IMLebanon

لجنة من الجيش تدرس اقتراحا بدعوة الاحتياط لمواجهة خطر الارهاب

ظل الهاجس الامني مسيطرا على الساحة الداخلية امس في وقت واصل الجيش المداهمات في الشمال والجنوب. وكشفت مصادر سياسية امس ان مجلس الوزراء تبلغ في جلسته الاخيرة ان لجنة عسكرية من قيادة الجيش تدرس احتمال استدعاء الاحتياط لتوسيع اطار عمل الجيش وتعزيز وحداته.

وكانت قيادة الجيش دعت وسائل الاعلام الى توخي الدقة والموضوعية في نشر اي معلومات تتصل بالأمن، بعدما نشرت روايات غير دقيقة عن احداث امنية حصلت او ستحصل، وبالغت في التحليل والاستنتاج. ودعت المواطنين الى عدم الاخذ بالشائعات مؤكدة ان المصدر الوحيد للادلاء بالمعلومات هو قيادة الجيش – مديرية التوجيه.

استمرار المداهمات

في هذا الوقت واصل وحدات الجيش اجراءاتها في مختلف المناطق، وداهمت دورية تجمعات النازحين السوريين في زغرتا وعرجس وكفردلاقوس ومرياطة في قضاء زغرتا واوقفت 18 شخصا لتجولهم دون اوراق قانونية، وتواصل بعضهم مع مجموعات مسلحة، وصادرت 3 دراجات نارية وسلاح صيد.

كذلك نفذ الجيش مداهمات لمخيمات النزوح في سهل مرجعيون واوقف ١٠١ نازح.

وقال وزير الدفاع سمير مقبل مساء أمس ردا على سؤال عن التدابير بعد كل ما يحكى عن تفجيرات: ليس هناك من تدابير جديدة، المؤسسة العسكرية والجيش أخذا الاجراءات منذ زمن ويحرصان عليها، والجيش موجود وسهران صباحا ومساء، ويدافع عن الوطن في جميع أنحاء لبنان.

وعن موضوع الاشاعات الكثيرة والخوف لدى المواطن أجاب: بوضوح من الطبيعي وجود مخاوف، ولكن لا داعي للهلع الذي خلقته بعض وسائل الاعلام، فالجيش والاجهزة الامنية ساهرة ومجهزة، ومن الممكن أن تحصل مشاكل لا تضبط، ولكن لا داعي للهلع.

استدعاء الاحتياط

وقالت وكالة الانباء المركزية ان المظاهر المسلحة التي سجلت في البقاع الشمالي دفعت اكثر من مسؤول للدعوة الى استدعاء الجيش للاحتياط، بما يقطع الطريق امام حمل السلاح عشوائيا.

وأضافت ان هذه الدعوات تفاعلت وطرحت على طاولة مجلس الوزراء امس الاول حيث طالب الوزير بطرس حرب باستدعاء الاحتياط التابع للجيش أو تشكيل فرق أنصار الجيش لحماية القرى الحدودية، رافضاً اعتماد الأمن الذاتي، تماما كما الوزيرة أليس شبطيني، فيما طالب الوزير غازي زعيتر بفتح باب التطوّع للجيش. وقد أوضح الرئيس تمام سلام أنّه طرح الموضوع على قائد الجيش خلال الاجتماع الأمني في السرايا قبل يومين، فأشار العماد قهوجي إلى أنّ قيادة الجيش تدرس موضوع استدعاء الاحتياط وستوافينا بالجواب.

وقد أشارت مصادر عسكرية الى ان لجنة تضمّ عددا من ضباط القيادة، مكلفة حاليا درس هذه الخطوة من جوانبها كافة خصوصا المالية والقانونية والعُمريّة، وفور انهاء عملها، ستحيل تقريرها الى قائد الجيش قبل ان يسلك طريقه الى وزارة الدفاع.

وأشارت مصادر وزارية الى أن الخيار الافضل راهناً، استدعاء الاحتياط لا فتح باب التطويع، فالعنصر العسكري الموضوع في الاحتياط مدرّب وجاهز لتنفيذ المهمات التي ستوكل اليه. أما المتطوع فيحتاج الى تمرين وتأهيل قبل الانتقال الى الميدان. وتشرح أن وظيفة الذين يستدعون من الاحتياط تقوم على مساندة الجيش في مهمّات داخلية غالبا ما تكون لوجستية، ما يعني أنهم يكونون في الصفوف الخلفية لا على الجبهات القتالية المتقدمة.

في موازاة ذلك، ثمة اقتراح بانشاء لواء حرس الحدود باشراف المؤسسة العسكرية.

مناورة للجيش

من ناحية اخرى، نفّذت وحدات من لواء المشاة الثالث في الجيش اللبناني وفوجي المدرعات الأول والحدود البرية الثالث، بالاشتراك مع وحدات من القوات الجوية والبحرية، مناورة قتالية بالذخيرة الحية في حقل رماية حنوش – حامات، تحاكي القضاء على مجموعة إرهابية متحصنة في أماكن مبنية. وقد استخدمت خلال المناورة رمايات بالطوافات والهواوين والدبابات والأسلحة المتوسطة والخفيفة، بالإضافة إلى تفجير عبوات ناسفة لفتح ثغرات. كما شملت عمليات دعم من الشاطئ بواسطة الزوارق البحرية، وعمليات دعم جوي وإنزال، وإخلاء جرحى من حقل المعركة بواسطة الطوافات.

وتأتي هذه المناورة التي جرت باشراف مدرسة القوات الخاصة، في إطار خطة التدريب النوعي التي وضعتها قيادة الجيش للتأكد من جهوزية الوحدات، واستعدادها للتدخل السريع والفاعل في مختلف الظروف القتالية.