الاهتمامات السياسية انحصرت امس بين تجاذبات عودة النازحين السوريين الى ديارهم، وعملية الجيش ضد الارهابيين في مخيمات عرسال. وقد اكد رئيس اركان الجيش امس ان ما قام به الجيش في المواجهة الاخيرة، هو مقدمة للقضاء على الارهاب ودحره نهائيا عن الوطن.
وقالت مصادر سياسية معنية بالمشاورات الجارية على خط تأمين العودة للنازحين ان الاتصالات مفتوحة بين المقار السياسية الرئاسية لا سيما بين قصر بعبدا وبيت الوسط للاتفاق على خطة تكفل اعادة النازحين الى الداخل السوري من دون احراج الدولة اللبنانية. وافادت ان الرئيس عون أخذ على عاتقه مهمة معالجة الملف كما ابلغ مجلس الوزراء امس الاول، الا انه لم يحدد حتى الساعة اطار وآلية المعالجة . ورفضت المصادر التعليق على ما نشر من معلومات عن اتجاه لتعيين مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم موفدا رئاسيا في هذا الشأن، مكتفية بالقول لا شيء محددا في هذا الاطار بعد.
آلية العودة
وقد قال الوزير جمال الجراح امس ان عودة النازحين السوريين، تتحقق من خلال آليات دولية، على النظام السوري ان يتجاوب معها، وألا يتهرب برمي المسؤولية على الآخرين. وما دام ضنينا على اوضاع النازحين ومصيرهم، فلماذا لا يفتح النظام السوري الحدود أمامهم، ويتخلى عن سياسة الدفع بهم في اتجاه لبنان والدول المحيطة؟.
وتابع: اذا كان السفير السوري يعلن بإسم حكومته رفض الوساطة مع الحكومة اللبنانية، فعليه ان يعلم هو وحكومته، ان الحكومة اللبنانية لن تكون جسرا يعبر فوقه النظام لتعويم صورته تجاه البعض، او نافذة يتسلل منها للنيل من آلاف المواطنين السوريين الأبرياء الذين دفع بهم ظلما وعدوانا الى مخيمات النزوح والفقر والضياع.
في المقابل، اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة ان التفاهم المباشر مع الحكومة السورية من شأنه تسريع الخطوات وتوفير الكثير من الوقت والجهد في موضوع النازحين.
عملية الجيش
وسط هذه الاجواء، وفي وقت بقيت عملية الجيش الاستباقية في عرسال، وتردداتها، في واجهة الاحداث المحلية، أكد رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاك أن ما قام به الجيش في المواجهة الأخيرة هو مقدمة للقضاء على الإرهاب ودحره نهائيا عن الوطن، لافتا إلى أن الدماء السخية التي يبذلها العسكريون لتحقيق هذا الهدف، هي فداء للبنان ولكل اللبنانيين والمقيمين على أرضه.
ونوه خلال تفقده العسكريين الجرحى في مستشفيي رزق والروم، الذين أصيبوا خلال عمليات عرسال بجرأتهم وشجاعتهم ونكرانهم للذات في سبيل إنجاح المهمة ودرء الأخطار الوشيكة عن المواطنين والنازحين الأبرياء.
وفي هذا الاطار، طلب وزير الدولة لشؤون حقوق الانسان أيمن شقير من قيادة الجيش والقضاء المختص فتح تحقيق شفاف في كل ما تم تناوله أخيرا من صور واخبار حول عملية التوقيف الاخيرة في عرسال، وعن الاسباب التي أدت الى وفاة عدد من الموقوفين. واعتبر إن إتخاذ الحكومة قرارا بطلب التحقيق بظروف وفاة الموقوفين، دليل الحرص على الشفافية وتوضيح الامر أمام الرأي العام
في غضون ذلك، أكد رئيس الجمهورية استمرار العمل لتعزيز الاقتصاد اللبناني لمواجهة انعكاسات تراكم الازمات الاقليمية والدولية، لافتا خلال استقباله رئيس جمعية المصارف في لبنان جوزف طربيه مع وفد مجلس الادارة الجديد المنتخب الاسبوع الماضي، الى التحسن الذي طرأ على ميزان المدفوعات خلال الاشهر الستة الماضية، ما يمكن ان يرفع نسبة النمو وفق تقديرات البنك الدولي.
من جهته، أوضح طربيه أن القطاع المصرفي هو حليف العهد وشريك في نجاحه، مؤكدا دوره الايجابي في تعزيز الاقتصاد اللبناني وقطاعات الانتاج. وركز رئيس جمعية المصارف على المميزات التي يتمتع بها لبنان، ولاسيما في مجال التنافسية، نظرا الى وجود مبادىء وقوانين توفر مقومات النجاح للقطاع المصرفي اللبناني، معربا عن امله في ان يتحقق في عهد الرئيس عون تقدم في الملف الاقتصادي بعد النجاحات التي تحققت امنيا وسياسيا.