اعلن الرئيس ميشال عون في كلمة القاها خلال الافطار في قصر بعبدا مساء امس ان انجاز قانون انتخابات خلال الايام الآتية سيكون بداية استعادة الثقة. وقال ان الشعب اللبناني مقتنع ان الدولة فاسدة بجميع اداراتها، وهو لا يوليها اي ثقة.
وكان الرئيس عون وقع قبل الافطار مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب تبدأ في ٧ الجاري وتنتهي في ٢٠ منه، ويحدد برنامجها حصرا باقرار قانون جديد للانتخابات. كما عقد اجتماع رئاسي ثلاثي قبل الافطار ضم الرؤساء عون ونبيه بري وسعد الحريري.
وحضر الافطار القيادات الرسمية والسياسية والروحية والوزراء والنواب.
وقد أكتفى الرئيس نبيه بري لدى مغادرته القصر الجمهوري بالقول كل شيء منيح.
من جهته أعلن الرئيس سعد الحريري لقد اتفقنا على كادر القانون الانتخابي وهناك لجنة ستتولى التفاصيل والأمور النهائية. وأوضح أن الأجواء بين الرئيسين عون وبري كانت ايجابية.
وقال: اتفقنا على النسبية في 15 دائرة أما الاتفاق على التفاصيل فستنجز قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي.
كلمة عون
وقال الرئيس عون في خطابه خلال الافطار: يسرني أن نجتمع اليوم مع انطلاقة الشهر الفضيل، شهر الخير والبركة، حول مائدة الإفطار الرمضانية، بكل ما تحمل في وجداننا وفي ذاكرتنا من قيم ومحبة وتلاق، تعيدنا الى أيام الزمن الجميل، حيث كان تشارك الخبز والملح يربط الناس أكثر مما يربطهم عقد موقع. فأهلا بكم في بيتكم، هذا البيت الذي أريد له أن يكون جامعا لكل أبنائه ومفتوحا لهم ساعة يحتاجونه.
وقال: جميعنا جربنا الحرب، عشنا مآسيها ونزفنا من جراحها، وبعضها لم يختم حتى اليوم.. وجميعنا نعرف أن لا حل يأتي من خلالها سوى المزيد من التدمير. لذلك، يجب على ذاكرتنا أن تبقى حية كي لا تتكرر الأخطاء، وما سبق وقلته أول أيام حرب تموز أعيده اليوم: سنوات من الحرب مع الخارج ولا ساعات من الاقتتال في الداخل. ولتعزيز هذه الوحدة يجب سد الثغرات في نظامنا السياسي، وذلك من خلال إرساء حالة التوازن فيه، فنغنيه بجمع الإيجابي في خصائصنا بدلا من أن نفقره بطرحنا السلبي منها.
بعد سقوط الأحاديات المجتمعية، الدينية منها والسياسية والعرقية، وبعد ما نشهده في العالم اليوم من تطرف متبادل، حيث الغرب يعمم على الإسلام تهمة الإرهاب والإسلام يتهم الغرب بإطلاق وتغذية الإسلاموفوبيا، يبرز دور لبنان، وأيضا الحاجة الى هذا الدور. فلبنان، بمجتمعه التعددي، الذي يجمع كل الأديان والمذاهب، لا يزال محافظا على توازن النظام وميثاقيته، حتى وإن كانت الانقسامات السياسية فيه تفسد هذه الصورة أحيانا عندما تتموه بطابع ديني بينما هي سياسية في مضمونها وحقيقتها، ما يسمح له أن يكون النموذج لكل المجتمعات التي تلفظ الأحادية وتتلمس طريق التعددية.
واضاف رئيس الجمهورية: إن لبنان لم يكن يوما أرضا لصراع الحضارات والثقافات والأديان، بل على العكس، كان دائما أرض لقاء وتفاعل وحوار، لذلك هو الأقدر أن يكون في هذه المرحلة مركزا لحوار الأديان وأن يلعب دورا محوريا في إعادة وصل ما انقطع. وكلنا على يقين أنه إذا تشوه وجه الإسلام ينتهي الشرق، وإذا هجر المسيحيون منه تندثر الروح المشرقية القائمة على التعددية والانفتاح والتسامح الديني، وتنتصر الأحادية العنصرية المدمرة. لذلك علينا أن لا نستهين بدورنا أو نتهاون فيه، وهو الأقرب الى الرسالة منه الى الدور.
بناء الدولة
وتابع يقول: إن الهدف الأساسي لهذا العهد هو بناء دولة قوية، واستعادة الثقة كما يقول شعار الحكومة الحالية. فالشعب اللبناني مقتنع أن الدولة فاسدة بجميع إداراتها، وهو لا يوليها أي ثقة.
إن الدولة القوية التي تتمتع بثقة المواطن والتي نتطلع إليها هي الدولة الصادقة بوعودها، التي إن وعدت وفت، وإن التزمت نفذت، الدولة التي تكرس عملها لشؤون المواطن والوطن، فتبني اقتصاده، وتحفظ كيانه وسيادته واستقلاله، وتحمي حرياته. وإنجاز قانون الانتخابات، خلال الأيام الآتية، سيكون بداية استعادة الثقة لأنه سيبرهن عن إرادة تحسين التمثيل الشعبي وجعله أكثر توازنا، أفقيا بين مكونات الشعب اللبناني كافة، وعموديا داخل كل مكون بحد ذاته.
وقال الرئيس عون: إن الدولة لا تبنى بين ليلة وضحاها، ولا تبنى أيضا بإرادة فردية. الدولة لن تقوم، والثقة لن تستعاد إلا بتضافر الإرادات الطيبة واجتماع النوايا الصافية لما فيه مصلحة الوطن. وكل خطوة على هذا الطريق هي نجاح لنا جميعا، وأي تراجع هو فشل لنا جميعا.