بقيت عيون اهالي العسكريين، ومعهم اللبنانيين، شاخصة في اتجاه آخر خيوط الامل الرفيعة المعلقة على نتائج فحوص ال DNA للرفات التي تم العثور عليها في الجرود. وقال المتحدث باسم الاهالي خليل شداد املنا كبير بالا تكون الرفات للعسكريين الثمانية، ولا نزال نعتبر العسكريين مخطوفين. وتحدث عن قطبة مخفية.
وتنقل الاهالي بين ساحة رياض الصلح حيث خيم اعتصامهم والمستشفى العسكري، لاجراء فحوصات الحمض النووي لتحديد هوية الرفات الموجودة في المستشفى التي يُرجّح انها تعود لابنائهم. وبانتظار تحديد نتائج الفحوصات التي قد تستمر اسبوعين، اشار المتحدّث باسم الاهالي خليل شدّاد الى اننا لم نتأكد حتى الان ان الرفات عائدة للعسكريين، واملنا كبير بألا يكونوا للعسكريين الثمانية، خصوصاً بعد ورود صورة طفل من بين صور الرفات التي تم تداولها، الامر الذي يُعطينا املاً بألا تكون كل الجثث للعسكريين، مؤكداً اننا لا نزال نعتبر العسكريين مخطوفين وننتظر انتهاء الفحوصات لتحديد هوية الجثث التي عُثر عليها، وموضحاً ان هناك قطبة مخفية لم تطلعنا عليها السلطات، خصوصاً ان معلوماتنا تُفيد بأن العسكريين الثمانية لم يكونوا كلهم معاً.
مغادرة المسلحين
في هذا الوقت، بدأ تنفيذ المرحلة الاخيرة من اتّفاق حزب الله – داعش بخروج المسلّحين من وادي مرطبيا في اتّجاه دير الزور في سوريا، في مقابل تسليم 5 جثامين مقاتلين من الحزب واسير لدى التنظيم.
ووصلت الحافلات التي تقل مسلّحي داعش وعائلاتهم عند معبر الشيخ علي في جرود القلمون لاخراجهم في اتّجاه البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، بعدما حوصر نحو 600 ارهابي في منطقة وادي مرطبيا في الجرود على مساحة لا تزيد على 20 كيلومتراً مربّعاً.
وبالتزامن مع خروج الارهابيين وعائلاتهم، خرج 25 جريحا من داعش في سيارات الهلال الأحمر السوري إلى نقطة تجمّع خارج معبر الشيخ علي الروميات في جرود القلمون الغربي. واشارت المعلومات الى ان لا مطالب لداعش سوى مغادرة الجرود بعدما حوصر من الجانبين اللبناني والسوري، وان بعض عناصر التنظيم تركوا عتادهم واسلحتهم وهربوا في اتجاه الأراضي السورية.
يوم حداد
هذا، وأعلن رئيس الحكومة سعد الحريري في بيان أن الحكومة اللبنانية، وبعد التداول مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ستعلن يوم حداد وطني فور التأكد من نتائج فحص الحمض النووي للجثامين الثمانية، ويوم تضامن مع الجيش ومع أهالي الشهداء.
في الموازاة، رد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على الدعوات الى الانتقام من داعش وعلى انتقاد انسحابهم السهل والآمن من الجرود، فقال ليس علينا المعاملة بالمثل، نحن دولة لا تمارس القتل والانتقام، والجيش عندما انطلق في مهمته كان لها هدفان: تحرير الجرود وكل التراب اللبناني والثاني كشف مصير العسكريين المفقودين، ولم تكن مهمته القتل، ومواجهة العدو جزء من تنفيذ المهمة وليست الهدف، واضاف أننا نخضع للاتفاقات الدولية ومقتضيات القانون الدولي وقبل كل شيء للقانون الانساني. قد يقول البعض ان هؤلاء ليسوا بشرا، كلا انهم بشر ومضللون واخطأوا وارتكبوا جرائم في حقنا، انما ما يفرقنا عنهم ان نكون في هذا الموقف.
لكن الحزن الذي غرق فيه لبنان بعد الإعلان عن استشهاد العسكريين الثمانية، لا يحجب الانظار عن الانتصار الذي حققته المؤسسة العسكرية التي تؤكد مصادرها، ان تكريم شهدائها هو الانتصار، وتقول في معرض سؤالها عن الرد على التساؤلات الشعبية حول اسباب القبول بالتسوية وعدم استكمال المعركة لطرد داعش، ان الجيش حقق اهدافه بطرد داعش من الجرود وحرر الارض بأقل قدر من الخسائر، وانه لولا تحرير الارض لما تمكنّا من تحديد مكان وجود جثامين شهدائنا، اذ كان ضروريا وضع حدّ لمعاناة اهالي العسكريين المخطوفين بأسرع الطرق.
اما كيفية ضبط الحدود غير المرسّمة بعد طرد داعش، فأكدت المصادر ان خرائط الجيش واضحة بالنسبة للحدود وان القيادة تبحث راهنا في كيفية توزيع القوى العسكرية ونقاط تمركزها، كاشفة ان لجنة من الخبراء العسكريين تنكبّ على دراسة الملف، الا انه يمكن الجزم في المبدأ العام، ان الانتشار سيتم على كامل الحدود في غض النظر عن التفاصيل في شأن القوى العسكرية والنقاط. واذ افادت ان الجيش لم يتسلم من حزب الله كامل الاراضي المحررة في جرود عرسال حيث يبقى بعضها في عهدته اكد انه سيتسلمها قريبا جدا.