فيما تبدأ هذا الاسبوع محاولات لمواجهة ملف عودة النازحين بموقف موحد، يطل في جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل، بند يتعلق باعادة النظر في آلية التعيينات الادارية ينتظر ان يثير تباينات بين القوى السياسية داخل الحكومة.
وينطلق الاسبوع اليوم بلقاء في السراي بين الرئيس سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزاف عون لمناقشة التدابير والاجراءات التي ينفذها الجيش للحفاظ على الامن والاستقرار وملاحقة التنظيمات الارهابية والتصدي لها في مختلف انحاء البلاد.
وكان مجلس الوزراء اصدر قرارا في جلسته الاخيرة طلب فيه من قيادة الجيش اجراء تحقيق شامل وشفاف في ظروف وفاة عدد من الموقوفين السوريين الذين تم القاء القبض عليهم في الحملة الاستباقية التي شنها الجيش على مخيمات منطقة عرسال.
معالجة ملف العودة
وفيما سحب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فتيل قضية عودة النازحين من طاولة مجلس الوزراء الاربعاء الماضي وأخذ معالجة الموضوع على عاتقه، طمأنت مصادر مطّلعة الى ان التباعد في وجهات النظر بين الاطراف الحكومية، سيبقى مضبوطا ولن يعطّل عمل المؤسسات الدستورية، حتى انها تتوقع ان يتم ولو بعد حين، الاتفاق على آلية رسمية واحدة، لاطلاق قطار اعادة النازحين.
وفي هذا السياق، اوضحت ان العماد عون يتشاور مع رئيس الحكومة سعد الحريري في الخيارات المطروحة لتحقيق العودة وقنوات التنسيق مفتوحة بين الرجلين في هذا الشأن.
وسيحضر الملف على طاولة اللجنة الوزارية المختصة بمتابعة قضية النازحين السوريين، عصر غد الثلاثاء بعد ان دعاها الرئيس الحريري الى اجتماع للبحث في مستجداته. وتقول مصادر وزارية ان الاجتماع المرتقب يدل الى جديّة رسمية في التعاطي مع القضية والى إصرار على إيجاد علاج حقيقي وعملي للأزمة، بعد ان أدرك الجميع تداعياتها الامنية والاقتصادية على لبنان. واذ تكشف ان المداولات ستخصص للبحث في الآلية الافضل لاطلاق قطار العودة، تعتبر المصادر ان نجاح اللجنة في مهمتها يبقى مربوطا باستعداد الاطراف كلها لابعاد الملف عن التوظيف السياسي المحلي والاقليمي، مشيرة الى ان الأولوية ستعطى لخيار التواصل مع الامم المتحدة.
وقد أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن الحزب سيتقدم الى الحكومة اللبنانية في الاسابيع القليلة المقبلة بمشروع لتتخذ قرارا سياديا باعادة النازحين. وقال نحن لم ننتظر قرارا من أي طرف خارجي لدى استقبالنا النازحين السوريين، ولن نتتظر الآن اي قرار لإعادتهم الى مناطق واسعة في بلادهم باتت اليوم آمنة. ورؤيتنا تقوم على ان ترسل الحكومة رسالةً الى الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تبلغه فيها موقفها بضرورة إطلاق قطار اعادة النازحين الى بلادهم، فيُصدر هو تعليماته للادارات والمؤسسات الدولية المعنية للتعاون مع حكومة لبنان والتفاهم معها على خطة العودة بشقها اللوجستي والتقني.
وفي الانتقال الى تردّدات عملية عرسال، أكدت معلومات صحافية ان الاطباء الشرعيين الذين كلّفهم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، أخذوا عينات من جثث السوريين الأربعة الذين توفوا بعيد المداهمات، وبدأوا عملهم لتحديد أسباب الوفاة. في الموازاة، أعلنت مديرية المخابرات أنها أحالت لغاية تاريخه 13 موقوفاً سورياً من الذين أوقفوا خلال مداهمة المخيمات في عرسال، على القضاء المختص لتورطهم في الأعمال الإرهابية.