رغم الترقب الذي يسيطر على الوضع السياسي نتيجة التطورات الخارجية، فان المشهد الداخلي عاد الى انشغالاته بالموضوع الانتخابي الذي يسجل خطوات متسارعة نحو اجراء الاستحقاق في موعده، وينتظر ان يقر مجلس الوزراء اليوم اعتمادا بقيمة ٧٠ مليار ليرة لنفقات الانتخابات.
وبعيد انتهائه من شؤون السلسلة وشجونها، يتحضر المجلس النيابي للبحث في مشروع الموازنة العامة لعام 2017، اذ دعا الرئيس نبيه بري الى عقد جلسات عامة لمناقشتها أيام الثلثاء والاربعاء والخميس في 17 و 18 و19 الجاري، نهاراً ومساء لهذا الغرض، على ان يتم في مستهلّها انتخاب أميني السر والمفوضين الثلاثة وأعضاء اللجان النيابية.
وفي وقت تابع الرئيس ميشال عون الأوضاع الداخلية والاجواء السياسية والتحضير لمرحلة ما بعد اقرار مجلس النواب للقوانين المالية والضرائبية، لا سيما لجهة درس مشروع قانون الموازنة واقراره، أكد بري في لقاء الاربعاء النيابي، أن الموازنة ستقر. وتحدث ايضا عن لقاء كليمنصو الثلاثي، فلفت الى انه ضروري وليس موجهاً ضد أحد، ويفتح الاجواء للقاءات أخرى وقد حصل للملمة الوحدة الداخلية، معتبرا في الموازاة ان التهديدات الخارجية تطال كل اللبنانيين وأفضل رد عليها تدعيم الداخل وأن أهم سلاح لمواجهة التحديات والأخطار هو الوحدة بين اللبنانيين.
مجلس الوزراء اليوم
على صعيد آخر، زار وزير الداخلية نهاد المشنوق عين التينة مؤكدا ان الانتخابات حاصلة في موعدها. وفي هذا السياق، يُتوقّع ان تخطو الحكومة اليوم خطوة اضافية على طريق إتمام الاستحقاق في موعده، اذ يتصدّر جدولَ أعمال مجلس الوزراء الذي ينعقد اليوم في السراي، بندٌ يتعلق ب التدابير الواجب اتخاذها والاعتمادات المطلوب تأمينها لإجراء الانتخابات النيابية العامة، تطلب فيه الداخلية اعتمادات مالية ولوجستية لإتمام الاستحقاق.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن المبلغ المطلوب من الوزارة يُقدّر بنحو 70 مليار ليرة ستُخصّص لتغطية رواتب قرابة 9 آلاف رئيس قلم اقتراع، 7000 منهم في القرى و1000 للمراكز الكبيرة للتصويت في أماكن السكن، وألف احتياط، بالاضافة الى تجهيزات لوجستية أخرى، ومن المرجّح ان تُقرّ هذه المخصصات بسلاسة ومن دون عوائق في مجلس الوزراء، على ان يغادر رئيس الحكومة سعد الحريري بعدها لبنان متوجها الى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس، والى روما للقاء نظيره الايطالي باولو جينتيلوني.
التهديدات الاسرائيلية
وسط هذه الاجواء، بقيت التهديدات الاسرائيلية تتفاعل في الداخل. غير ان مصادر دبلوماسية أشارت عبر الوكالة المركزية الى ان الكلام لن يتحول مواجهة عسكرية لأكثر من اعتبار.
من جهتها أكدت أوساط اليرزة ل المركزية ان مواقف وزراء العدو وآخرها ليبرمان لا تستأهل التوقف عندها ولا تغير قيد انملة في الموقف الاميركي من الجيش اللبناني بدليل الهبة العسكرية التي تسلمها منذ يومين والتي سيقام احتفال رسمي اواخر الشهر الجاري خصيصاً لها بمشاركة مسؤولين عسكريين اميركيين يحضرون خصيصاً للمناسبة، وذلك بعيد عودة قائد الجيش العماد جوزيف عون من زيارة الى الولايات المتحدة الأميركية حيث دعي لتمثيل لبنان في مؤتمر التحالف الدولي لمكافحة الارهاب.
واعتبرت مصادر في حزب الله عبر المركزية ان رسائل التهديد الاسرائيلية والاجراءات الاميركية جزء من الحرب النفسية على الحزب عبر ادوات عدة، عسكرية، اعلامية واقتصادية بهدف الضغط على المقاومة. وقالت اعتدنا عليها، ومن يُهدد لا يُنفّذ، مع العلم اننا نأخذ التهديدات الاسرائيلية في الاعتبار، ونحن على يقين بأن هذا الكيان لن يقوم بأي حرب لا اليوم ولا في المستقبل القريب، لانه يعلم تماماً ان اي حرب سيشنّها ستكلّفه ثمناً غاليا.
في هذا الوقت تواصلت الضغوط الاميركية على حزب الله وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تعرض ما يصل إلى سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقال طلال حمية قائد وحدة العمليات الخارجية لحزب الله، وما يصل إلى خمسة ملايين دولار لمعلومات عن فؤاد شكر وهو أحد أبرز العناصر العسكرية في حزب الله.
وقال ناثان سيلز المنسق الأميركي لمكافحة الإرهاب للصحافيين إن المكافآت هي الأولى التي تعرضها الولايات المتحدة بخصوص أعضاء في حزب الله منذ عشر سنوات. وأضاف المكافآت التي أعلنت اليوم خطوة أخرى لزيادة الضغط عليهم وعلى جماعتهم.
واتهم نيكولاس راسموسن مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب حزب الله بالوقوف وراء مجموعة من الهجمات حول العالم وقال إن له وجودا في كل ركن من أركان العالم تقريبا.