التباينات داخل الحكومة تتسع وبدأت تأخذ منحى علنا وهجوميا. وقد سجلت احدى حلقاتها امس بموقف اعلنه الوزير نهاد المشنوق وقال فيه ان السياسة الخارجية تعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية، وبموقف للوزير جبران باسيل قال فيه ان من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة هو المستتبع للخارج.
وبانتظار تطورات هذه التباينات التي يرجح ان تبقى في اطار الكلام نتيجة التوافق السياسي المتبع، ينهي الرئيس سعد الحريري اليوم زيارته الى روما بلقاء مع رئيس الحكومة الايطالية باولو جنتيلوني قبل عودته الى بيروت. وينتظر ان تتناول محادثاتهما بشكل خاص الترتيبات التي تقوم بها ايطاليا لعقد المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني.
وكان الحريري اجاب عن سؤال حول موقف لبنان من الخلاف الاميركي – الايراني بشأن الاتفاق النووي بقوله: لبنان بلد صغير جدا، وأنا واجبي كرئيس حكومة لبنان أن أجنبه أي أخطار، لذلك سأعمل لتجنيب لبنان أي أخطار. الموقف القائم اليوم هو بين الولايات المتحدة وإيران، فما الذي يقدمه لبنان أو يؤخره في هذا الموضوع؟ يجب علينا الحفاظ على استقرار لبنان وعلى هذا التوافق القائم في البلد، وأن نعرف أن هذا التوافق هو لمصلحة لبنان. الموقف الأميركي واضح وصريح في ما يخص إيران ولا علاقة أو مساهمة لنا فيه، ويجب أن ننتظر ما الذي سيحصل في الأيام القادمة. لذلك أرى أن هذا الموضوع يستحق أن نجلس كحكومة وكدولة مع الأفرقاء السياسيين الآخرين للبحث في كيفية مقاربته. بالنسبة إلي، الحفاظ على هذا التوافق الحاصل في لبنان وعلى الاستقرار في البلد هو الأساس.
الى ذلك أكد الرئيس الحريري عبر حسابه الخاص على تويتر انه سيردّ على انتقادات الرئيس نجيب ميقاتي عند عودته من روما، قائلا الرئيس الميقاتي نازل انتقادات بقراراتنا لما إرجع على بيروت حا رد عليه او لما اعمل مجلس وزراء بطرابلس have a nice weekend.
وردّ ميقاتي على تغريدة الحريري مرّحباً به: اهلاً وسهلا بدولتكم وبمجلس الوزراء في طرابلس Enjoy Rome.
المشنوق
وفي جديد التطورات السياسية قول الوزير نهاد المشنوق في لقاء مع جمعية متخرجي المقاصد أن السياسة الخارجية اللبنانية شاردة، وإن التمادي في هذا الاتجاه السياسي يعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية، مشيرا إلى أنه لا يمكن الاستمرار بسياسة الصدمة والإلزام والإرغام، مشددا على أنه يفرق بين رئيس الجمهورية الذي نكن له كل احترام وتقدير وعلاقتنا قائمة على الصراحة والوضوح المتبادل، وبين سياسة وزارة الخارجية التي تتعارض مع الأعراف الحكومية والبيان الوزاري.
ورأى المشنوق أن سياسة النأي بالنفس التي كانت أحد بنود التسوية الرئاسية، قد تعرضت لضربات في الفترة الأخيرة، إن على صعيد زيارة عدد من الوزراء إلى سوريا ومشاركتهم في معرض دمشق الدولي، أو في لقاء نيويورك بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير خارجية سوريا وليد المعلم، الذي لم يكن منسقا مع رئيس الحكومة، كما تنص بنود التسوية.
واعترف وزير الداخلية بأن نتائج الحكومة الإئتلافية ليست ممتازة، لكن هناك إمكانية جدية لإنجاز مشاريع، إن على صعيد بيروت أو على صعيد لبنان، بطريقة معقولة، وتحويلها إلى التنفيذ. أضاف: لا أقول إننا دولة قديسين، لكن الكلام حول الفساد أكبر من الوقائع وفيه نسبة كبيرة من الظلم.
ورفض المشنوق الكلام عن إحباط في بيروت، لأن بيروت مدينة عظيمة باعتراف كل العالم وهي جزء أساسي في بناء الدولة.
باسيل
بدوره اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل انه بصراع مع الوقت، مضيفا: يؤخروننا حتى تصبح وزارة الطاقة والمياه مع غيرنا، ولكن هذا لن يحصل شو منعملن. وقال في كلمة له خلال افتتاحه محول معمل كهرباء رشميا ان ما يفعلونه بالكهرباء، يمارسونه في النفط، ومارسوه بقانون الانتخاب، والخاسر هو الناس لأن الوقت يضيع ودائما يبتدعون الحجج.
وفي سياق آخر قال باسيل: آن اوان العودة السياسية الى الجبل بفعل قانون الانتخاب الجديد ثم يأتي الانماء والاقتصاد والامور الاخرى.
وقال باسيل: من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة هو المستتبع للخارج وغير المعتاد على العيش بلا تبعية. اما نحن فنعيش ورأسنا مرفوع.