واصل الرئيس سعد الحريري زيارته الى واشنطن امس، والتقى وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي قال ان المحادثات مع الرئيس الاميركي ترامب امس الاول كانت ايجابية جدا. كما ألقى الحريري محاضرة في واشنطن قال فيها ان نظام لبنان الديمقراطي والمنفتح هو النموذج للحل المطلوب في كل من سوريا والعراق.
بعد الاجتماع مع الحريري اكتفى تليرسون بالقول: انا مسرور بان ارحب برئيس وزراء لبنان سعد الحريري هنا في وزارة الخارجية وقد ناقشنا كما تتوقعون الوضع في سوريا ومسائل تتعلق بالامن في المنطقة، وانا اعرف انه كان للرئيس الحريري امس لقاء ودي جدا جدا مع الرئيس ترامب وسنستمر في متابعة القضايا التي اثيرت للبناء عليها.
وقد أعلنت الخارجية الاميركية امس، أنها ستقدم أكثر من 140 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية إضافية للبنان تلبية لحاجات ملحة للاجئين من سوريا والمجتمعات اللبنانية المضيفة، وجاء هذا الإعلان خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري لواشنطن.
وأشارت الى أن هذا التمويل الحديث يرفع قيمة المساعدات الإنسانية الأميركية إلى لبنان لأكثر من 1.5 مليار دولار منذ بداية الأزمة السورية عام 2012. وهو يعكس التزام الولايات المتحدة الثابت المساعدة في معالجة الحجم غير المسبوق للمعاناة، والحاجة الإنسانية الملحة في لبنان. ويستضيف لبنان أكثر من 1.5 مليون لاجئ مسجل، يصلون إلى ما يقرب من ربع سكانه، وهذا يدل على كرم الشعب اللبناني وسخائه.
نموذج النظام اللبناني
وفي محاضرته امام معهد كارنيغي للسلام العالمي، عرض الرئيس الحريري امس الوضع في لبنان وما يواجهه من صعوبات نتيجة أزمة النزوح السوري، وقال اسمحوا لي أن أكرر موقفي من مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلدهم:
أولا، نؤيد تماما عودة النازحين السوريين الآمنة والسريعة. لكن لن نجبرهم تحت أي ظرف على العودة إلى سوريا.
ثانيا، سنتناول هذه المسألة فقط بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
ثالثا، سنحرص على أن تكون شروط العودة متوافرة بشكل صحيح ووفقا للقانون الدولي.
واضاف: لا يساورني أدنى شك في أننا سنعمل معا على إلحاق الهزيمة بهذا النوع الحالي من التطرف والإرهاب. لكن من الممكن أن يظهر نوع أكثر خطورة إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي في العراق وسوريا، يسمح بإشراك جميع الطوائف والمجموعات في السلطة. وقال: إن نظام لبنان الديموقراطي والشامل والمنفتح، هو النموذج لهذا الحل. وعلى نطاق أوسع، فإن الحصن الوحيد ضد التطرف هو الاعتدال والحوار والتعايش. وهنا أيضا لبنان هو النموذج. نستطيع التغلب على اليأس بالأمل وبالمرونة وبالإبداع ومن خلال جميع هذه القيم التي يعتبر لبنان نموذجا لها.
حفل استقبال
وكان الحريري ألقى كلمة في حفل استقبال اقامته السفارة اللبنانية في واشنطن قال فيها: هدفنا الاول هو تقوية المؤسسات والجيش اللبناني والقوى الامنية لكي تبسط سيطرتها على كامل الاراضي اللبنانية وهذا من المفروض ان يحصل وسيحصل باذن الله، وانا اؤكد ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مصر على هذا الموضوع اكثر من اي شخص آخر.
أضاف: إن الايام التي مرت كانت صعبة بالمفهوم السياسي، ولكن الاهم هو اننا توافقنا منذ ان شكلنا هذه الحكومة على ان نكمل المسيرة لمصلحة البلد. قد تحصل خلافات وآراء متباينة حيال ما يحصل في البلد عند جميع الافرقاء السياسيين، لكن الاهم هو ان يستطيع البلد ان يحمي نفسه وان يتمكن الجيش اللبناني من القيام بواجباته لحماية اللبنانيين والمخيمات والحدود اللبنانية. إتكالنا على الله وعلى حكمة كل الأفرقاء السياسيين لكي لا ندخل البلد في متاهات سياسية وانا متأكد من ان هذا الامر لن يحصل.
وتابع: لقد تحدثنا خلال هذه الزيارة بكل وضوح عن مصلحة لبنان التي هي الحفاظ على الاستقرار وتقوية الجيش اللبناني وتنمية الاقتصاد وكيفية التوافق على مساعدة اللاجئين السوريين ولكن الاهم هو مساعدة الاقتصاد الوطني اللبناني لأنه في نهاية المطاف اذا لم ينهض الاقتصاد سيكون هناك مشكل في البلد.