في الوقت الذي استمرت فيه السجالات امس حول سلسلة الرتب والرواتب ومحاولات البعض لتعطيلها، اعلن الرئيس سعد الحريري بعد جلسة مجلس الوزراء في السراي مساء امس انجاز الموازنة بشكل ايجابي للغاية، واننا سنسير بالسلسلة بالتلازم مع الاصلاحات.
وقال الرئيس الحريري: في ما يخص الموازنة، ما قيل عن زيادة الضرائب على الخبز والبنزين وتلك اللائحة الطويلة التي رأيتموها، كلها كذب، حتى أنه لم تناقش أي منها. ليس هناك حتى أي وزير تحدث عنها. وإذا أردنا طرح أي أمر فسنقول للبنانيين أن هذا ما نفكر فيه. لكن لن نخبئ شيئا، سبق أن قلت أن هذه الحكومة هي حكومة استعادة الثقة، لأننا نريد أن نبني هذه العلاقة مع اللبنانيين بوضوح. فإذا كان هناك ما نود أن نقوم به فسنعلنه ولا يرمين أحد الاتهامات على هذه الحكومة أو على مجلس النواب.
واضاف: حين قلت أننا سنسير بسلسلة الرتب والرواتب، فإننا سنسير بها بالتلازم مع الإصلاحات، فحتى لو كان هناك من هو محق، فإن السلسلة هي في النهاية في خدمة من؟ هؤلاء عسكريون وأساتذة وإداريون، وبالتالي هي في خدمة المواطن اللبناني.
وعلينا أن نؤمن الإيرادات لكي نقر هذه السلسلة.
وتابع: من هذا المنطلق، إنجزنا اليوم موضوع الموازنة بشكل إيجابي للغاية، وإن شاء الله توزَع النسخة الأخيرة على الوزراء، ثم نراجعها جميعا ونقرها في أقرب وقت ممكن. أنا لدي سفر الأسبوع المقبل إلى مصر، وإن شاء الله أتواصل مع فخامة الرئيس ونحدد موعدا لجلسة مقبلة.
تعطيل الجلسة
وعن تعطيل الجلسة النيابية امس الاول، قال: الأمر ليس مجرد رسالة عبر الواتساب، كان هناك جو يحضَّر في مجلس النواب ومن الواضح أنه كان هناك اتجاه لتعطيل هذه السلسلة. نحن سنعيد التأكيد، مع كل القوى السياسية أن هذه السلسلة لكي تقر لا بد من السير بعدد من الأمور. سنؤكد على هذا الاتفاق وسنسير به وسترون. لا يعتقدن أحد أن هذه الحكومة ليست موحدة، ولا يعتقدن أحد أن ما حصل بالأمس هو نهاية الكون، بل على العكس أنا أرى أنه رب ضارة نافعة. ما حصل بالأمس سيعيد التأكيد على مدى تماسك هذه الحكومة، وسنقر كل الأمور بوتيرة أسرع بكثير مما كنا نقرها.
وفي انتظار تحديد موعد تشريعي جديد، ابدى اكثر من مسؤول اعتقاده بأنه سيكون يوم الاربعاء المقبل في ضوء اصرار رئيسي المجلس والحكومة على اقرار السلسلة، واعرب مصدر سياسي عن اعتقاده ان السلسلة لن تقر قريبا، كما يتوقع البعض بعدما نقلت البلاد من مقلب الانفراجات التي انتجتها التوافقات الحكومية، الى ضفة التشنج التي تضع الجميع امام مسؤولياتهم، وتوجب اعادة قراءة متأنية للواقع السياسي برمته، من اجل اعادة الامور الى نصابها الطبيعي. واعتبر ان غياب التوافق السياسي سيجمد السلسلة في انتظار تمكن الدولة من توفير ايرادات تمويلها من خارج جيب المواطن.
وقد استمرت التظاهرات ضد الضرائب بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء عصر امس في وسط بيروت، وشارك فيها عناصر من احزاب الكتائب والاحرار والتقدمي الاشتراكي.
وقد اتهم رئيس حزب الكتائب السلطة بالقيام بمسرحية في مجلس النواب لتطيير الجلسة التشريعية المسائية، وتحميل الكتائب المسؤولية، مؤكدا في مؤتمر صحافي الاستمرار في معارضة الضرائب، ومعلنا استعداده لرفع الحصانة عن نفسه. وشدد الجميل على أن الحزب سيقف إلى جانب الحكومة إن أقرت سلة إصلاحات، معتبرا أن المشكلة الأساسية تكمن في أن المس بمكامن الفساد الحقيقي ممنوع