خيم هدوء تام على منطقة جرود عرسال امس مع بدء تطبيق اتفاق بين حزب الله وجبهة النصرة عند الساعة السادسة صباحا. وقد اشرف على مفاوضات الاتفاق المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي اطلع كلا من الرئيس ميشال عون والرئىس نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزاف عون على تفاصيله.
واعلن الاعلام الحربي للحزب ان الاتفاق يقضي بخروج عناصر جبهة النصرة وعائلاتهم من الجرود الى منطقة ادلب، وبالافراج عن عناصر من حزب الله خطفوا في منطقة تل العبس في عام ٢٠١٦.
جولة ابراهيم
وقد زار اللواء ابراهيم القصر الجمهوري صباح امس واطلع الرئيس ميشال عون على تفاصيل الاتفاق، ثم زار نهارا الرئيس نبيه بري للغاية نفسها. وقال من عين التينة بالتأكيد إن بنود الاتفاق سرية، وما استطيع قوله ان هناك فعلا وقفا لإطلاق النار ساري المفعول. والمسلحون ومن يرغب من المدنيين سيتوجهون الى أدلب بشكل منظم وبإشراف الدولة اللبنانية، وسيقوم الصليب الاحمر اللبناني بالامور اللوجستية. هذا كل ما استطيع ان اقوله، واعتقد ان بنود الاتفاق ستتكلم عن نفسها عمليا.
وزار ابراهيم قائد الجيش ايضا واطلعه على التفاصيل.
وقالت وكالة الانباء المركزية ان لبنان الرسمي دخل منذ السبت الماضي وبإشراف مباشر من الرئيس ميشال عون، على خط التفاوض عبر تكليف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم التواصل مع المسؤولين الاتراك والقطريين لصياغة بنوده، بعد فشل المفاوضات المحلية التي قادها علماء القلمون وابو طاقية منذ بدء المعركة وبعد مقتل نائب رئيس بلدية عرسال السابق احمد الفليطي بنيران جبهة النصرة. وقد قام ابراهيم منذ الاثنين وحتى يوم امس الاول بجولات مكوكية بين الدوحة وانقرة لمتابعة المفاوضات التي نجح في إنهاء فصولها امس باعلان وقف اطلاق النار.
جرود رأس بعلبك
ومع طي صفحة النصرة في جرود عرسال، تتجه الانظار الى جرود القاع ورأس بعلبك التي يتمركز فيها عناصر داعش، وسط معلومات عن تعزيزات عسكرية استقدمها الجيش في محيط البلدتين. وفي حين اشارت المعلومات الى ان الجيش سيتولى تحرير الجرود بعدما تولّى هذه المهمة حزب الله في عرسال. اوضح وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد لقائه الرئيس عون ان الأرض التي تجري عليها معركة جرود عرسال مختلف عليها جغرافيا بين لبنان وسوريا تاريخيا، وقال الحكومة لم تخطئ لان جرود عرسال هي ارض مختلف عليها وبالتالي لا يمكن مناقشتها باعتبار انها ارض لبنانية وتحتاج الى قرار لبناني.
واضاف تناقشنا بما يحصل في عرسال، ودور الجيش اللبناني والخلاف الحاصل حول قيام حزب الله بالعملية العسكرية.
وتمنيت على الرئيس عون اعادة طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية على طاولة البحث. فمسألة سلاح حزب الله خلافية لكنّها لا تعالج بالشتائم. ولفت إلى أن من حق اللبنانيين ان تكون لهم رغبة في ان يتولى الجيش اللبناني الدفاع عنهم في كل لبنان.
وفي اوّل تصريح غربي على معركة الجرود، شددت السفارتان البريطانية والأميركية في بيان مشترك صادر عن السفارة البريطانية اثر اجتماع ممثلين عنهما مع قائد الجيش لبحث مشروع امن الحدود البرية، على ان الجيش اللبناني هو المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان.