كرّر الرئيس سعد الحريري مطالبته المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه النازحين السوريين في لبنان، لانه لم يعد باستطاعة الدولة اللبنانية تحمّل أعباء مليون ونصف مليون نازح. وحذر من ان لبنان سيكون مجبرا على اتخاذ خطوات لكي يوجد هؤلاء النازحون أماكن غير لبنان.
وسيبدأ الحريري اليوم جولة أوروبية يبدأها من باريس حيث يلتقي بعد الظهر الرئيس الفرنسي هولاند ويجري معه محادثات حول زيادة الدعم الفرنسي لمساعدة لبنان في مواجهة أعباء النازخين المتزايدة.
ومن المقرر أن يمنح هولاند الحريري خلال اللقاء وسام جوقة الشرف من رتبة كوماندور. كما يلتقي الحريري ايضا نظيره الفرنسي في قصر ماتينيون ويبحث معه في مختلف الاوضاع وسبل تقوية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.
وينتقل الحريري بعدها الى برلين، المحطة الثانية في جولته، حيث يلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ويتناول معها الأوضاع في لبنان والمنطقة وتداعيات النزوح السوري وكيفية التعامل مع هذه الأزمة.
ويزور بعدها العاصمة البلجيكية بروكسيل حيث، يمثل لبنان في مؤتمر بروكسيل لسوريا والمنطقة ويلقي كلمة يعرض فيها خطة الحكومة اللبنانية لتثبيت الاستقرار والتنمية ومواجهة الضغوط على البنى التحتية والخدمات العامة، جراء أزمة النازحين السوريين وحاجات لبنان على هذا الصعيد ودور المجتمع الدولي في زيادة المساعدات المطلوبة لمواجهة هذه الأزمة.
وستمثل الحكومة يوم الخميس امام البرلمان في جلسة مناقشة عامة ينتظر ان تركز فيها المناقشات على قانون الانتخاب وملفات الكهرباء والسلسلة والميزانية.
حديث الحريري
وعشية سفره، أدلى الحريري بحديث الى قناة فرانس – ٢٤ التلفزيونية الفرنسية، دعا فيه المجتمع الدولي الى الاستثمار في لبنان بمبلغ يتراوح بين 10 و12 مليار دولار على مدى سبع سنوات ليتمكن لبنان من تحمل أعباء النزوح السوري وتأمين متطلبات النهوض الاقتصادي.
وأضاف: نحن نعاني من وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري، استقبلناهم بسبب الحرب الدائرة في سوريا، والتي تؤثر على كل المنطقة. كان من الواجب علينا استقبال هؤلاء اللاجئين، ولكن من واجب المجتمع الدولي في المقابل أن يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري والنازحين السوريين في لبنان. مجموع الشعب اللبناني يتراوح بين 4.2 مليون و4.5 مليون نسمة، إضف إليهم مليون ونصف مليون نازح سوري. ونصف مليون لاجئ فلسطيني، فإن هذا يعني أن ٤٠% من السكان في لبنان أصبحوا من النازحين. والشعب اللبناني لا يمكنه تحمل هذا الضغط. ففرص العمل ليست متاحة للبنانيين، هناك ضغط على الكهرباء والصحة والطبابة ولقمة العيش وكل المرافق الحياتية. الوضع بات ضاغطا جدا، وتحملنا ما تحملناه، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل. وعلينا الآن أن ننتقل إلى مرحلة مختلفة مع المجتمع الدولي الذي يجب أن يستثمر في لبنان.
تحذير
سئل: أنتم تدقون ناقوس الخطر بأنه إن تواصل الخطر فإن لبنان قد ينهار اقتصاديا؟
وتابع الحريري ما أقوله للمجتمع الدولي أن لبنان ليس مسؤولا عن تحمل كل هذه المسؤولية تجاه النازحين. على المجتمع الدولي أن يتحمل مع لبنان وضع النازحين. نحن استقبلناهم ولن نتخذ أي خطوات تؤذي أو تضر بمصالح النازحين، ولكن إن لم يستثمر المجتمع الدولي في لبنان، فإننا سنكون مجبرين على اتخاذ خطوات لكي يوجد هؤلاء النازحون أماكن غير لبنان.
اما في المقلب الانتخابي، ووسط جمود قاتل لا يوحي بامكان ولادة القانون المأمول، والذي يُعززه سفر بعض من يعملون على فبركة صيغه، كوزير الخارجية جبران باسيل المتواجد في استراليا ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري الذي يُرافق رئيس الحكومة في جولته الاوروبية، على رغم تحذير مراجع سياسية عدة من ان شهر نيسان فاصل وحاسم انتخابياً، اوضح الوزير فنيش ان الصيغة الانتخابية الاخيرة التي قدّمها الوزير جبران باسيل، لا تزال تخضع للدرس والتدقيق من قبل فريق داخلي في الحزب، مكرراً موقف حزب الله المتمسك بالنسبية الكاملة، وفي الوقت نفسه الانفتاح على مناقشة صيغ انتخابية اخرى، لكن حتى الان لم نجد اي صيغة تؤمّن صحة وعدالة التمثيل كما تؤمّن النسبية الكاملة.
تغريدات المشنوق
على صعيد آخر، علق وزير الداخلية نهاد المشنوق، على انتشار عناصر ل حزب الله في منطقة برج البراجنة مساء الجمعة الماضي، بثلاث تغريدات على تويتر، قال في الأولى منها: إستعراض حزب السلاح مدان ومرفوض جملة وتفصيلا وهو صفعة في وجه العهد الجديد وتحد لمنطق الدولة.
وأضاف: لن نرد على هذا الاستعراض العسكري، إلا بمزيد من المواجهة مع هذا المنطق لصالح الدولة والدولة فقط لا غير. واستطرد في التغريدة الثالثة: وستتخذ الإجراءات التي يفرضها القانون منعا لكل أفكار الأمن الذاتي التي يرفضها كل اللبنانيين.