٣١ نائبا فقط حضروا الى مجلس النواب امس في الجلسة رقم ٤٣ لانتخاب رئيس للجمهورية. وبالطبع لم تنعقد الجلسة بسبب فقدان النصاب، وارجئت الى ٧ ايلول المقبل. وقد كان اللافت فيها اعلان الرئيس فؤاد السنيورة تمسك كتلة المستقبل بدعم المرشح سليمان فرنجيه، ونفيه اي تصويت داخل الكتلة على دعم العماد عون.
وفي لقاء اصبح تقليديا، اجتمع السنيورة والنائب جورج عدوان في المجلس وخرج رئيس كتلة المستقبل ليؤكد ان الامور في البلد مش ماشية. وعن حديث النائب محمد رعد في الحوار عن ضرورة الاتفاق على رئيس للجمهورية، قال السنيورة ان هذا الكلام ايجابي، إلا إذا كان رعد يريد أن يكون هذا الاتفاق اتفاق اذعان، وهذا أمر نرفضه، لأن الاتفاق عادة يجب أن يكون بالرضا وليس بالإذعان.
وسئل عن صحة الحديث عن تصويت الكتلة مع ترشيح العماد ميشال عون وبأن هناك 23 مع ترشيحه وثلاثة ضد، اجاب السنيورة: لم يحصل اي تصويت حول هذا الموضوع في الكتلة، كانت هناك آراء عبر عنها كل المشاركين وادلى كل بدلوه وبرأيه، وكل واحد منا اعرب عن رأيه، لكن لم يحصل اي تصويت، وحتى الان نحن ما زلنا متمسكين بترشيح النائب سليمان فرنجية وهذا ما عبرت عنه ايضا في جلسة الحوار.
فتفت
وسئل النائب احمد فتفت لدى مغادرته المجلس: هل صحيح انه حصل تصويت في اجتماع كتلة المستقبل على تأييد ترشيح العماد ميشال عون؟. اجاب: لم يكن هناك تصويت بمعنى التصويت لا برفع الايدي ولا بالكلام، وبالكتلة عامة لا يحصل تصويت.
وردا على سؤال قال: انا اعرف ان الجنرال عون منذ زمن يقول انه ينتظر ان يأتيه الجواب، وانا في حينه اجبته لو كان هناك جواب لكان وصل، ولكن اليوم نحن نضيع الوقت لانه بصراحة الناس تريد ان تعرف الحقيقة، فالحقيقة اتضحت اليوم في الجلسة ان هناك اطرافا سياسيين يريدون ان تعرقل انتخابات رئاسة الجمهورية واعلنتها، والاستاذ جبران باسيل اعلن انه يريد تعطيل النصاب وانه حق له وبتأييد من حزب الله، وما دام الوضع لن يكون كما يريده هو ومرشحه.
تفاؤل بري
ورغم هذه المواقف، يتوقع الرئيس نبيه بري ان يتم ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل نهاية العام الجاري. وقد اكد ذلك علانية وفي اكثر من موقف اعلامي وكلام منسوب اليه في الآونة الاخيرة. علما انه كان سبقه الى مثل هذا التوقع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي اكد بدوره وجود معطيات لديه دفعته الى تكوين هذا الموقف.
وتحدثت مصادر عين التينة في هذا السياق عن مؤشرات محلية واقليمية ودولية لدى الرئيس بري املت عليه الافصاح عن توقعه بقرب انتخاب الرئيس ومنها:
اولا – رهان رئيس المجلس على لبننة الاستحقاق في ظل انشغال العالم وتحديدا المعنيين بالوضع اللبناني، من اميركيين واوروبيين بشؤونهم الانتخابية والداخلية وفي القضايا الاكبر في منطقة الشرق الاوسط.
ثانيا – وعي اللبنانيين والمسؤولين خصوصا لخطورة استمرار الفراغ وتعطيل المؤسسات الدستورية والادارية والوصول الى قناعة ان لا بد في النتيجة من التلاقي والحوار حول سائر الامور المختلف عليها.
ثالثا – استمرار المساعي والاتصالات سواء التي كلف بري معاونيه القيام بها او تلك التي يتولاها بعض القيادات مثل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري.
رابعا- انتهاء المعركة الدامية الجارية في حلب التي ستدفع نتائجها الى تبدل في الاوضاع القائمة حاليا سواء في سوريا أو حتى في لبنان والمنطقة، والرهان تاليا ان تؤدي التداعيات الى ما يوفر للبنان بعض الحلول لمشكلاته ومنها بالطبع ملء الشغور الرئاسي وتفعيل المؤسسات الدستورية المعطلة نتيجة استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية وانسحابه على سائر مفاصل الدولة.
خامسا واخيرا – تكوين قناعة لدى المراجع السياسية والدينية المحلية والخارجية بضرورة البحث عن اسم خامس خارج اطار الاسماء الاربعة المطروحة لملء الشغور الرئاسي.