IMLebanon

الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله يبحث باستراتيجية لمكافحة الارهاب

سلسلة مفارقات طبعت الواقع السياسي امس وأوحت باندفاعة جديدة في مسيرة الانفتاح بين القوى السياسية. وابرز ما سجل امس الى جانب عقد جلسة جديدة من الحوار بين المستقبل وحزب الله، عشاء في بيت الوسط اقامه الرئيس سعد الحريري للعماد ميشال عون، وتغريدات معايدة بين الدكتور سمير جعجع والجنرال.

فقبل ان يتوجه العماد عون الى بيت الوسط مساء امس يرافقه الوزير جبران باسيل، غرد الدكتور سمير جعجع الى الجنرال لمناسبة عيد ميلاده قائلا اتمنى قبل عيد ميلادك القادم ان نكون قد اتممنا اتفاقنا الكامل وكل عام وانت بخير!

ورد عون على جعجع بتغريدة قال فيها: شكرا للمعايدة، وامل ان يكون اتفاقنا ناجزا مع نهاية زمن الصوم، فنقدمه هدية للبنانيين تترافق مع فرح القيامة.

وكان جعجع اعلن في مؤتمر صحافي امس استمرار الحوار مع التيار ووضع كل جهد لاستمراره، مشيرا الى ان المهمة صعبة على خلفية الثلاثين عاما من الخلافات، ومؤكدا عدم وجود نظرة موحدة في الملف الرئاسي الذي وضع جانبا لعدم عرقلة سائر الملفات.

عشاء بيت الوسط

ومساء استقبل الرئيس الحريري العماد عون في بيت الوسط يرافقه الوزير جبران باسيل، وعقد معه اجتماعا في حضور النائب السابق الدكتور غطاس خوري، وجرى عرض لمجمل الاوضاع السياسية في البلاد وآخر المستجدات الاقليمية. واستكمل البحث الى مائدة عشاء اقامها الرئيس الحريري على شرف العماد عون.

وقالت مصادر نيابية في كتلة المستقبل ان العشاء رد تحية على مشاركة وفد موسع من التيار الوطني الحر في مهرجان الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في البيال السبت الماضي، وقالت ان اللقاء تطرق الى مختلف الملفات المطروحة على بساط البحث السياسي. ولم تستبعد المصادر ان يجتمع الحريري في وقت قريب مع الرئيس نبيه بري في اطار سلسلة اللقاءات التي يعقدها مع مختلف القوى والقيادات في بيت الوسط وكان اخرها مع النائب وليد جنبلاط امس الاول.

جلسة الحوار

وفي مجال آخر، انعقدت جلسة الحوار السادسة بين حزب الله وتيار المستقبل مساء امس، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.

وبعد الجلسة صدر البيان التالي: جرى استكمال الحوار بروح جدية في المواضيع المطروحة، وحصل تقييم ايجابي للخطة الامنية في البقاع والخطوات التي حصلت على صعيد نزع الاعلام والصور في المناطق المختلفة والالتزام الجدي بها.

ودعا المجتمعون القوى السياسية والمرجعيات للمساعدة على وقف ظاهرة اطلاق النار في المناسبات ايا كان طابعها.

وجرت مقاربة للدعوات المتبادلة حول سبل الوصول الى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب، وفتح النقاش حول آلياتها.

وقالت مصادر المستقبل ان جلسة امس تميزت عن سابقاتها بان عقدت ظل مفارقة مهمة تتمثل في وجود الرئيس الحريري في بيروت، وعلى اثر خطابين بارزين للحريري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حددا فيهما رؤيتهما للمرحلة، فالتقيا عند نقطة مركزية وهي استمرار حوار الضرورة كمخرج وحيد لتنفيس الاحتقان في الشارع الاسلامي واختلفا في الرؤية الاستراتيجية الخارجية.

وزير الداخلية

هذا واكد وزير الداخلية نهاد المشنوق ان الحوار مع حزب الله مستمر وجدي وهناك ارضية مشتركة، لافتا الى ان الرئيس سعد الحريري دعا في خطابه الى ايجاد استراتيجية لمكافحة الارهاب والامين العام ل حزب الله السيد حسن نصرالله استجاب لهذه الدعوة.

وشدد على ضرورة ايجاد ارضية مشتركة وطنية لمحاربة الارهاب يشارك فيها الجميع، وهذا الملف بحث لحوالى ٣ ساعات اليوم امس، لم نصل الى نتيجة ولكن حددنا مواقفنا استنادا الى كلام الحريري، وقيادات الحزب حددوا بعض المواقف واستمهلوا لاكمال البحث في هذه النقطة، معتبرا ان الاستراتيجية بحاجة الى الدولة، ولا تقوم على احزاب ولا فئات سياسية، والغطاء الوحيد القادر على ايجاد ارضية مشتركة هو الدولة.

ورأى المشنوق ان نجاح الحوار مرهون بسريته لأن تناوله يوميا لا يوصل الى نتيجة، وهو غير قائم على مبدأ تبادل الرسائل بل على النقاط المختلف عليها والنقاط المتفق عليها، والحريري اعلن النقاط التي يوجد خلاف عليها في خطابه، وهذه النقاط نؤجل البحث فيها للتفاهم على الامور التي يمكن التفاهم عليها، مشددا على اننا جزء من منطقة تحترق وبصرف النظر عن الخصومات، يجب ان ننقذ لبنان من هذا الحريق، والحريق لم يعد فقط داخل سوريا، الجماعات التكفيرية موجودة على الاراضي اللبنانية والجيش والقوى الامنية تعلم ذلك.