IMLebanon

الجيش يقصف المسلحين في جرود عرسال ويوسع نطاق مداهماته

ازاء المراوحة السياسية وعقم المعالجات، جاءت العملية العسكرية التي قام بها الجيش ضد القيادات الداعشية لتخفّف من وطأة الاخفاقات. وبعد استهداف أكبر رأسين لبنانيين في قيادات داعش في جرود عرسال، واصل الجيش أمس مداهماته في المنطقة وامتدّت الى مشاريع القاع لتشمل تفتيش مخيمات النازحين وتنظيفها من السلاح والمشبوهين.

كما استمرت وحدات الجيش في التصدّي للارهابيين، وقالت الوكالة الوطنية للاعلام ان هذه الوحدات استهدفت مساء أمس مواقع المسلحين في جرود عرسال بعد رصدها تحركات بالمنطقة.

وكان الجيش قد تمكّن في عمليته الخاطفة التي لم تستمر سوى دقائق أمس الأول من قتل الارهابي سامح البريدي المعروف في بلدته عرسال بلقب سامح السلطان، واصابة أخطر المطلوبين لدى الجيش طارق محمد الفليطي، وتوقيف ارهابيين سوريين.

وقال رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري أمس ان الوضع في البلدة هادئ بعد عملية أمس الأول، وان الجيش يقوم بعمله كالمعتاد داخل البلدة وفي محيطها.

مداهمات الفوج المجوقل

وقد نفذ فوج المجوقل صباح أمس عملية واسعة النطاق في مشاريع القاع الحدودية، شملت تفتيش المخيمات وتنظيفها من السلاح والمشبوهين والإرهابيين، وتمكن من توقيف عدد من النازحين السوريين اثر المداهمات.

وقد جرى في ثكنة محمد مكي في بعلبك أمس، تخريج رتباء في الجيش بحضور رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان ممثلا قائد الجيش.

وقد ألقى اللواء سلمان كلمة قال فيها: إنّ تسابق شباب الوطن للانخراط في الجيش، وفي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، هو مدعاة فخرٍ واعتزاز للبنانيين جميعاً، لأنّ أبناءهم وإخوتهم سيكونون جزءاً فاعلاً من الجيش الذي يخوض اليوم أشرس المواجهات مع الإرهاب دفاعاً عن لبنان. وكونوا على ثقة أنّه كما استطاع الجيش سابقاً إحباط جميع مخطّطات العدوّ الإسرائيلي والإرهاب، وصان البلاد والعباد من أخطار الفوضى والفتنة والتشرذم، سيحمي لبنان مستقبلاً بفضل سواعد جنوده والتفاف الشعب حوله. ولن تنال من عزيمته وإرادته، أي قوّة مهما علا شأنها. فنحن أصحاب هذه الأرض وسياجها، ونحن سيوف الحقّ الممشوقة دائماً في وجه كلّ معتدٍ على سلامة الوطن وكرامة أبنائه.

جلسات الحوار

في هذا الوقت انشغلت الأوساط السياسية أمس في تقويم نتائج الخلوة التي انتهت من حيث بدأت. وقالت مصادر ان تبخّر جدول اعمال الحوار كان متوقعا سلفا، ان لجهة الاتفاق على انتخاب رئيس، عجزت كل الجهود الاقليمية والدولية عن تأمين التوافق حوله، او لناحية قانون الانتخاب المأمول الوصول اليه من دون طائل، فحاول الرئيس نبيه بري وتجنبا لانتكاسة حوارية، حرف النقاش عن بنود الجدول الى حيث يمكن تجنب المواجهة، فذهب في اتجاه فتح باب النقاش في الموازنة، لكن، وازاء تلمّسه مدى التعقيدات التي ما زالت تتحكم فيه مع استمرار اصرار التيار الوطني الحر وحزب الله على ربطها بمصير قطع الحسابات للسنوات العشر منذ العام 2005 والبالغة 11 مليار دولار، قرر طرح فكرة انشاء مجلس الشيوخ التي ملأت فراغ الرئاسة وقانون الانتخاب بنقاش اصطدم بجدار المواجهة الذي بنته قوى 14 آذار قطعا لمحاولات الالتفاف على الرئاسة لتنتهي الخلوة من نقطة انطلاقها.

ولخّصت المصادر ردات الفعل الاولى على الحوار بالملاحظات الاتية:

– مخطئ من كان ينتظر من الحوار اكثر مما خرج به، فالكل يعرف حجم العقبات التي تواجه الاتفاق ولا سبيل لحلها الا بقرار كبير لا تملك القوى المحلية مفتاحه.

– عقدة الاستحقاق الرئاسي معروفة قطبتها الرئيسية، وعقبتها الداخلية انعكاس للخلافات الخارجية.

– حاول الرئيس بري الذهاب في اتجاه مواضيع أكثر واقعية علّ النقاش في احدها يصل الى نتيجة فلم ينجح.

– ان طرح انشاء مجلس الشيوخ فتح النقاش الداخلي على آفاق اخرى، اذ بعدما كانت الطائفة الدرزية تطالب برئاسة هذا المجلس، تبين ان ثمة اكثرية اورثوذكسية ضاغطة تطالب بهذا المنصب بما يؤشر الى امكان فتح جدل درزي – ارثوذكسي قد يتحول الى اسلامي – مسيحي ليس الوقت وقته.

وخلصت المصادر الى القول، بالاستناد الى ما شهدته مشاورات الايام الثلاثة، فان اكثر ما ينطبق عليها من توصيف هو حوار الوقت الضائع لابقاء خطوط الاتصال بين القوى السياسية مفتوحة ليس أكثر، وحوار 5 ايلول لن يكون افضل من ثلاثية آب ما دام شيئ لم يتغير في الواقع السياسي المحلي والاقليمي.