استمرت المعارك العنيفة في جرود عرسال امس، وقال حزب الله ان مقاتليه احكموا سيطرتهم على الجزء العلوي في الجرود بعد تحرير وادي الخيل الذي يعتبر احد اهم معاقل جبهة النصرة التي تفصل الجرد عن عرسال. وقد اعلن الرئيس ميشال عون ان نتائج التطورات الميدانية الاخيرة ستكون ايجابية على صعيد الحد من اعتداءات الارهابيين وممارساتهم.
وقالت قيادة عمليات المقاومة أن المعركة باتت على مشارف نهايتها، ودعت المسلحين الى تسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم. وقد سجلت حالات فرار بين المسلحين باتجاه مخيمات النازحين في وادي حميد والملاهي، وباتجاه خطوط التماس مع داعش شمال شرق الجرود.
في المقابل، عزل الجيش مخيمات اللاجئين عن الجرود على أثر فرار مسلحي النصرة إلى وادي حميد والملاهي، وعزز اجراءاته الامنية في المنطقة. وكان قد عمل صباحا على تسهيل دخول النازحين من المخيمات في وادي حميد في جرود عرسال الى داخل البلدة، وسهّل بالتعاون مع الصليب الاحمر دخول 79 من النساء والأطفال الى داخل البلدة.
اجتماع القصر
وفي ضوء التطورات ترأس الرئيس ميشال عون اجتماعا امنيا في قصر بعبدا، حضره قائد الجيش العماد جوزاف عون، نائب رئيس الأركان للعمليات العميد الركن نواف الجباوي، مدير المخابرات العميد الركن أنطوان منصور ومدير العمليات العميد الركن جان الشدياق.
وخصص الاجتماع لعرض الأوضاع الأمنية على الحدود اللبنانية – السورية قبالة جرود عرسال والتطورات الميدانية المرتبطة بها.
ونوه الرئيس عون بجهوزية الجيش واستعداده لصد أي اعتداء على الأراضي اللبنانية وحماية السكان والنازحين وتأمين سلامتهم في بلدة عرسال ومحيطها وفي سائر القرى والبلدات على امتداد الحدود. واعتبر أن نتائج التطورات الميدانية الأخيرة ستكون إيجابية على صعيد الحد من اعتداءات الإرهابيين وممارساتهم ضد المدنيين والعسكريين على حد سواء، وسوف تعيد الأمن والاستقرار إلى الحدود.
مواقف سياسية
وعلى صعيد المواقف السياسية من التطورات العسكرية، قال تيار المستقبل في بيان امس: اذا كانت أبواق السفاهة والتحريض والتخوين الموالية ل حزب الله، تعتبر المعارك الدائرة في جرود السلسلة الشرقية، فرصة لاضفاء الشرعية الوطنية على مشاركة الحزب في الحرب السورية، وسائر الحروب التي يشارك فيها في لبنان والخارج، فإننا في تيار المستقبل لن نقع في هذه الخطيئة الوطنية، مهما بلغ حجم التهديدات والرسائل المكتوبة والمتلفزة التي تهدد المعترضين على سياسات حزب الله بالقتل والابادة والملاحقة.إن تيار المستقبل الذي يأسف لتلك الدونية في مقاربة الاعتراض السياسي على زج لبنان بالحرب السورية، يؤكد على موقفه المبدئي الذي لا تراجع عنه، ويتمسك باعتبار الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، الاداة الحصرية للدفاع عن لبنان واللبنانيين وحماية الحدود.
وقال بيان صدر عن المكتب السياسي لحزب الكتائب امس، ان الحزب على ثقة كاملة ب قدرة الجيش على حسم معركة عرسال وغيرها كما حسم سواها من المعارك، وعليه، حمّل الحزب السلطة السياسية المستقيلة من دورها، مسؤولية التنازل عن سيادة لبنان وعن واجبها في تحرير اراضيه.