في الوقت الذي غادر فيه الرئيس تمام سلام الى روما امس في زيارة خاصة من دون بروز اي اشارات الى توافق على آلية العمل الحكومي، قال الرئيس سعد الحريري ان العمل الحكومي سيعاود نشاطه قريبا في ضوء الاتصالات التي اجراها مع الرئيس تمام سلام والقيادات المعنية.
وقد جاء كلام الرئيس الحريري خلال لقائه مساء امس السفراء العرب في بيت الوسط. وقال نلتقي اليوم لنتحدث عن الوضع في لبنان والمنطقة، وكما تعلمون هناك استقرار أمني نسبي في لبنان اليوم، وقد بذلنا ما في وسعنا طوال السنوات الماضية لإرساء هذا الأمن ولإبعاد لبنان عن الحريق السوري، ولكن استمرار الحرب الدائرة في سوريا والتدخل في شؤون سوريا يعرضا لبنان لتحديات ومخاطر كثيرة، وهي تحديات تتفاقم مع تنامي ظاهرة الإرهاب التي تشكل تحديا للعرب والمسلمين والمجتمع الدولي.
أضاف: لقد بدأنا حوارا مع حزب الله لتنفيس الاحتقان السني الشيعي وللتخفيف من تداعيات مشاركة حزب الله بالحرب في سوريا، ونأمل أن يكون هذا الحوار منتجا لنتمكن من الخوض في مسألة الانتخابات الرئاسية، والتوافق على رئيس جديد بما يمكن لبنان من مواجهة التحديات ودعم عوامل الاستقرار والنهوض الاقتصادي والاجتماعي.
وعرض الرئيس الحريري لاقتراح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، وقال: إن أي استراتيجية لمكافحة الإرهاب لا تتم إلا من خلال الجيش اللبناني والقوى الأمنية والعسكرية الشرعية، التي تتولى مسؤولياتها بجدارة على كل الأراضي اللبنانية. ولكن المدخل الصحيح لوضع استراتيجية وطنية موضع التنفيذ الجدي يكون بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.
وأشاد الرئيس الحريري بما قدمته المملكة العربية السعودية للبنان من مساعدات وهبات سخية بلغت أربعة مليارات دولار لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمواجهة التحديات والإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان.
بري ضد الاعراف
وكان موضوع آلية العمل داخل الحكومة مدار بحث في لقاء امس بين الرئيس نبيه بري والوزير وائل ابو فاعور الذي قال: موقفنا وموقف دولة الرئيس متطابق في هذا الامر، فموقف دولته وموقف وليد جنبلاط هو انه يجب ان يكون هناك تسهيل لاعمال مجلس الوزراء، ولكن لسنا مع الدخول في اي سوابق دستورية جديدة ولا مع الدخول في خلق اعراف دستورية جديدة نعرف اين تبدأ ولا نعرف اين تنتهي. النقاش السياسي متاح والتفاهم السياسي متاح، لكن المس بالدستور أمر غير مقبول وغير متوافق عليه. يجب احترام الدستور في آلية عمل الحكومة كما في غيرها من القضايا. واذا كان هناك شغور رئاسي مرفوض وبات غير مقبول، فيجب ألا يقود الى أعراف او سوابق جديدة نعرف اين تبدأ ولا نعرف اين تنتهي، فنكون في ازمة سياسية في رئاسة الجمهورية وننتهي لا سمح الله في ازمة دستورية ربما تقودنا الى امور لا يريدها أحد في لبنان.
أضاف: بحكمة الرئيس سلام وبدعم الرئيس بري وتوافق كل الاطراف ووجود الشيخ سعد الحريري، الذي يقدم جرعة اضافية لهذه التفاهمات، يجب ان نعود الى اطار تفاهم سياسي ولكن ليس الى اعراف دستورية. كل الامور تحل بالنقاش في مجلس الوزراء، ولكن ان نقفز من ازمة سياسية في الحكومة الى اشكال دستوري جديد في هذا الامر فنحن لا نوافق على ذلك.