Site icon IMLebanon

الحريري يبدأ اتصالات سياسية في بيروت  

أعادت عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت للمشاركة بذكرى استشهاد والده الشهيد رفيق الحريري، الحيوية والنبض الى الوضع السياسي بعد جمود. وينتظر أن تكون له اليوم لقاءات مع رسميين وسفراء وخاصة قيادات من ١٤ آذار لتقييم الأوضاع وتحديد التوجهات للمرحلة المقبلة.

وكان الرئيس الحريري أكد في الخطاب الذي ألقاه مساء أمس الاول الثوابت التي يتمسك بها تيار المستقبل وقوى ١٤ آذار، وأكد في الوقت ذاته الاستمرار بجدية في الحوار القائم مع حزب الله.

وقد استأثر الخطاب باهتمام القوى السياسية امس، وقال الرئيس امين الجميل انه وضع الإصبع على الجرح لجهة تحديد المخاطر التي تتهدد لبنان ونظامه الديمقراطي، واعادة تأكيد الثوابت الوطنية بشكل صريح ومباشر.

وقال النائب جورج عدوان انه وصف الامور كما هي بشفافية وواقعية وصدق.

خطاب الحريري

وكان الرئيس الحريري قال في خطابه ان الحوار مع حزب الله ليس ترفا سياسيا أو خطوة لتجاوز نقاط الخلاف. انه ببساطة حاجة وضرورة في هذه المرحلة. هو حاجة إسلامية لاستيعاب الاحتقان المذهبي الذي لم يعد من الحكمة التغاضي عنه، وهو…

ضرورة وطنية لتصحيح مسار العملية السياسية وإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى.

وقال: نحن، وبكل وضوح، لن نعترف لحزب الله بأي حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب، وتجعل من لبنان ساحة أمنية وعسكرية، يسخّرون من خلالها امكانات الدولة وأرواح اللبنانيين لإنقاذ النظام السوري وحماية المصالح الإيرانية. أما ربط النزاع، فهو دعوة صريحة وصادقة لمنع انفجار النزاع.

وأضاف: في نظرنا أن لبنان أمام خطرين كبيرين: خطر على البلد، وهو الاحتقان السنّي الشيعي، وخطر على الدولة، وهو غياب رئيس للجمهورية. وفي موضوع رئاسة الجمهورية، واضح أن الجماعة مش مستعجلين، وموقفهم عملياً يعني تأجيل الكلام في الموضوع. وفي موضوع الاحتقان السنّي الشيعي، نقول بكل صراحة: نحن نلمس أربعة أسباب رئيسية للاحتقان:

أولاً- رفض حزب الله تسليم المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ثانياً- مشاركة حزب الله في الحرب السورية.

ثالثاً- توزيع السلاح تحت تسمية سرايا المقاومة.

رابعاً- شعور باقي اللبنانيين بأن هناك مناطق وأشخاص وفئات لا ينطبق عليهم لا خطة أمنية ولا دولة ولا قانون.

هذه هي أسباب الاحتقان، قولوا لنا ما الذي تستطيعون فعله. هذا هو من الآخر ما يحصل في حوارنا مع حزب الله. نحن جديون، وان شاء اللهْ نصل لنتائج.

وعن الارهاب قال: لا بدّ من ترجمة الإجماع الوطني ضد الإرهاب والإجماع الوطني القائم أيضاً حول الجيش اللبناني والقوى الأمنية وتضحياتها العظيمة، لا بد من ترجمة هذا الإجماع بتقديم المصلحة الوطنية على أيِ مصالح فئوية أو خارجية.

وبالاختصار المفيد، نقول إن الحرب ضد الإرهاب مسؤولية وطنية تقع على عاتق اللبنانيين جميعاً، وخلاف ذلك، سيصيب الحريق لبنان، مهما بذلنا من جهود لإطفاء الحرائق الصغيرة. النموذج العراقي بتفريخ ميليشيات وتسليح عشائر وطوائف وأحزاب وأفراد، لا ينفع في لبنان. وتكليف طائفة أو حزب مهمات عسكرية هو تكليف بتسليم لبنان إلى الفوضى المسلّحة والفرز الطائفي. ندائي للجميع، خصوصاً لحزب الله الذي نتحاور معه بكل جدية ومسؤولية، العمل دون تأخير لوضع استراتيجية وطنية كفيلة بتوحيد اللبنانيين في مواجهة التطرف وتداعيات الحروب المحيطة. أما الرهان على إنقاذ النظام السوري، فهو وهم يستند إلى انتصارات وهمية، وإلى قرار إقليمي بمواصلة تدمير سوريا.

وتابع الحريري: سبق وقلنا لحزب الله أن دخوله الحرب السورية هو في حد ذاته جنون، استجلب الجنون الإرهابي إلى بلدنا، واليوم نقول له أن ربط الجولان بالجنوب هو جنون أيضاً. وسبب إضافي لنكرر ونقول: انسحبوا من سوريا. يكفي استدراجا للحرائق من سوريا إلى بلدنا، مرة حريق من الإرهاب، ومرة حريق من الجولان، وغدا حريق لا أعلم من أين!

وعن التطرف قال: نحن تيار المستقبل، تيار رفيق الحريري، نحن قوة الاعتدال، ونحن نقف مع الدولة في وجه مشاريع العنف الديني أو السياسي، ونقف مع الجيش وقوى الأمن في وجه الإرهاب والتطرف، لأننا نفهم منذ زمن، منذ زمن بعيد، أنه ليس من نقطة وسط بين الاعتدال… والتطرف. ليس من مكان في الوسط، بين الاعتدال… والتطرف. ليس من مكان في الوسط بين الدولة والفوضى، ليس من مكان في الوسط بين الجيش والميليشيا، ليس من مكان في الوسط بين الوحدة الوطنية والحرب الأهلية، ليس من مكان في الوسط بين لبنان السيد المستقل وبين لبنان الفتنة والانقسام.

خطاب نصر الله

هذا وسيلقي السيد حسن نصر الله الامين العام ل حزب الله اليوم خطابا في ذكرى الشهداء القادة يتوقع أن يتطرق فيه الى ما تناوله الرئيس الحريري.

وفي هذا الاطار قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض امس، أننا نريد الحوار ونريد أن نعطيه كل فرصة للنجاح، ولا نريده حوار مجاملات كما لا نريده لأسباب تكتيكية، بل نريده حوارا فاعلا ومنتجا وجديا، ولذلك فإننا حريصون على إحاطته بمناخات سياسية مؤاتية تبعده عن أي توتر أو تصعيد.

وأعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أننا إذا أردنا أن نحصن الساحة الداخلية في وجه التكفيريين، فعلينا أن نعزز الحوار، وأن يقلع البعض ممن هو متورط بخطاب التحريض المذهبي، عن هذا الخطاب.

وسأل: ما الذي يؤخر ويعرقل إقرار الحكومة اللبنانية لاستراتيجية وطنية لمواجهة الخطر التكفيري؟ أن هناك إجماعا وطنيا على أن التكفيريين يشكلون خطرا على كل اللبنانيين، وعلى الجيش والشعب والمقاومة والمؤسسات اللبنانية كافة.