قلد الرئيس الفرنسي هولاند الرئيس سعد الحريري امس وسام جوقة الشرف برتبة كوماندور في حضور افراد عائلته وعدد من الوزراء والنواب والمستشارين، واكد له ان لبنان يمكنه ان يعتمد دائما على دعم فرنسا.
واشاد هولاند بدور الرئيس الحريري في دعم وحدة لبنان، ومساندة ترشيح الرئيس ميشال عون، ومواجهة مسألة النزوح السوري الى لبنان. وختم كلامه قائلا: هذا الحفل اليوم، هو لتوجيه تحية للروابط المتينة بين فرنسا ولبنان ولصمودكم ووقوفكم إلى جانبنا، وبالنسبة لكم إنه يوم كبير وكذلك لفرنسا وللصداقة وللبنان.
وقال: تحدثنا أيضا وتباحثنا في التحديات التي يمر بها لبنان مع وصول الحرب السورية إلى أبوابه، ووجود مليون ونصف مليون نازح سوري يشكلون بالنسبة للبنان ضغطا كبيرا على البنى التحتية والخدمات التي يجب تأمينها وضغطا معنويا اذ يجب ايجاد حل لهؤلاء النازحين، وقد عرفتم كيف تواجهون هذه المسألة، كما ان لبنان يواجه التهديد الإرهابي مع وجود داعش على الحدود مع سوريا ومحاولته دخول لبنان، وقد تمت مواجهة هذه الاعتداءات التي تعرض لها بلدكم.
ورد الرئيس الحريري بكلمة شكر وقال: خلال كل مراحل حكمكم سيدي الرئيس، وجدت لديكم استماعا فيه قدر كبير من الانسانية والسياسة معا فضلا عن القوة الدافعة التي شكلتموها تجاه لبنان للدفاع عن القيم التي يمثلها.
هذه القيم، اي قيم التعايش والحوار والاعتدال والعدالة مهددة اليوم من قبل المتعصبين في منطقتنا ورهاب الأجانب في هذا الجانب من البحر الأبيض المتوسط. وتأكدوا أننا سنواصل معا كفاحنا ضد هذين الطرفين من اجل التنور ومن اجل مواطنينا ومن اجل عالم أفضل.
هذا وانتقل الرئيس الحريري امس الى المانيا وسيلتقي اليوم المستشارة ميركل، وينتقل غدا الى بروكسل لحضور مؤتمر دولي حول النازحين السوريين والدول المضيفة لهم.
قانون الانتخاب
في الداخل اللبناني، ظل الاهتمام امس مركزا على قانون الانتخاب عبر مواقف تشيع اجواء تفاؤلية بقرب التوصل الى صيغة توافق عليها مختلف الكتل النيابية.
وتحدثت مصادر سياسية امس، عن ملامح انفراج انتخابي شق طريقه الرئيس نبيه بري بنفضه الغبار عن صيغته المختلطة واعادتها الى الضوء على حساب النسبية. وكان نسب الى الرئيس بري قوله سنذهب الى مجلس الوزراء قريباً بطرح المختلط بين الأكثري والنسبي على قاعدة 64 64، بصفته الصيغة الأفضل التي يمكن ان تنزل القانون من شجرة التعقيدات.
بدوره، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان فريقا وازنا في البلد وافق على طرح النسبية مع الدوائر المتوسطة، وتجري مناقشات في تفاصيل هذا الطرح الآن، وخلال ايام اذا صدقت النيّات سيتم الإنتهاء من القانون الإنتخابي. وإننا في ربع الشوط الأخير من إنجازه.
ولاقاه في التفاؤل نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني الذي اكد بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان هناك اتجاها للاتفاق على قانون انتخابي جديد، وهذا القانون يجب ان يمرّ على طاولة مجلس الوزراء بالإيجابية نفسها التي اعتمدت في ملف الموازنة، ولم يستبعد التمديد التقني لشرح القانون الجديد الذي سيتم التوافق عليه للبنانيين.
اما عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى فاوضح ان عودة الرئيس بري الى تبنّي الطرح المختلط 64-64، سببها الارباك الحاصل على صعيد المناقشات وعدم إمكانية التوصل الى صيغة تُرضي الجميع في ظل تسارع المهل، مؤكداً ان الرئيس بري إيجابي بالنسبة لإدخال تعديلات على طرحه لتقريب المسافات بين الاطراف، كذلك فان حزب الله منفتح على هذه الصيغة.
في هذه الاثناء، يتوقع ان تشكل جلسات مناقشة الحكومة في المجلس النيابي والتي تنطلق بعد غد الخميس، فرصة لتسليط الضوء على قانون الانتخاب، ذلك ان احدى المهام الاساسية التي حددتها الحكومة لنفسها تتمثل في اقرار قانون جديد، الا ان هذا الملف لم يطرح بعد ولو مرة واحدة على طاولة مجلس الوزراء.
وترجّح المصادر ان تكون هذه الجلسات مدخلا لاعادة طابة البحث الانتخابي الى ملعب الحكومة مجتمعة، فتنكب على مناقشة المشاريع المطروحة على بساط البحث الواحد تلو الآخر وصولا الى تحقيق خرق على هذا الصعيد.