المواقف التي عبر عنها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والنائب وليد جنبلاط في لقاء المختارة الحاشد امس الاول، لقيت صدى داعما من قيادات سياسية لجهة اولوية انتخاب رئيس للجمهورية قبل البحث بأي اصلاحات.
فبعد تدشين اختتام كنيسة السيدة في المختارة، وخلال لقاء في قصر المختارة، قال النائب جنبلاط: مع تدشين كنيسة السيدة، سيدة الدر، نتطلع إلى أن تدر علينا الايام الآتية المزيد من الحكمة والوعي والمسؤولية لمواجهة الصعاب المتنامية من كل حدب وصوب، متمنياً مع تدشين الكنسية انتخاب رئيس لنحفظ جميعا لبنان من الرياح العاتية.
وأمل جنبلاط في أن تدر علينا الايام تثبيتا لمناخ المصالحات بين اللبنانيين والحد من الانقسامات القاتلة . لكن بعيدا من الأمنيات والمناجاة، فإننا نؤكد اليوم في هذا اللقاء الوطني الجامع تمتين مصالحة الجبل التي كنا أرسينا أسسها مع تلك القامة الوطنية الشامخة البطريرك الماروني السابق مار نصر الله بطرس صفير في زيارته التاريخية إلى المختارة 3 آب عام 2001.
رد الراعي
ورد البطريرك الراعي بكلمة قال فيها: اننا مقتنعون بأن تحقيق المصالحة بين المسيحيين والدروز هي الخطوة الاولى لتعبيد الطريق نحو المصالحة الشاملة بين جميع اللبنانيين ودونها لن ينهض مشروع بناء الدولة القادرة السيدة الحرة في المستقبل، مشيراً إلى أنه لم يكن في بال البطريرك صفير أو جنبلاط التفكير باستعادة ثنائية تاريخية، بل الانطلاق من الفكرة الاساسية وهي التعددية لتحقيق الوحدة الوطنية.وشدد على أننا كلنا نتطلع الى المصالحة بين 8 و14 آذار والوسطيين فكما أعادت مصالحة الجبل الحياة الى المجتمع ففي المصالحة السياسية إحياء للدولة ومؤسساتها بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية وهذا الباب الى الدولة، فعبثا نحاول التسلق الى الدولة من مكان آخر، متسائلا: ما الجدوى من طرح المواضيع قبل انتخاب رئيس وهو وحده الكفيل بطرحها والنظر فيها عبر البرلمان وبسلطة للتشاور والتداول؟
مواقف داعمة
وفي المواقف الداعمة لهذا التوجه، قال الرئيس امين الجميل: نأمل في ان تكون هذه الخطوة فاتحة خير ومن واجبنا انتخاب رئيس في أسرع وقت، فنحن لا نعترض على أحد للرئاسة والتحدي الكبير بتأمين النصاب ويجب ان نلتزم الدستور بدقة وامانة.
وصف الرئيس سعد الحريري مصالحة الجبل بالعلامة المضيئة في تاريخ لبنان. وقال أن هذه المصالحة وضعت أساساً متيناً للحياة المشتركة بين اللبنانيين وطوت صفحة مؤلمة لن تتكرر باْذن الله، ووجه في هذه المناسبة تحية خاصة للأخ وليد جنبلاط وللبطريرك مار نصر الله بطرس صفير، والمسيرة المستمرة بجهود البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
وقال النائب عمار حوري ان الرئاسة هي الممر الالزامي والوحيد لكل القضايا الاخرى.
هذا وتصادف اليوم الجولة ٤٣ لانتخاب الرئيس، وهي كالجلسات الافتراضية السابقة لن تنعقد. وحتى ثلاثية الحوار التي كان يعول عليها لاحداث خرق في الجدار الرئاسي المسدود، لم تحقق اهدافها، بل فتحت الواقع السياسي على سجالات جديدة من ابرز عناوينها استحداث مجلس الشيوخ.
