الجمود في الوضع السياسي، رافقه تصعيد امني في المناطق الحدودية الشرقية والشمالية، حيث قصف الجيش بالمدفعية والصواريخ مواقع المسلحين في جرود عرسال، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات في الجانب السوري من السلسلة الشرقية وسقطت قذيفة في بلدة كفرزبد بقضاء زحلة.
فللمرة الثانية خلال اسبوع، تصل نيران المعارك الدائرة في ريف دمشق على طول خط بردى، والزبداني ومضايا، الى داخل الاراضي اللبنانية، وتحديدا قرى شرق مدينة زحلة، الواقعة عند كتف السلسلة الشرقية الحدودية، حيث سقطت قذيفة هاون ١٢٠ ملم في خراج بلدة كفرزبد، ما شكل حالة من الذعر بين الاهالي.
وهذا التطور المتكرر، وضع الاهالي أمام مخاوف من امتداد نيران الازمة السورية اليهم، وتمدد تنظيم داعش الى هذه القرى، مما رفع من وتيرة التأهب بين شباب البلدة، لتسيير دوريات ليلية، وحراسة تحسبا لعمليات تسلل.
وقد حضرت قوة من الجيش اللبناني وضربت طوقا امنيا حول مكان سقوط القذيفة.
من ناحية اخرى، قصف الجيش قبل ظهر امس، مواقع المسلحين في جرود عرسال بالمدفعية الثقيلة والاسلحة الصاروخية. وسمعت اصوات القذائف في قرى منطقة البقاع الشمالي.
وذكرت معلومات ان الجيش استطلع جرود عرسال مستخدما طائرات سيسنا، وحدد عبرها الاحداثيات لضرب مواقع المسلحين. كما استقدم تعزيزات عسكرية ولوجستية للواء الثامن والفوج الرابع والمجوقل المنتشرة في المنطقة.
حادث الفنار
وفي الاطار الامني ايضا، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: ظهر اليوم امس، واثناء قيام دورية تابعة للجيش بدهم اماكن مطلوبين في محلة الفنار – المتن، تعرضت لاطلاق نار من قبل المدعو مراد عباس منير زعيتر، المطلوب توقيفه بموجب ٢٤ وثيقة تتعلق بجرائم سلب وتعد واتجار بالمخدرات. وقد ردت عناصر الدورية على النار بالمثل، مما ادى الى اصابته بجروح، حيث جرى نقله الى احد المستشفيات للمعالجة، وما لبث ان فارق الحياة متأثرا بجروحه. وتستمر قوى الجيش بتسيير دوريات في المحلة المذكورة، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الموضوع.
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام انه فور وصول النبأ الى ذويه وابناء عشيرته في الزعيترية، اقدموا على اطلاق النار من اسلحة رشاشة، وقذائف صاروخية في الهواء، مما استدعى تطويق المنطقة منعا لاي مضاعفات.
وقالت قناة LBC ان ذوي القتيل رفضوا تسلم الجثة وطالبوا بالاقتصاص من ضابط مخابرات يعتبرونه مسؤولا عن حادث القتل. وقد اطلقوا قذائف صاروخية وقذائف اينرغا مما ادى الى الحاق اضرار بالسيارات والمنازل في المنطقة. كما تعرضت بعض وحدات الجيش لاطلاق نار.
ونقلت عن جد القتيل قوله: نطالب الدولة بتنفيذ اقصى عقوبة بحق الشخص الذي افتعل الجريمة، لأن الامر لن يمر على سلامة. وفي حال، لم تأخذ الدولة حقنا، فاننا نحن سنأخذ حقنا بايدينا.
احكام بالاعدام
على صعيد آخر، اصدر المجلس العدلي برئاسة القاضي انطوني عيسى الخوري حكما قضى فيه بانزال عقوبة الاعدام باثنين وعشرين متهما هم: محمود ابراهيم منصور وبلال عبد المناف الخضر وعلي محمد مصطفى وعبد العزيز احمد المصري واحمد عمار عثمان شواط وبلال ضرار بدر ومحمد عبد القادر قدور وعبد الكريم علي البطل ومحمد محمود مصطفى ووفيق شريف عقل ويوسف حسن خليل ويوسف عبدالله شديد وابراهيم محمد زياد الطرمان وموسى خالد العملة ومحمود حسن بسيوني ورأفت فؤاد خليل ونادر عبد القادر حلواني واحمد علي الدقس وهيثم محمود مصطفى وشادي سعيد مكاوي وعادل محمد عويد وعلي محمد ابراهيم ودحام شريف الابراهيم، وعقوبة الاشغال الشاقة المؤقتة لمدة خمس عشرة سنة بالمتهم رأفت فؤاد خليل وعقوبة الاشغال الشاقة المؤقتة لمدة سبع سنوات بالمتهم خضر سليمان مرعي. كما احال المجلس ملف القاصر ع.م. الى محكمة جنايات الاحداث لتوقيع العقوبة المناسبة بحقه في حين اطلق سراح المتهم فادي غسان ابراهيم.
وتثبت المجلس العدلي من اقدام المتهمين المحكوم عليهم بالاعدام على الانتساب الى تنظيم فتح الاسلام، وسعيهم باشكال مختلفة لنصرة هذا التنظيم وتحقيق اهدافه ومآربه كما سعوا الى خلق ارضية امنية في لبنان، عبر القيام بأعمال ارهابية، من تفجيرات وقتل وسلب وغيرها من الجرائم.