تعهد المشاركون في مؤتمر بروكسل الدولي لدعم النازحين السوريين والدول المضيفة لهم، بتقديم مساعدات انسانية بقيمة ٦ مليارات دولار دون كشف تفاصيل تقسيم هذا المبلغ على الدول المعنية به. كما اعلن رئيس بنك الاستثمار الاوروبي الموافقة على اتفاقية قرض بقيمة ٣٠٠ مليون يورو لتوفير التمويل اللازم لمشروعات القطاع الخاص في لبنان والاردن ومصر والمغرب.
وقال المفوض الأوروبي للمساعدة الإنسانية خريستوس ستيليانديدس في ختام اجتماع بروكسل أن المؤتمر أتاح الحصول على وعد جماعي بستة مليارات دولار لهذا العام.
وكان الرئيس سعد الحريري تحدث امام المؤتمر وقال ان معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في لبنان انخفض من نسبة 8 في المئة قبل الأزمة إلى ما يزيد قليلا على واحد في المئة في السنوات اللاحقة. كذلك فان الخسارة التي لحقت بالناتج المحلي الإجمالي منذ بداية النزاع بلغت 18 مليار دولار في 2015. معدل الفقر وصل الى ال 30 في المائة، وتضاعف معدل البطالة إلى ٢٠%، في حين ان البطالة بين الشباب اللبناني هي ٣٠%. كذلك فان الخدمات العامة تعمل فوق طاقتها والبنى التحتية مستنفدة، وغني عن القول ان نسبة ديون عجز الموازنة قد زادت. وعلاوة على ذلك، فان التقديرات تشير إلى أن أكثر من 500,000 شاب بين سوري ولبناني يواجهون خطر زيادة سوء الاوضاع الاجتماعية.
وأعلن ان ٩٠% من الشباب اللبناني يشعرون بأنهم مهددون من قبل النازحين السوريين، والتوترات بين هذين المجتمعين وصلت الى مستويات خطيرة، وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية واعمال عنف من شأنها ان تهدد أمن البلاد واستقرارها السياسي.
واضاف: أقف امامكم هذا الصباح لأسألكم الاستثمار في الأمل، تماما كما فعل لبنان. لقد وضعنا استراتيجية واضحة للتعامل مع التداعيات الشديدة للأزمة السورية، ولوضع لبنان مرة أخرى على طريق تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. وهذه الاستراتيجية تعتمد على ركنين اثنين: أولهما إطلاق برنامج لاستثمار رأس المال على نطاق واسع من شأنه أن يساعد على توليد العمالة لدى كل من اللبنانيين والسوريين، والثاني هو توفير فرص التعليم للنازحين السوريين، بما في ذلك التعليم غير الرسمي، والتدريب التقني والمهني.
وختم: أدعوكم اليوم للاستثمار في السلام ودعم استقرارنا. اليوم، لبنان يمثل نموذجا للاعتدال والعيش المشترك للمنطقة بأسرها، و نموذجا، نرجو منكم حمايته. فلنستثمر معا في مستقبل لبنان المستقر. دعونا نستثمر معا في سلام واستقرار المنطقة والعالم. دعونا نستثمر في لبنان وفي جيل المستقبل في سوريا، حيث يمكن للبنان ان يشكل الارضية المثالية لانطلاق عملية إعادة الإعمار في سوريا.
جلسة المناقشة
على صعيد آخر، تترقب الاوساط السياسية ما سيؤول إليه الكباش السياسي بين افرقاء الحكم في القاعة العامة لمجلس النواب اليوم وغدا خلال جلسة مناقشة الحكومة، في ظل انعدام التوافق حول القانون الانتخابي وحتى حول التمديد، ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تكثيف اتصالات ربع الساعة الاخير لتحييد المجلس عن مطبّ تفجير الخلافات، وتوجيه رسائل من العيار الثقيل للشركاء في الحكم، محذرا من مغبة الدفع في اتجاه الفراغ الشامل في المؤسسات الدستورية اذا تم رفض التمديد التقني ووقع الفراغ النيابي.
واذا كانت مواقف التيار الوطني الحر الذي جدد التمسك بقانون الوزير جبران باسيل المختلط، اثارت حفيظة رئيس المجلس وفتحت مسار الاتهامات المتبادلة، بعدما كان اطراف الثنائية الشيعية هللوا لاستقبال القانون المتوافق عليه خلال ايام، خصوصا بعدما نحا تيار المستقبل في اتجاه القبول بالنسبية، ولكن بشروط، فان نتائج اجتماع معراب امس الاول عكس نية بالمواجهة من خلال تمسكه من جهة بالقانون المختلط، ومن جهة اخرى باقتران اي تمديد تقني مرجح على مدى ستة اشهر، بالاتفاق على قانون، وهو ما يبدو حتى الساعة مستحيلا.
وتنسيق موقف الثنائي المسيحي لم يقتصر على المحور الانتخابي بل تعداه الى سائر الملفات لتوحيده في جلسة اليوم النيابية حول محورين اساسيين، الكهرباء والموازنة، في ضوء توقعات بحماوة ستشهدها الجلسة خصوصا في ملف الكهرباء الذي خضع لكباش سياسي قوي في جلسة مجلس الوزراء ثم بعدها ابان نشره في الجريدة الرسمية. ويتوقع ان يشهر كل فريق سلاحه الكهربائي في مواجهة الخطة، وهو ما سيحدو بوزير المال علي حسن خليل الى الجلوس في المقاعد النيابية لا الحكومية وفق ما تردد لتتسنى له مناقشة الخطة من الجانب المالي من الموقع النيابي.