حديث عون
على صعيد آخر، قال العماد ميشال عون ان الحزب لا ينحكم بقيادة جماعية، والمسؤوليات مرتبة هرمية ورأس الهرم يتحمل المسؤوليات، ولا احد يقول ان 10 يستطيعون اخذ القرار. وشدد على ان كل المشاكل في التيار الوطني الحر لا تعني شيئا، لافتا الى انه بين الذين انفصلوا من الحزب ابن اعز الناس لي ابن اخي ابو نعيم، والان اقول اهلا وسهلا بنعيم في بيتي ولكن في الحزب يجب ان يكون منضويا بالانظمة.
وامل عون في احتفال اقامه التيار الوطني الحر في الذكرى ال15 لاحداث 7 آب، ان يفكر اللبنانيون باللحظات التي يعيشونها، مؤكدا ان لا شيء في العالم يساوي الامن ومن دون الامن لا ينفع المال، لان الامن اولا، ويجب الانتباه الى نعمة الامن والاستقرار التي نعيشها، وفي عام 1975 كل الناس حاربت كل الناس، ونحن اليوم بالرغم من كل شيء لبنان بعده مستقر، وهذه المرة حبلت في ال2006 في لبنان وخلفت في كل مكان.
وتابع عون قائلا: الحزب يجب ان يعمل الجميع بتضامن من اجله وغير ذلك لا يمكن ان نقوم بأمر فعال، وهذا النضال الذي تقومون به هو نضال مجاني لانه مثل حب الام، والاوطان لم تعمرها الا الاحزاب وليس الافراد، ونحن نضالنا من اجل النظام والشعب.
واشار عون الى ان ذكرى 7 و9 اب معلم اساسي في حياتنا الوطنية حين توقفت مجموعة من الشباب من اجل شعار القليل من الشعب رفعه وفهمه وهو الحرية والسيادة والاستقلال، بالتأكيد مسيرة التحرير والتحرر والديمقراطية تأتي خلف بعضها، والتحرير سهل لان العدو معروف جدا، والهدف معروف ولا احد لا يفهمه، والتحرر هو الاصعب لان هناك تقاليد بالية في ذهننا، وهذا الشعار الذي رفعناه يستأهل كل التضحية، ولولا الصليب الكبير لم يكن هناك مسيحيون حتى اليوم، والصلب نشر المسيحيين في العالم، والشهداء حملوا الصليب واستشهدوا، وهناك صلبان اصغر كالتعذيب والضرب والابعاد. ولفت الى ان طبيعة النضال تتغير، ومرحلة نضالنا الجديدة كانت في العام 2005، ولكن المرحلة لم تنته ونحن قدمنا لاستكمال مسيرة العام 1988 وهي مسيرة التحرر وبداية بناء الوطن. ولفت عون الى انه في البداية كان التفكير بسيطا في التيار الوطني كرمي مناشير او جريدة جدرانية، وتوزيع النشرة والمظاهرة، كل هذه المواضيع لم تكن معقدة كبناء الدولة، واليوم نريد الوصول الى العالم السياسي المركب كما نريد تحرير الدولة وتحسين الاقتصاد وهذا الموضوع بحاجة الى جهد كبير وتنظيم كبير سميناه التيار الوطني الحر.
واوضح عون ان التحرر صعب، ويجب التخلص من الكثير من الامور، وترسيخ الديمقراطية صعب لان اللبناني لا يستطيع ان ينضبط ضمن فكرة معينة، والديمقراطية فيها شوائب ولكن ليست بقدر 10 بالمئة في لبنان، والديمقراطية هي خيار والافضل في المجموعة يدير المجموعة، والشخص حين يصل يجب ان يتعامل مع الجميع بمساواة، وحين نعمل بهذا المفهوم نصل الى درجة عالية من الديمقراطية، لان هناك تجربة قاسية في مجلس النواب الذي لا يوجد شيء فيه من الديمقراطية.