل مشروع الدولة في لبنان، ولأجل مصلحة اللبنانيين، كل اللبنانيين من دون تمييز.

وهذه مناسبة لأشكر المملكة العربية السعودية على كل دعمها غير المشروط للبنان، وعلى كل مساعيها السياسية في كل المراحل التي مررنا بها، وكل مساعداتها الإنمائية والإجتماعية. كما هي مناسبة لأقول لكل من يعتقد أن بإمكانه الإصطياد في ماء يريده عكرا، ان ما من شيء يمكنه أن يعكر العلاقة بيننا وبين المملكة العربية السعودية. نحن من عائلة ليس لديها الا الصدق والوفاء، وتيار المستقبل من مدرسة الوفاء، والمملكة مملكة الوفاء، ومن باله مشغول بهذا الامر فليطمئن، ومن لديه سوء نية لا يسعنا خلال شهر رمضان الا ان نقول: سامحه الله.